ما هي أهم أسباب الاستفراغ المتكرر عند الرضع؟
قالت “الدكتورة / ميساء الجلاد – استشارية أمراض الأطفال” أنه كما سبق الذكر فإن الاستفراغ هي ظاهرة متكررة الحدوث عند الرضع حيث أن معظم الأمهات يأتون للأطباء كثيرا لمعالجة الطفل من الاستفراغ.
يمكن للاستفراغ أن يكون ترجيع بسيط لأطفال عن طريق خروج بعض الحليب من الطفل دون أن يشعر الطفل بإنهاك أو تعب ولكن في حالات أخرى قد يكون هنالك استرجاع لكميات كبيرة من الحليب من فم الرضيع وهذه قد تكون حالة مرضية أو سليمة ومؤقتة حتى ولو كانت كمية كبيرة والتي لا يتأثر فيها الطفل.
وتابعت الدكتورة ” ميساء الجلاد “: يمكن للأم التمييز بين الكمية الطبيعية للحليب المسترجع من الطفل وبين الشيء الغير طبيعي.
يمكن للأم عيادة الطبيب في الأسبوع الثاني والثالث بعد الولادة ويتم فحص الطفل سريريا من خلال بعض المعلومات الأخرى التي يتم أخذها عنه من الأم ومن ثم يسهل تحديد سواء كان هذا الاسترجاع طبيعي أم غير ذلك.
في حالة قذف الطفل للحليب لمسافات بعيدة وبكميات كبيرة فإن هذا يؤكد أن هذا الشيء غير طبيعي عند الطفل خاصة عند وجود حرارة أو إنهاك لدى الطفل او شحوب للون او انتفاخ في البطن وإمساك شديد، ويجب على الأم زيارة طبيب الأطفال مباشرة حيث يمكن أن تكون تلك الأعراض نتيجة الالتهابات أو مشاكل بأي عضو من أعضاء الجسم المختلفة نتيجة وجود خلل ما فيها.
كيف يتم التعامل مع الطفل مع الاستفراغ الطبيعي؟
في حالة تكرار الاستفراغ دون أن يتأثر ودون وجود أي علامات مرضية عليه يمكن للأم أن يكون ذلك نتيجة رضعة زائدة تم للطفل تناولها، لذلك يجب على الأم أن تنظم من رضعاتها للطفل وأن تقوم بتدفئة الطفل حيث يمكن أن يكون ذلك ارتداء في المريء.
في حالة وزن الطفل ويتم استفراغه بكمية كبيرة فإن ذلك يدل على أنها زيادة في الرضعات ويتم التعبير عن أي سلوك أو رد فعل من الطفل عن طريق البكاء ويجب على الأم أن تقوم بإرضاعه الذي قد يكون السبب في زيادة وزن الطفل ومن يتم استرجاعه للرضعة.
في حالات أخرى كثيرة الشيوع يكون الاسترجاع نتيجة ارتداد في المريء حيث ان المريء عبارة عن أنبوب واصل إلى المعدة كما أنه في حالة ارتداد المريء السبب في الاسترجاع يكون هناك عدم نمو كامل للعضلة الفاصلة المعدة والمريء مما يتسبب إلى رجوع الحليب من المعدة في حالة امتلاءها بالحليب إلى المريء ثم يتم الاستفراغ.
يجب على الأم تخفيف تلك الاعراض عند الطفل دون اللجوء للعلاج الدوائي بشكل دائم حيث أن هذا الاسترجاع يؤثر على الأطفال ذوي الوزن المنخفض أو ذوي الالتهابات الرئوية الحادة.
عند ظهور أول علامات الجوع على الطفل يجب على الأم أن تضع يدها حول فمه قبل توتر الطفل ويكبي ويقوم ببلغ الغازات الذي يساعد من أعراض ارتداد المريء.
متى يتم رضاعة الطفل؟
يعتمد موعد الرضاعة بشكل أساسي على نوع الرضاعة سواء كانت رضاعة طبيعية أم صناعية كما يجب إعطاء الطفل حاجته في الموعد الذي يحتاجه الطفل في حالة الرضاعة الطبيعية.
أما في الرضاعة الصناعية فنستطيع أن نحدد الكمية التي أخذها الطفل بشكل محدد وفي حالة زيادة الجوع يجب على الأم أن ترضع الطفل وتزيد من كمية اللبن للطفل مع المحافظة على فترات الرضاعة كل 3 او 4 ساعات حتى يتم تخفيف الاستفراغ عند الطفل الرضيع.
