إن الإسلام دين التكافل، ولقد عود المسلم على أن يكون التكافل خصلة عملية يمارسها، وكان التدريب على ذلك في رمضان.
ولقد ربّى الإسلام أبناءه على البذل والعطاء والجود وضمن لهم أن من بذل وأعطى حسنة في سبيل الله فله عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال ﷻ: ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ — من الآية 160 من سورة الأنعام. وقال ﷻ ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم﴾ — الآية 261 من سورة البقرة.
وهكذا حتى صار الجود سجية وطبيعة للمسلمين، بها يتعاون المسلم مع أخيه المسلم ويشد أزره بما يبذله له من عطاء وبذل الأموال، وهذا البذل والعطاء أكبر دليل على التكافل والتضامن والتعاون على البر والتقوى، قال ﷻ ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ — من الآية 2 من سورة المائدة.
وأعظم ما يكون التكافل والإيثار والتضامن في شهر رمضان حينما يتعاون المسلمون ويمدون يد العون والمساعدة للفقراء منهم وذلك بالتكفل بإفطار الصائمين سواء كان ذلك جماعة أو فرادي عملا بقول رسولنا الكريم ﷺ من فطر صائما ولو على شق تمرة أو شربة ماء كان عتقا له من النار.
كما يتجلَّى خلق التكافل فيما أوجبه الله من زكاة الفطر التي يخرجها المسلم عن نفسه وعمن يجب عليه نفقتهم توطيدا لأواصر الألفة والمحبة بين جماعة المسلمين، وقد ورد في الحديث الشريف عن ابن عباس –رضي الله عنهما– قال: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمسكين.
من كل هذا نعلم بأن الإسلام دين التكافل وأنه يعلم أتباعه عمليا ممارسة التعاون على البر والتقوي، ويظهر ذلك جليا في رمضان.