ما هي أنواع الإلتهاب المهبلية وما أسبابها؟
قال “د. عبد الرحيم جاري” استشاري النساء والتوليد. تعتمد الإلتهابات المهبلية على عمر الأنثى، فمنها الإلتهابات التي تحدث في عمر الطفولة أي ما قبل البلوغ، وأنواع أخرى تأتي بعد بداية الدورة الشهرية إلى إنقطاعها، وأنواع أخرى تحدث بعد إنقطاع الدورة الشهرية. وبذلك تتعدد أنواع الإلتهابات تبعًا للمرحلة العمرية للأنثى.
الإلتهابات الأكثر شيوعًا وتأثيرًا وحِدّه هي الإلتهابات التي تصيب المرأة من بداية الدورة الشهرية أي البلوغ وحتى الإنقطاع، ومن أشهر أسبابها إنخفاض المناعة، وخاصة مع مرضى السكري والحوامل، أو النساء اللاتي يتناولن أدوية تساعد على خفض المناعة بعد إجراء جراحات معينة مثل زراعة الكُلى.
إلا أنه في الغالب ما تُصاب النساء بالإلتهابات المهبلية بدون سبب طبي واضح، وتنحصر الأسباب في مجموعة من التغيرات الحياتية مثل الزواج، وإنتقال الإلتهابات فيما بين المرأة وزوجها.
وقد تحدث الإلتهابات المهبلية نتيجة لوجود أنواع من البكتيريا، ومنها ما هو بسبب فيروسات، وهذا النوع الأخير قد يتطور إلى تغيرات سرطانية في المستقبل – لا قدر الله -، لذلك الإلتهابات التي تنتج عن الفيروسات مثل إلتهاب HPV أو الورم الحليمي أشد خطورة وأكثر صعوبة في العلاج.
ما هي العوامل التي تزيد فُرص الإصابة بالإلتهابات المهبلية؟
أوضح “د. جاري” إستخدام مضادات حيوية معينة، فهناك بعض المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا النافعة في المهبل، الأمر الذي يُعطي فرصة للفطريات والبكتيريا الضارة الموجودة في المهبل للتكاثر والنمو وإحداث الإلتهاب.
إستخدام أقراص منع الحمل، فقد ينتج عن تناول هذه الأقراص حدوث الإلتهابات المهبلية عند بعض النساء.
العادات الصحية الخاطئة، مثل إستخدام الدُش المهبلي الداخلي، حيث أنه يقضي على البكتيريا النافعة وإعطاء فرصة للفطريات للنمو والتكاثر.
متى يُمكن إستخدام الدُش المهبلي الداخلي؟
وتابع “د. جاري” من العادات القديمة إستخدام الدُش المهبلي الداخلي مرة أو مرتين في الأسبوع وخصوصًا بعد الجماع، إلا أن كل الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أن الضرر الناتج عن إستخدامه يفوق بكثير الفائدة التي قد تنتج عنه، حيث أن المهبل عبارة عن عضو يحتوي على نوعين من البكتيريا، البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة، فالبكتيريا النافعة تقوم بزيادة الحموضة في العضو وبالتالي الحماية من الإلتهابات، وعليه فإن إستخدام الدُش الداخلي يقضي على البكتيريا النافعة مما يجعل المهبل عُرضة للإصابة بالإلتهاب أكثر.
متى يتم إستشارة الطبيب حال الإصابة بإلتهابات المهبل؟
في العادة تحدث إفرازات مهبلية عند جميع النساء، وهو أمر طبيعي وتعرفه النساء بالفطرة، أما في حالة حدوث الإفرازات بشكل غير طبيعي وغير مُعتاد مثل زيادة الكمية أو اللزوجة أو تغير لون الإفرازات أو ظهور رائحة نفاذة، فكلها أعراض تستدعي إستشارة الطبيب.
قد يحدث الإلتهاب ولكن بدون تغير في الإفرازات المهبلية، ولكن تظهر أعراض أخرى في منطقة المهبل مثل وجود حكة أو إحمرار أو زيادة عملية التبول، فهذه الأعراض أيضًا تُشير لوجود إلتهاب ويجب إستشارة الطبيب.
