من الممكن أن يدمن الدماغ السكر بنفس طريقة إدمان أمور أخرى مثل النيكوتين والمخدرات ولكن ما يُعد حسناً في هذا الأمر أن إدمان السكر يمكننا الإقلاع عنه بأكثر من طريقة.
هل يُعد إدمان السكريات مرتبطا بهرمون السعادة؟
قالت “د. رند الديسي” أخصائية التغذية العلاجية. يُعد صحيحاً أن إدمان السكريات مرتبط بدرجة كبيرة بهرمون السعادة عند الإنسان كما أن هذا يعتبر حقيقة مثبتة علمياً.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر السكر من المواد سريعة الامتصاص ويمكنه أن يغذي كل خلايا الدماغ كما أنه يعتبر بمثابة جائزة لخلايا الدماغ لا يمكن الاستغناء عنه ويطلبه الجسم مرة بعد مرة بجانب أنه يعتبر جائزة بالنسبة للأطفال الصغار.
أما الحقيقة الثانية عن السكر فتتمثل في أن السكريات سريعة الامتصاص تأتي على صورة أشكال مختلفة ولكن هذه السكريات من السكر الأبيض أو السكر البني أو الحلويات تعتبر مثلها مثل الفواكه ولكنها لا تحتوي على الألياف مما يعيق من امتصاص السكر بدرجة كبيرة.
وأضافت ” رند الديسي “: أما الحقيقة الثالثة عن السكر فيمكننا القول فيها أن الكربوهيدرات والنشويات المتمثلة في تناول الأرز وغيرها من الأغذية تحتوي أيضاً على السكريات التي تعادل السكريات الأولية ولكنها ليست سكريات سريعة الامتصاص.
إلى جانب ذلك، يجدر علينا الإشارة إلى أن ارتفاع السكر يأتي بشكل مفاجئ حيث يقوم البنكرياس بالتعامل مع السكر بشكل سريع عند تناول الحلويات أو ما شابه مما يرفع من نسبة الأنسولين في الجسم بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى امتصاص كل السكر بطريقة مفاجئة ولا يدوم مفعول السكر في هذه الحالة لفترات طويلة مما قد يؤدي إلى هبوط حاد في نسب السكر في الدم لأن إفراز الانسولين يكون أكثر من السكر الذي قمنا بتناوله، لذلك فإن تناول السكر قد يعطينا طاقة داخلية في الجسم ولكن هذه الطاقة تعتبر مؤقتة نوعاً ما ولا تدوم طويلاً.
أما عن الحقيقة الأخيرة عن السكر فيمكننا القول فيها أن إدمان السكر يعتبر حقيقة حيث هناك دراسة أجريت على الفئران والتي أثبتت أن السكر يعتبر مادة إدمانيه بالنسبة للجسم كالنيكوتين، لذلك من الصعب الامتناع بشكل مفاجئ عن تناول السكر وإنما لابد أن يأتي بصورة تدريجية.
ما هي فائدة الامتناع عن تناول السكر؟
هناك بعض فوائد تخص الامتناع عن تناول السكر كما تختص تلك الفوائد بثلاثة أعضاء في الجسم وهي الدماغ وعضلة القلب بالإضافة إلى الجلد حيث ثُبت علمياً أن الانقطاع عن تناول السكر لفترة طويلة يعمل على تحسين عمل الدماغ لأن السكر يقلل من قابلية الشخص من التعلم والاستيعاب بسبب الارتفاع المفاجئ حيث أن التغذية المفاجئة للسكر لخلايا الدماغ تعمل على اضطراب تلك الخلايا مما يؤدي إلى عدم القدرة عدم التركيز والاستيعاب، لذلك من الضروري أن ينتبه الأهل إلى عدم إدمان الأطفال على السكر كما تتجه بعض المدارس الآن إلى الامتناع عن تناول الأطفال للسكريات المصنعة والاعتماد فقط على السكريات الطبيعية الغير مصنعة.
وأردفت “رند” هناك احدى الدراسات التي أثبتت وجود علاقة قوية بين تناول السكر وبين ظهور بثور الوجه حيث أن السكر يؤدي إلى حالة التهاب داخل الجسم مما يؤدي إلى ظهور تلك الالتهابات على الوجه الخارجي للإنسان في هيئة بثور وحبوب كما أن الامتناع عن السكر يقلل من عمل خلايا الدم البيضاء مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا في الجسم وبالتالي تقل مناعة الإنسان بشكل تدريجي.
ما هي بدائل السكريات المصنعة؟
كما سبق الذكر فإن الامتناع المفاجئ عن تناول السكر يعتبر خطأً كبيراً حيث أن ذلك يعتبر مثل إدمان التدخين الذي قد يعود الشخص إليه بشراهة بعد الامتناع عنه، لذلك يجب علينا تعويد الخلايا بالمذاق على التغير التدريجي لنسب السكر كما يمكننا تخفيف نسبة السكر بشكل تدريجي بجانب ضرورة زيادة تناول البروتينات لأن البروتينات تقلل من امتصاص السكر كما أنها تقلل من طلب الشخص على السكر.
إلى جانب ذلك، يعمل جفاف الجسم وقلة شرب السوائل على زيادة طلب الجسم للسكر، لذلك من الضروري أن نقوم بشرب السوائل بكميات كبيرة مع أهمية ممارسة الرياضة التي تحسن بدرجة كبيرة للأشخاص من فكرة اشتهاء السكر بصورة دائمة.
ما هو أثر تناول السكريات الطبيعية بكميات كبيرة؟
عند تناول السكريات الطبيعية بكميات أكبر فإن الفائدة حتما ستكون أكبر على الجسم ولكن تأثير السكر سيكون ذاته، لذلك يمكننا تناول العسل ولكن يُنصح دائما بالحد من الكمية الزائدة منه.
وتابعت ” رند الديسي” هناك بعض أنوع المشروبات التي تعمل على رفع نسبة السكر في الجسم بشكل مفاجئ دون الدراية بأن تلك المشروبات تحتوي على كميات كبيرة من السكر بجانب أن هناك بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى تناول المُحليات الصناعية مما يزيد بشكل مفاجئ من نسب الأنسولين في الجسم.
ما هو تأثير السكريات على عضلة القلب والبنكرياس؟
من المعروف أن الارتفاع المفاجئ للسكر يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ للأنسولين وهو أحد الهرمونات التي تُفرز في الجسم وتساعده على زيادة إفراز أي نوع من المحفزات على الحركة مما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم الذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع في عدد ضربات القلب، لذلك يجب الانتباه إلى الكمية التي نتناولها من السكريات لأنها تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم وضربات القلب.
أما عن علاقة السكر بالبنكرياس فيمكننا القول بأنه عندما تقوم البنكرياس بإفراز كمية كبيرة من الأنسولين فإن ذلك قد يؤدي إلى التعرض للسكر من النوع الثاني، لذلك يجب الانتباه إلى مصادر السكريات التي نقوم بتناولها خاصة بعد تناول النشويات كما أنه من الممكن أن نستبدل السكريات ببعض أنواع الفواكه المجففة بدون استخدام السكر بجانب إمكانية تناول الشوكولاتة الداكنة التي لا تحتوي على السكر.