ما هي عمليات تضييق المهبل ومتى تم إجرائها؟
قال “د. أحمد البدر” استشاري المسالك البولية النسائية وجراحة الحوض الترميمية والتجميلية. انتشرت مؤخرًا عمليات تضييق المهبل والعمليات التجميلية للمنطقة النسائية الخارجية بصفة عامة كالمهبل وما حوله، وبدأ إنتشار مثل هذه العمليات خارج المملكة العربية السعودية أولًا، ومع دخول المدنية الحديثة والوسائل التكنولوجية انتقلت هذه العمليات إلى داخل المملكة السعودية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
والعمليات التجميلية التي تتم في هذه المنطقة من جسم المرأة تنقسم إلى قسمين:
عمليات تجميلية للشكل الخارجي للمنطقة، ولا تتدخل في الأداء الوظيفي.
وعمليات تجميلية لها علاقة بالأداء الوظيفي كتضييق المهبل لرفع كفاءة العلاقة الجنسية.
وبدأت هذه العمليات في الإنتشار بالعالم مع بداية الألفية الثانية (في حدود 2002 أو 2003 م)، وكانت عمليات التبييض هي الحلقة الأولى في سلسلة هذه العمليات، وأول ما بدأت كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، في ولايات الغرب الأمريكي تحديًا، ومنها إلى أوروبا، ثم المنطقة العربية في آخر 7 سنوات تقريبًا، وكان الإقبال عليها نادرًا جدًا، إلى أن زاد تدريجيًا للحد الذي اشتد معه الإقبال في الثلاث سنوات الأخيرة كثيرًا ولدرجة تُثير الدهشة.
وقد يرجع سبب إنتشارها في المنطقة العربية مؤخرًا إلى زيادة الحملات الدعائية لأجهزة الليزر المستخدمة في تلك العمليات، وقد يكون لتطورها وقصر فترة الإستشفاء بعدها في السنوات الأخيرة بالذات.
ما حجم الدراسات العلمية التي أجريت على تضييق المهبل بالليزر؟
تابع “د. البدر” تجدر الإشارة إلى أنه رغم إنتشار هذا النوع من العمليات إلا أن الدراسات العلمية عليها مازالت قليلة، كذلك الحال بالنسبة لأجهزة الليزر المستخدمة في هذه العمليات فدراساتها العلمية قليلة جدًا ولم تُثبت فاعليتها، وأقصى ما توصلت له دراسات الأجهزة هي أن مفعولها بسيط ومؤقت.
لما سبق أصدرت الجمعية السعودية للنساء والولادة بيان وضحت فيه خطأ إنتشار هذه العمليات حاليًا، وأن إستخدام أجهزة الليزر المتعلقة بها لا يفيد لأنه لم يثبت فاعليتها على المدى البعيد، وهو البيان الذي يُعد تحذير رسمي من اللجوء لهذا الإجراء الطبي بهذه الكيفية، ولكن مع الأسف يستسهل كثير من الأطباء الساعين وراء الكسب المادي إجراء عمليات تضييق المهبل بأجهزة الليزر، معتمدين في ذلك على جهل المرضى بقلة الدراسات حول العملية والأجهزة المستخدمة في إتمامها، وكذلك جهلهم بضعف نتائجها على المدى البعيد ومجرد تحقيق نتائج مؤقتة. أما عمليات تضييق المهبل الجراحية التقليدية أثبتت فاعليتها ومعروفة من سنوات بعيدة.
متى تلجأ المرأة لعمليات تضييق المهبل للغرض الوظيفي وليس التجميلي؟
الإشكالية هنا ترجع إلى تشخيص الطبيب بنفسه إتساع المهبل دون شكوى من المريضة، وهو الأمر الذي لا يجوز، لأن المريضة وحدها هي التي تقرر ما إن كانت تشعر بإتساع المهبل وعدم كفائتها في العلاقة الجنسية أم لا وليس الطبيب.
والإتجاه إلى تضييق المهبل بهدف تحسين الأداء الوظيفي له يكون عند وجود ترهلات إتساع في المهبل بسبب كثرة الحمل والولادة أو نتيجة لنقص الوزن، ويبدأ العلاج أولًا بإجراء تمارين لعضلات الحوض لأنها قد تساعد في عمليات تضييق المهبل، فإن لم يكن، على الطبيب شرح البدائل كلها بدقة وتفصيل للمريضة مع الأمانة العلمية في النقل، ثم يُترك الأمر للمريضة لتقرر بنفسها طريقة العلاج حتى وإن ارتضت عمليات التضييق بالليزر رغم عدم ثبوت كفاءته. وما ينطبق على الإجراء الترميمي أو الوظيفي ينطبق بالمثل على الإجراء التجميلي من حيث شكوى المريضة بنفسها من شكل المنطقة النسائية لديها ورغبتها في تغييرها وتجميلها.
