كل أحلامك.. بمشاهدة وجه تليفزيوني جديد في المجتمع الرياضي، سيكتب لها الفشل لا محالة، خاصة في ظل استمرار سيطرة «ديناصورات» الإعلام على كل المنابر الفضائية، في الوقت الذي «يغرد» فيه عدد كبير من شباب الإعلام الجديد بطريقة تجاوزت البروتوكولات الإعلامية التي يعشقها حرس الإعلام القديم، حتى أن المتابع الرياضي بدأ يشعر بإفلاس هؤلاء وفقرهم وعدم قدرتهم على الظهور بالشكل الذي يستحق المشاهدة والتسمر أمام الشاشات من أجلهم.. حيث لم يعد لديهم ما يقدمونه وأصبحت كل أفكارهم مستهلكة لا تتواءم مع الفكر الشبابي الحديث.
ألا يعلم هؤلاء أن عجلة الزمن تجاوزتهم بمسافة طويلة وفاتهم قطار الركب الحضاري التنموي؟ وأن المشاهد البسيط أصبح لديه القدرة على تحليل كل المتغيرات الرياضية بطريقة أكثر تطورا ونضجا منهم؟! أتمنى أن يعي هؤلاء أن كل آرائهم وأفكارهم غير محفزة وأنهم لا يملكون سوى سلطة الظهور المجردة الخالية من أي شيء يغري للمشاهدة والمتابعة.
وأمام هذا كله لا بد أن يعي هؤلاء أيضا أن وقت التوقف عن ملاحقة المنابر قد حان، وعليهم الترجل من مقاعدهم الوثيرة لصالح جيل شبابي جديد يتطلع لخلق أفكار إبداعية جديدة تستوعب هذه الطاقات المحلقة في سماء الإعلام، والحقيقة أننا بحاجة ماسة وشديدة إلى وجوه إعلامية شابة تتعاطى مع المتغيرات العصرية بطريقة مختلفة عن السابق وتشارك في الهم الإصلاحي العام لتنوير المجتمع.
أما أصحابنا الذين أمضوا عشرات السنين في الوسط الإعلامي دون تحقيق أي تقدم يذكر.. فعليهم الرحيل وأن يعطونا الفرصة لكي نخدم المرحلة بطريقتنا التي لا نستطيع أن نكشف عنها في ظل تمسكهم بكل الفرص على طريقة «عكوز بكوز».. حتى امتلأت منابرنا بـ«الشيبان» الذين ينطلقون في أحكامهم وتحليلاتهم من منطلقات عفى عليها الزمن.. ولهذا لا تستغربوا أن تنطفئ شمعة إعلامنا مستقبلا في ظل هذه السيطرة وهذا الإصرار على استقطاب المستهلكين.. ولم يعد أمامنا إلا التحليق في فضاءات «تويتر» بحثا عن فكر يستحق الاحترام..!
ومنذ أن شاهدت «مدير القناة» يصر على استقطاب الأسماء المستهلكة.. «دريت أن ما حولك أحد».. وأن «الطاسة ضايعة».. وسننتظر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..!
بقلم: حماد الحربي