وقد تحدث بعض الإلتهابات بدون ظهور أعراض مصاحبة له، وهو أمر وقتي وغير خطير.
أما الإلتهابات الناتجة عن الفيروسات مثل فيروس HPV، وهو فيروس ينتقل عن طريق الجماع، وغالبًا لا يُصاحب هذا النوع من الإلتهابات أي أعراض، الأمر الذي لا يمكن إكتشافه إلا عن طريق الفحص السنوي وعمل مسح لعنق الرحم، حيث لا يتم تشخيص الفيروس وإنما يتم تشخيص التأثير السرطاني له على عنق الرحم، وعليه تُنصح النساء بعمل مسح عنق الرحم على الأقل مرة واحدة سنويًا، وهو إجراء بسيط وسهل.
كيف تتجنب غير المتزوجات الإصابة بالإلتهابات المهبلية؟
وأردف “د. عبد الرحيم” الأمر الجيد في حالة الغير متزوجات أنهن لا يصابن بإلتهابات فيروسية والتي تنتقل بالجماع، أما من ناحية الإلتهابات البكتيرية فالأمر يرتبط بشكل مباشر بالنظافة الدورية وعدم وضع مستحضرات أو أشياء غريبة بمنطقة المهبل قد تُسبب الإلتهابات.
ما هي الأخطاء الشائعة التي تزيد فرص الإصابة بالإلتهابات المهبلية؟
• إستخدام الدُش المهبلي الداخلي، فهي عادة منتشرة بغزارة، في حين أن ضررها أكثر من نفعها.
• العناية الزائدة بنظافة المهبل، فبعض النساء يعتقدن أن كثرة إستخدام الصابون والمستحضرات المنظفة يقي من الإصابة، ولكن بالعكس قد تأتي بتأثير سلبي والإصابة بالإلتهابات لطبيعية المواد الكيماوية في هذه المستحضرات.
• عدم الإعتماد على فحص الأمراض الأخرى التي قد تسبب زيادة الإفرازات المهبلية، وهي أمراض بعيدة كل البُعد عن منطقة المهبل مثل مرض السكري مثلًا، فإستمرار الإلتهابات وشدتها وخاصة أثناء فترة الدورة الشهرية دليل على إنخفاض المناعة جدًا الأمر الذي يشير إلى الإصابة بالسكري.
هل للملابس الداخلية النسائية دور في الإصابة بالإلتهابات؟
وجود الرطوبة بشكل عام في أي منطقة من مناطق الجسم سواء للرجال أو النساء عامل مساعد على نمو الفطريات والإصابة بالإلتهابات، لذلك يجب أن تراعي المرأة دائمًا جفاف منطقة المهبل، وتجنب الملابس الضيقة والجلوس لفترات طويلة، ومن الممكن أن تستعين ببعض المستحضرات الدوائية التي تساعد على جفاف المنطقة كحماية من الإصابة، وخاصة مع النساء والفتيات العاملات الذين يقضون جُل وقتهم خارج المنزل.
الإرشادات العامة لتجنب الإصابة بالإلتهابات المهبلية؟
• المحافظة على جفاف منطقة المهبل.
• تحسين مناعة الجسم بالغذاء والعادات الغذائية الصحية قدر المستطاع، ففي النهاية المناعة شيء نسبي لا يُعالج بطرق محددة.
هل إستخدام الأعشاب الطبيعية يقي من الإلتهابات المهبلية؟
لا يمكن القول بصحة إستخدام مجموعة من الأعشاب الطبيعية لعلاج أو الوقاية من الإلتهابات المهبلية إلا بعد فحص نوع العشب ودرجة تأثيره، وإن كان الذي ثبت فاعليته في القضاء على الإلتهابات والبكتيريا الضارة المسببه لها حتى في حالات العمليات الجراحية هو عُشب (المُرة)، ففيه ما يُشبه المضاد الحيوي القاتل للبكتيريا الضارة وبالتالي منع الإصابة من الإلتهابات.