يجب على الأم ألا تجبر الطفل على الرضاع من صدرها في حالة شبعه ورفضه أن يتناول صدر أمه ويكمل رضاعته مرة أخرى.
وأردفت ” ميساء “: من الضروري في الرضاعة الصناعية وعند رفض الطفل للرضاعة أن يتم رضاعته حيث أنه ليس من الضروري للطفل أن يكمل كل كمية الرضاعة ويجب إيقاف الرضاعة على الفور، لذلك يجب على الأم تنظيم الرضاعة خاصة في حالات ارتجاع المريء كل 3 أو 4 ساعات يتم رضاعته أو إعطاء كميات صغيرة على فترات متقطعة إلى جانب ضرورة انتباه إلى علامات وإشارات الشبع من الرضاعة أو الجوع كما يجب تهدئة الطفل خاصة مع الأشهر الأولى بعد ولادته والمصاحبة للمغص بشكل كبير.
يجب أن يتم كذلك إعطاء الطفل اللهاية بين الرضعات والتي يمكنها أن تنظم الرضاعة بدرجة كبيرة إلى جانب أن لا تكون الأم متوترة حتى لا ينشغل ويتأثر الطفل ويقوم بالتوتر والاستفراغ، لذلك يجب رضاعة الطفل في جو هادئ وبنفسية هادئة من الأم.
عند ارتداد المريء لدى الطفل يُنصح دائما للأم أن تقوم بالرضاعة بوضع شبه قائم كما يجب وضع الطفل بوضع قائم بعد الرضاعة مباشرة لمدة عشرية دقيقة.
من الشائع أيضا بعد الرضاعة والتي تؤثر على معدة الطفل واسترجاع الحليب منها أن تقوم الأم بهز الطفل كنوع من المزح معه أو وضعه مباشرة مستلقيا على السرير والذي يمكنه أن يتسبب في استرجاع الطفل.
يمكن كذلك وضع الطفل على بطنه مدة عشرين دقيقة حيث يؤثر ذلك على راحة الطفل في حالة ارتداد المريء كما يجب استلقاء الطفل على السرير حيث يجب رفع رأسه حوالي 30 درجة.
كيف يؤثر وضع الطفل على بطنه؟
من الأوضاع الصحيحة للجهاز الهضمي لدى الطفل الرضيع وضعه على بطنه والذي ساعد على مرور الحليب من المعدة إلى الجهاز الهضمي بكل سهولة، ولكن يعتبر الخطر الوحيد من الاستلقاء على البطن هو حالة الوفاة السريرية المفاجئة، لذلك يجب مراقبة الأم في هذه الوضعية.
من فوائد استلقاء الطفل على البطن أيضا استخدام الطفل لعضلات الرقبة والكتفين في عمل بعض التمارين مما يقوي هذه العضلات بدرجة كبيرة.
من الضروري عدم اللجوء مباشرة للأدوية في حالة تعرض الطفل لارتداد المريء حيث يمكن تكثيف الحليب في حالة تناول الطفل للحليب أو للرضاعة صناعيا.
يمكن للأم أن تضع كميات محددة من لبنها على الأرز بكميات محددة من طبيب الأطفال ويتم إعطاؤها للطفل للعناية بارتداد المريء.
تختلف أدوية الارتداد للمريء حيث أنها تساعد الأطفال في تنظيم عملية الارتداد للمريء كما يمكن اللجوء للعمليات الجراحية لمعالجة ارتداد المريء في حالة اقترانه بأمراض أخرى.
هل لحليب الأم علاقة بارتداد المريء؟
يمكن للأطفال أن يكون لديهم حساسية من الحليب البقري كما يمكن أن يكون لدى الطفل في هذه الحالة طفح على الجلد وإمساك أو إسهال متكرر ويُنصح حينها للأم أن يتم الامتناع تماما عن الحليب البقري ومشتقاته إلى جانب اللحوم والبيض حتى تخفف الأم من تلك البروتينات التي قد تمر للبن الأم وتؤثر على الطفل والتي قد تؤدي للاستفراغ.
وأخيرا، تظهر مشكلة الاستفراغ أو ارتداد المريء في الأسبوع الثاني أو الثالث بعد الولادة وتزيد بعد ذلك، ولكنها تخف تدريجيا مع الأكل وتناول الطفل للأطعمة الصلبة وتنتهي تلك المشكلة الخاصة بارتداد المريء عند عمر 6 أو 8 شهور.