لم أكن أعلم أن اللحظات المبهجة هي التي تضعنا أمام أنفسنا بشكل صادق. أظن أن الذات الواعية تستيقظ كل ذات بهجة لتحافظ على نبض الإنسان داخلنا؛ لذا يفرح الطفل بقطعة حلوى ويمضي مغتبطا حد الانتشاء؛ فالعالم والزمان قد انحسرا فيها وانتهيا إليها، ليس لانعدام الوعي لديه، بل لأن الإنسان داخله لم يـُدنف بسحنة المكان والزمان وأشباح الإنسان.
• إذن هل تعودين يا ملاك عما دعوت إليه في أحد المقالات بشأن التأسيس لطفولة واعية عوضا عن تلك الآمنة!
• لا بأس.. فلتسقط الطفولة الواعية حتى حين، رغم أننا قوم تأخذنا الأنفة فنهلك في سبيل ذواتنا.
• مللنا جلد أنفسنا يا ملاك.. تحدثي عن معرض الكتاب أو عن كتابك الجديد أو..
• لقد كانت فرحتي القصوى أن أجد كتبا حالت بيني وبينها التقلبات والمسافات أو أرى كتابي الصغير على أرفف المكتبات، لكن لا أعرف لماذا لحظتها أن ثالت صور كانت قد التقطتها ذاكرتي من نشرات الأخبار ومشاهد أخرى عايشتها فتبعثر جزء غير يسير من ذلك الشعور الكبير.
• بسيطة.. أحجبي نفسك عن مشاهدة الأخبار!
• وهل أستطيع حجب ذاكرتي عن التذكر وعيني عن الإبصار؟!
فهناك على ضفة يابسة.. أناس بلا دواء.. بلا رغيف أو مأوى أو وطن أو حتى ابتسامة. لقد كانوا يموتون على قارعة الحياة. وآخرون يعيشون بعقول قيد الانتظار.
• أي الفريقين أشد مرارة؟
• لا فرق فكلها في ميزان الحياة نقصان يترك ثقبا لا يمكن مواراته أو تجاوزه.
وعلى ضفة أخرى..
أناس يقضون حياتهم ملوثين بالدنيا، يجرعون كؤوسها النخرة أو يقتاتون فتات أو ابتسامات غيرهم.
هؤلاء الذين يصنعون ماء حياتهم من أوجاع الآخرين!
ليس لنا إلا البحث عن أنفسنا في أوراقنا ونبضاتنا الصادقة، ليس لنا إلا زرع البياض في ذواتنا.
بقلم: ملاك الخالدي
أما هنا؛ فنقرأ: كلمات.. عن الموت
وهنا نجِد: هروب من التغير.. أم ماذا؟