هو من الاضطرابات النفسية المنتشرة ويعاني المصاب به من تغييرات حادة في المزاج فيمر بنوبات يكون فيها عالي المزاج وتستمر لأكثر من اسبوع ثم يصبح في مزاج مكتئب لفترة. 60 مليون شخص في العالم يعانون من هذا الاضطراب بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية وبدرجات مختلفة وللعامل الوراثي دور في ظهوره.
هذا حوار مع الدكتور ناصر الهندي استشاري في أمراض الطب النفسي:
دكتور، ربما اسم المرض يخفى على الكثير معناه أو ماهيته، ما هو مرض ثنائي القطبين ؟
هو واحد من اﻷمراض الخطيرة والمزمنة من الأمراض العقلية التي تؤثر تقريبا على 1% من اﻷشخاص بشكل عام وهو واحد من الاضطرابات النفسية التي تتميز بمرور الشخص بفترات يكون فيها شديد الإكتئاب أو يعاني من مرض الاكتئاب ثم يعاني فيما بعد بدخوله في مرحلة السعادة المفرطة المرضية التي تؤثر على الشخص بشكل يومي.
وهذا المرض هو يعتبر من اﻷمراض التي في بعض الأحيان صعب العلاج ولا يستجيب بسهولة للدواء فقط ويكون له أثار كثيرة على الحياة اليومية للشخص التي ربما تجعله لا يستطيع أن يتعامل مع الآخرين بشكل يومي طبيعي.
أغلب اﻷشخاص يعانون من تقلب في المزاج هل هذا يعني أن جميعهم مضطربين ؟
جميعنا عندما نتعرض لأشياء مفرحة خبر مفرح أو أخبار ربما تكون سيئة من الممكن أن نمر بفترات نحن نطلق عليها عدم التأقلم.
بمعنى من الممكن أن تمر فترة تكون فيها سعيداً زيادة أو مكتئب زيادة لكن المشكلة عندما تبدأ أن تصل لمرحلة التي ربما تستمر لأسابيع أو أشهر وأيضاً ربما تصل لدرجة أن تجعل الشخص لا يستطيع أن يتعامل مع أقرب الناس إليه حتى عائلته أو أصحابه أو عمله وهنا تدخل في مرحلة المرض وهو مرض ثنائي الاستقطاب.
صف لنا الحالة بشكل أدق بمعنى حالة السعادة لأي فترة تدوم وحالة الاكتئاب أيضًا هل هما يتبعان بعضهما بمعنى يكون الشخص سعيد جداً ثم ينقلب لحزين جداً، صف لنا الحالة بالتحديد ؟
مرحلة السعادة أو الاكتئاب هي مراحل تتناوب من الممكن أن تأتي فقط حالات سعادة، ومن الممكن أن تكون اكتئاب فقط ومن الممكن أن يكون تناوب بين اﻷثنين أو من الممكن أن تأتي غالبية الحالات على سبيل المثال حالات سعادة فقط ثم فجأة حالة اكتئاب أو العكس صحيح يأتي اكتئاب كثير ولا يأتي حالة سعادة مفرطة غير واحدة فقط فعادة ً بين النوبات هذه يكون الشخص تقريباً يقوم بأموره جيداً وليس هناك مشاكل وحياته طبيعية.
هل هذا يعني أن ما بين الارتفاع والانخفاض يوجد فترات طبيعية واعتيادية ؟
نعم لكن أيضاً في نفس الوقت من الممكن أن يكون دخول مباشرة ً من الاكتئاب للسعادة المفرطة خلال ساعات في بعض الأحيان إذا لم تكن أيام فلذلك صعب جداً أن نقول كيفية التنقل من مزاج إلى آخر وأيضاً الإستمرارية أو المدة الخاصة بها في حال أنها تم معالجتها فممكن أن تستمر لمدة أيام تحت العلاج إلى أن يتم السيطرة عليها ولكن إذا لم يتم السيطرة عليها من الممكن حالات السعادة المفرطة والتي تكون مؤذية جدا ً أن تستمر لمدة من ثلاثة أشهر لستة أشهر بشكل مستمر وغير منقطع.
