تكثر العديد من الأمراض في فصل الشتاء وذلك لأسباب عديدة، ومن أحد أبرز هذه الأمراض هو مرض الإسهال، وقد تنتشر بين العائلة بأكملها، فلماذا يكثر الإسهال في فصل الشتاء، وما أسباب ذلك وكيف نقي أنفسنا من الإسهال في فصل الشتاء، ننصحك بقراءة المقال التالي.
الإسهال من الناحية الطبية
بدأ الطبيب العام ومدير مركز الأمراض الجلدية في وزارة الصحة “د. سمير شماسنة” حديثه بالقول أنه بالنسبة للإسهال فنحن نركز عليه عند الأطفال وذلك لقلة لمناعة لديهم قليلا، فأكثر أسباب الوفيات في الأطفال في العالم تكون بسبب الإسهال.
والإسهال هو النسبة الزائدة في كمية وليونة البراز، حيث أنه عندما يصاب الشخص بالإسهال فنجد أن البراز يصبح سائل وغير متماسك، ويصبح عدد مرات التبرز في اليوم أكثر من ثلاث مرات يوميًا، فالإسهال مراحل طبقًا لعدد مرات التبرز في اليوم:
- الإسهال البسيط: عدد مرات التبرز تكون من 4-6 مرات في اليوم.
- الإسهال المتوسط: عدد مرات التبرز تكون من 6-10 مرات في اليوم.
- الإسهال الشديد: يكون عدد مرات التبرز أكثر من 10 مرات في اليوم.
ما هو سبب كثرة الإسهال في فصل الشتاء؟
الطقس البارد يؤدي إلى تكاثر الفيروسات بشكل سريع ويؤدي ذلك إلى إصابة الجهاز الهضمي بهذه الفيروسات وقد يسبب ذلك الإسهال، وهناك أربع أسباب أساسية للاسهال وهي:
الغذاء
بالنسبة للأطفال إذا أخذ حليب غير مناسب لعمره أو عند تغيير الأم لنوع الحليب فإن ذلك قد يؤدي للإسهال، أما بالنسبة للكبار فإن التسمم الغذائي قد يؤدي إلى الإسهال.
بعض الأدوية
أغلب أنواع المضادات الحيوية تسبب الإسهال، وبالتالي يجب تجنب المضادات الحيوية أثناء الأمراض الفيروسية لأنها لا تؤثر على الفيروسات ولكنها تؤثر على البكتيريا، وكذلك فإن تناول حبوب الفيتامينات بكميات كبيرة تؤدي إلى الإسهال.
بعض الأمراض العامة
بعض الأمراض العامة كالتهاب اللوز أو التهاب الأذن الوسطى قد يؤدي إلى الإسهال.
إصابة الجهاز الهضمي بالجراثيم
يتم تقسيم هذا الجزء طبيًا إلى ثلاث أقسام وهي:
- عدوى فيروسية وهي أكثر أنواع الإسهال إنتشارًا وخاصة عند الأطفال فوق خمس سنوات، ويكون لدى المصابين بها ارتفاع في درجة الحرار لأكثر من 38 درجة مئوية، والطقس البارد يحفز هذه الفيروسات على الانتشار، لذلك تزيد نسبة انتشار هذه العدوى في فصل الشتاء.
- عدوى بكتيرية وهي تختلف عن العدوى الفيروسية بشكل كبير، ويكون الإسهال في هذه العدوى شديد، وقد يظهر دم في البراز وأيضًا قد تؤدي إلى الترجيع، وفي هذه العدوى يجب معرفة المسبب لهذا الإسهال وعمل مزرعة براز لمعرفة نوع البكتيريا المسببة له،
- عدوى طفيلية ويكون الإسهال فيها بسيط أو متوسط ولا يشتكي الطفل من السخونة أو الترجيع، ويكون الفحص في هذا النوع بسيط وروتيني ويستمر حتى 14 يوم، ويتم عمل تحليل لمعرفة نوع الطفيل المسبب للإسهال، وتنتقل الطفيليات المسببة للإسهال عن طريق الأطعمة الملوثة أو المياه الملوثة وخاصة طفيل الجيارديا، لذلك ننصح بغلي الماء قبل شربه وخاصة للأطفال.
النصائح المهمة لعدم تطور الإسهال من بسيط إلى متوسط
يجب على الأم تعويض الطفل دائمًا عن كمية السوائل التي يفقدها مثل الماء وعصير التفاح والماء والسفن آب وكذلك شوربة الدجاج، ويجب تجنب إعطاء المريض الكافيين لأنه يزيد من عملية الأملاح داخل الجسم، وكذلك يجب مراعاة الأغذية التي تقدم للطفل في حالات الإسهال البسيط.
أما في حالات الإسهال الشديد فلا يوجد علاج محدد له ، فالإسهال ينتهي بعد انتهاء دور الجرثومة المسببة له وتتراوح هذه الفترة إلى 14 يوم أحيانًا، ويرجى عدم استخدام المضادات الحيوية في حالات الإسهال إلا إذا قام الطبيب بوصفه طبقًا للحالة، فالإسهال هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم والأمعاء للتخلص من ما هو داخل الأمعاء والجراثيم المسببة للإسهال، لذلك ننصح الأمهات في حالات الإسهال استخدام محلول معالجة الجفاف بالإضافة إلى الماء والسوائل الأخرى لأنه يعوض الطفل الفاقد للسوائل بشكل متوازن من الأملاح والجلوكوز والماء الذي يفقده، ولكن في بعض الحالات يجب مراجعة الطبيب فورًا ومن هذه الحالات:
- إذا كان يصاحب الإسهال إرتفاع في درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة مئوية.
- زيادة أعراض الجفاف وهي:
- العطش الشديد.
- البكاء بدون دموع.
- انخفاض الجزء الأمامي من دماغ الطفل بالنسبة للأطفال الأقل من 13 شهر.
- غوار عيون الطفل.
- جفاف الأغشية المخاطية في اللسان والشفاه.
- عدم التبول بشكل طبيعي.
- فقد الوزن والشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- زيادة دقات القلب.
- إذا كان يصاحب الإسهال ترجيع أو مخاط.
- إذا كان الطفل لم يتبول لمدة تزيد عن 8 ساعات.
- إذا كان هناك تصلب في رقبة الطفل.
- إذا استمر ألم البطن لأكثر من ساعتين.
- إذا لوحظ على الشخص هذلان.
طرق الوقاية من الإسهال
يجب الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون، والنظافة في تحضير الطعام للطفل، وكذلك يجب الحفاظ على التغذية السليمة وعدم الاكثار من الحلوى، ويجب زيادة الأم للرضاعة الطبيعية عند الطفل المصاب بالإسهال لأن حليب الأم به مواد نافعة لمقاومة البكتيريا، ويجب ايقاف الحليب الصناعي لمدة 12-24 ساعة ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب.
ومن أحد أبرز الأمراض الأكثر انتشارًا في فصل الشتاء هو الزكام والرشح، فدعونا نكمل الحديث عنهما عبر هذا المقال.