تتكون المبيدات الحشرية من مجموعة من المركبات الكيميائية والتي تستخدم لقتل الحشرات والآفات الضارة، كما أنها أيضا تستخدم في مجال الصحة العامة لقتل ناقلات الأمراض؛ كالبعوض على سبيل المثال، وعلى الرغم من أهمية المبيدات الحشرية؛ إلا أنها من المحتمل أن تكون سامة للإنسان ولذا فيجب التعامل معها بحذر والتخلص منها بشكل صحيح.
في بعض الأحيان يتعرض بعض الأشخاص للتسمم نتيجة التعرض لجرعات عالية من المبيدات الحشرية السامة، وذلك لمن يتسم عملهم بالتعامل مع هذه المواد كالعاملين في مجال الزراعة ، وكذلك في الحياة العامة فقد يبتلع بعض الأطفال أو البالغين السموم بشكل عارض، فالتعامل مع هذه المواد بشكل يخرق قوانين السلامة قد يؤدي إلى نتائج مؤسفة.
ولكن ما العمل إذا تعرض شخص ما بالغ كان أو صغير لتسمم نتيجة التعرض لتركيزات كبيرة أو صغيرة من المبيدات الحشرية؟
بعد الاتصال لاستدعاء سيارة إسعاف أو التواصل مع طبيب، فإن أفضل ما يمكن تقديمه في هذه اللحظة هو القيام بالإسعافات الأولية لمساعدة المُصاب، وقد يكون من الأولى التأكد من استقرار حالة المصاب أولا وأنه يتنفس بصورة طبيعية في حالة تعرضه للتسمم عن طريق استنشاق المبيد الحشري، وإزالة بقايا المادة عن الجلد إذا كانت قد وقعت على الجلد، ثم الذهاب لطلب سيارة إسعاف أو الاتصال بطبيب، وفي كلتا الحالتين يجب على المُسعف الحرص على سلامته الشخصية وحماية المحيطين من انتقال المبيد الحشري لهم.
أعراض التسمم بالمبيدات الحشرية
توثر المبيدات الحشرية عند دخولها لجسم الإنسان سواء عن طريق الاستنشاق أو الشرب أو ملامسة الجلد، فتؤثر بشكل رئيسي على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي للإنسان، كما أنها تؤثر على الدورة الدموية، بملامسة المبيدات الحشرية للجلد يحدث تهيج واحمرار للبشرة كما أن باستنشاقه يؤدي إلى السعال والتهاب الحلق، عند وصولها للجهاز العصبي فيحدث للمصاب بعض التشنجات، ونلاحظ وجود ضيق في التنفس وصفير في الرئتين بعد وصول المبيدات للجهاز التنفسي، ثم ينخفض الضغط ويضعف عمل القلب ويدخل الفرد في نوبة من فقدان الوعي وقد تتوقف عضلة القلب عن العمل مما يؤدي إلى الموت.
إجراءات الإسعافات الأولية عند التعرض للتسمم بالمبيدات الحشرية
تختلف طرق التسمم بالمبيدات الحشرية، فقد يتم التسمم عن طريق الاستنشاق أو البلع أو تعرض الجلد لها أو إصابة العينين، فيما يلي طرق الإسعاف لكل حالة:
إصابة العين بالمبيد الحشري
- تمتص أغشية العين المبيدات بشكل أسرع من أي جزء خارجي آخر من الجسم ؛وذلك قد يؤدي إلى تلف العين في بضع دقائق في حالة الإصابة ببعض أنواع المبيدات الحشرية.
- إذا وصل المبيد الحشري للعين؛ فيجب فتح الجفن وغسله بسرعة وبلطف بماء جاري نظيف من الصنبور أو بتيار لطيف من خرطوم لمدة 15 دقيقة على الأقل.
- الطلب من شخص آخر الاتصال بمركز مراقبة السموم لك أثناء علاج الضحية.
- لا يتم استخدم قطرات العين أو المواد الكيميائية أو المخدرات في ماء الغسيل حتى تصل المساعدة الطبية.
إصابة الجلد بالمبيد الحشري
- إذا وصلت المبيدات على الجلد عن طريق الرش أو غيره، يتم غمر المنطقة بالماء وإزالة الملابس الملوثة.
- يتم غسل الجلد والشعر جيدًا بالماء والصابون.
- التخلص من الملابس الملوثة أو غسلها جيدا بشكل منفصل عن الملابس الأخرى.
التسمم عن طريق الاستنشاق
- يتم حمل أو سحب الضحية إلى الهواء النقي على الفور.
- تخفيف ملابس الضحية الضيقة.
- إذا كانت جلد الضحية باللون الأزرق أو إذا توقفت الضحية عن التنفس، فيجب على المُسعف إعطاء التنفس الصناعي.
- فتح الأبواب والنوافذ حتى لا يتعرض أي شخص آخر للتسمم بالأبخرة.
- الاتصال بوحدات الإسعاف لاتخاذ اللازم.
وبالنظر إلى أهمية استخدام المبيدات الحشرية في مجالات مختلفة وأساسية في حياة الفرد؛ إلا أن ضبط التعامل معها والحرص على تعليمات السلامة في تخزينها هو العامل الرئيسي في منع التسمم الذي قد يحدث بواسطتها. كما أن الإسعافات الأولية قد تكون السبب الرئيسي في تعافي الشخص المصاب بالتسمم، فمن المهم أن يتم الاطلاع على أنواع المبيدات الحشرية وأعراض الإصابة بالتسمم بها، حتى يكون الشخص قادرا على مساعدة نفسه ومساعدة الآخرين وكيفية التعامل في مثل هذه الحالات.