ماذا تقصد بالسعادة المفرطة المؤذية كيف تكون السعادة مؤذية ؟
في حال أن الشخص وجد نفسه أنه سعيد جداً ويحاول أن يشارك من حوله بالسعادة فهذا شيء جيد جداً لكن عندما يبدأ على سبيل المثال أن يوقف من يمشون في الشارع ويخبرهم أنه سعيد فيحدث تقرب زيادة بين من حوله ويبدأ يدخل في personal space ويبدأ انه يقترب منهم وإذا تحداه أحد أو قال له أنه مخطئ يصبح عصبي المزاج جداً.
هل من الممكن أن يصلو إلى الانتحار ؟
ممكن في حالات نادرة لأنه من الممكن أن يصل إلى درجة الهلوسة ويبدأ يسمع أصوات في بعض الأحيان تتحدث معه ومن الممكن أن يظن نفسه مثلاً سوبر مان.
ولكن أن يسمع أصوات تتحدث معه هذه أعراض هلوسة ؟
نعم من الممكن أنه يبدأ يستمع إلى أصوات أشخاص يتحدثون معه يقولون له على سبيل المثال أنه جيد أو سيء، هي درجات كثيرة ولكن بالتأكيد ليس جميعهم يعالجون بالمجتمع يوجد حالات كثيرة عندما تصل لمرحلة الهلوسة أو الجنون العظمي حينها لابد أن نعالجه بالمستشفى على سبيل المثال ذات مرة أمسكنا بشخص يحاول أن يطير من على ظهر بناء خاص به يظن نفسه أنه لديه القدرة على الطيران وأنه يتحكم بالأشخاص من حوله.
هذا يعني أنه إذا تأخرنا في العلاج أو التشخيص قد يصل إلى مضاعفات ؟
نعم وهذه هي السعادة المفرطة المؤذية حتى أنهم يظنون أنفسهم أغنياء جدا ً ويصرفون أموال زائدة ويشترون سيارات ليسوا بحاجة إليها ويصرفون أموال ليسوا بحاجة إليها وقلة النوم لديهم تصبح عادية ينامون ساعتين أو ثلاثة وليسوا بحاجة أن ينامون أبداً.
مليئين بالطاقة ومليون ألف فكرة وفكرة بعقلهم ، يريدون أن ينفذوها وفي النهاية من الممكن أن لا يخرج منهم بواحدة ممكن أن ينفذوها.
وبالنسبة للجانب الثاني وهو جانب الاكتئاب ما الفرق بينه وبين الاكتئاب العادي الذي يصاب به الأشخاص العاديون ؟
هو نفسه ذاته.
وتوصف نفس اﻷدوية والعلاجات ؟
إذا كان الاكتئاب جزء من ثنائي الاستقطاب فالعلاج عادةً يختلف عن إذا كان اكتئاب فقط لحاله إذا كان ثنائي الاستقطاب فيكون عادةً مثبتات المزاج أو Mood stabilizers وهما يجعلون المود لا يرتفع ولا ينخفض وإذا كان اكتئاب وحده فقط فحينها نضطر أن نعطي مضادات اكتئاب بالدرجة الأولى حتى نرفع المزاج ليعود للشكل الطبيعي.
ما مدى أهمية التثقيف النفسي في هذه الحالات بالنسبة للمريض وللعائلة ؟
دائماً أقول أن برامج التوعية مهمة فمن الممكن كثيراً أن يمر ثنائي الاستقطاب بدون أن ينتبه إليها أحدا ً أبدا ً ويشعرون أنه يمر بمرحلة أنه سعيد جداً فيقولون أتركوه فهو سعيد أو مكتئب ينعزل وحده ولكن عادةً من الممكن أن يكون بهذه الحالة يعاني من هذا المرض فلابد من القراءة عنه وحضور برامج تثقيفية هذا أولاً.
ثانياً عندما يجد الشخص نفسه أنه لديه شيء يؤثر على حياته اليومية، عندما تبدأ أن تؤثر على حياتك اليومية وتجد نفسك غير سعيد وغير قادر على فعل شئ لا أريد الخروج ولا أريد أن امارس الرياضة ويبدأ أن ينخفض بأدائه اليومي فمن المهم أن يتثقف الشخص في هذا الموضوع.