هل تتطلب عمليات تضييق المهبل التقليدية لتحسين الوظيفة تخدير كلي؟
العمليات التجميلية الخارجية يمكن إجرائها بتخدير موضعي أو نصفي أو كامل، ويعتمد في ذلك على عدد العمليات التي سيتم إجرائها وكذلك مدتها الزمنية وتعاون المريضة وعدم خوفها.
أما عمليات الترميم الداخلية فيصعب معها التخدير الموضعي، لأن الأعصاب عالية الحساسية فيها، ويصعب تخديرها بالكامل، لذا يتطلب الأمر تخدير نصفي أول كلي.
ما رأيكم الطبي في الخياطة التجميلية الداخلية للنساء بعد الولادة مباشرة؟
انتشر في السابق قيام الأطباء بقص الجانبين بعد إتمام الولادة، والآن توجد حملية علمية وطبية كبيرة لوقف هذا الإجراء لأنه يؤدي إلى مشكلات صحية أكبر. أما الآن إذا تم قص منطقة صغيرة أثناء الولادة يُفضل أن تتم خياطة هذه المنطقة فقط، حتى ولو كان القص داخليًا.
أما إذا كان المقصود من الخياطة هو تضييق المهبل فهذا مما لا يُنصح به طبيًا أبدًا، وذلك لأن منطقة المبهل عند الولادة تتسم بالإتساع والإختلاف عن وضعها الطبيعي، مع شدة الدورة الدموية فيها، فأي إصلاح أو تعديل فيها سيكون غير دقيق ، وسيُصاحبه نزيف شديد. والأفضل إنتظار مدة ستة أسابيع ليعود المهبل بالكامل إلى وضعه الطبيعي مع توقف النزف نهائيًا ليتم تقرير الإجراءات الطبية المفروض تنفيذها.
كم فترة النقاهة بعد عمليات تضييق المهبل؟
إذا كان التضييق بهدف الترميم وتحسين الأداء الوظيفي ستكون فترة الإستشفاء ستة أسايع، مع تجنب الجماع والأمور التي تسب ضغط على منطقة أسفل البطن مثل الكحة والإمساك وحمل أشياء ثقيلة.
أما بالنسبة للتضيق بهدف التجميل فيعتمد ذلك على الإجراء المنفذ فعليًا، حيث توجد إجراءات تلتئم بعد أسبوع أو اثنين.
هل تُفيد التمارين الرياضية (تمارين كيجل) في الإستغناء عن التدخل الجراحي للتضييق؟
أردف “د. البدر” الحاصل مع عملية الولادة هو تهتك الأنسجة، هذا التهتك يؤثر على الأعصاب، مما يؤدي إلى ضعف العضلات، وفكرة عمل تمارين كيجل (سُميت بهذا الاسم نظرًا لأول من اخترعها) هي تقوية عضلات الحوض بتكرار الشد والإرتخاء، حتى تقوية العضلة، وحال وصول العضلة لكتلتها وقوتها المطلوبة ستقل الترهلات وستساعد في إسترداد العافية لمنطقة المهبل وعلاج سلس البول وهبوط الأعضاء التناسلية في المستقبل. وهبوط الرحم كما هو معروف له أربعة درجات، وتفيد تمارين كيجل كثيرًا في الدرجتين الأولى والثانية.
ما هي عمليات جي اسبوط (G Spot)؟
شرح “د. البدر” كلمة G Spot تنقسم إلى شقين، الأول G وهو اختصار لاسم العالم الألماني صاحب فكرة العملية، والثاني Spot بمعنى مؤشر، حيث أشار هذا العَالِم على منطقة في الجدار الأمامي للمهبل وقال أنها أكثر المناطق حساسية في المهبل، وعليه اقترحت مجموعة من الباحثين حقن هذه المنطقة بمادة مالئة مثل الفيلير لزيادتها، وبالتالي زيادة الحساسية، وبالتالي زيادة المتعة الجنسية.
وبالرغم من انتشار هذه العملية، ورغبة الكثير من النساء في إجرائها، إلا أنه لم تتطرق أي دراسة علمية إلى فاعلية هذا الإجراء حتى الآن. ورغم من ذلك فهي إجراء بسيط، فضلًا عن أنه لا يشتمل على أي مضاعفات خطيرة. إلا أن عمليات تضييق المهبل بالطريقة الجراحية التقليدية سيزيد من الإحتكاك بين الطرفين وبالتالي زيادة المتعة الجنسية وزيادة النشوة، وهي من النتائج المضمونة والمثبتة علميًا وعمليًا.