أشكال الإدمان
يقول البروفيسور في العلاج السلوكي الاجتماعي “جواد فطاير”: أن الإدمان يمكن تعريفه على أنه عبارة عن علاقة مرضية بين الأنسان، وبين موضوع إدماني، كما أنه يعتبر من أخطر الأمراض التي قد تُصيب الإنسان حيث أنه يقوم بتدمير الشخص المدمن كلياً، وأشكال الإدمان عديدة، مثل:
- إدمان المخدرات، وهو الشكل الأكثر انتشاراً.
- إدمان الإنترنت، فنحن الآن في العصر الالكتروني، فينجذب الشباب لهذا النوع من الإدمان، ويصبح مدمناً على مشاهدة الأفلام، والالعاب الإلكترونية، فقد يقوم الشخص بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لسبع ساعات يومياً وبشكل متكرر دون أن يشعر، وبالتالي يفقد تواصله مع العالم الخارجي.
- إدمان الطعام.
- إدمان القمار.
- إدمان الجنس.
وتختلف خطورة الإدمان تبعاً لمدى خطورة ما يُدمنه، ولكن الإدمان بشكل عام يؤدي إلى تدمير حياة الإنسان، وفقدانه لتوازنه الصحي، والنفسي، وتدهور علاقاته الاجتماعية والعملية.
وتبدأ مراحل الإدمان بأن يشعر الشخص بأنه يفتقد هذا الشيء سواء جسمانياً، أو نفسياً، ويصبح الشخص غير قادر على النوم بشكل طبيعي، وغير قادر على مواصلة الدراسة، ويصبح منعزلاً عن محيطه الاجتماعي، وبالتدريج يصبح الشخص رافضاً للتعامل مع الناس تماماً.
كيف يؤثر الإدمان على المدمن اجتماعياً؟
إن المجتمع كما قال الدكتور “جودت” له أسس وقواعد، فمثلاً الاقتصاد، والتعليم، والحالة النفسية، والعلامات الاجتماعية، تعتبر من أبرز أسس المجتمع، وبالتالي يؤثر الإدمان على جميع هذه الجوانب ولكن بشكل تدريجي من حيث لا يشعر الشخص المدمن، وتبدأ الأعراض في الظهور، مثل:
- العزلة.
- قلة الإنتاج.
- فقد العلاقات الاجتماعية.
- الرسوب الدراسي.
- فقدان الطموح.
- ظهور المشكلات المالية، وقد يضطر المدمن إلى السرقة.
- إهمال المظهر.
- ظهور بعض المشكلات الصحية البدنية، ويفقد الشخص وزنه بشكل واضح، وسريع.
- فقد القدرة على التركيز، وتباطؤ رد الفعل.
- ظهور بعض السلوكيات العنيفة.
- فقدان السيطرة على النفس في العديد من الحالات.
- ظهور بعض السلوكيات غير المفهومة.
- تغيير نمط الحياة المعتاد.
خطوات العلاج وما هي سبل الوقاية؟
غالباً ما ينكر الشخص المدمن مشكلته، وفي بعض الأحيان قد ينكر الأهل أيضاً أن ابنهم أصبح مدمناً، نظراً للضغوط الاجتماعية، والمفاهيم الخاطئة التي يعرفها المجتمع عن الإدمان، فيخاف الأهل في الكثير من الأحيان باعتبار أن الإدمان هو تهمة، ولكن الإدمان يعتبر مرض اجتماعي قابل للعلاج.
وعلاج الإدمان يبدأ في أغلب الأحيان بالعلاج الطبي، خاصة في حالات إدمان المخدرات، ومن ثم يبدأ العلاج السلوكي، فيُعالج الجانب النفسي والاجتماعي للمريض، وذلك من خلال إجراء عدد من الجلسات تبعاً لحالة المريض، ومن خلال تقييم درجة إدمان الشخص وتأثره نفسياً وجسدياً، ومن ثم يبدأ دور الأهل أو الأصدقاء أو المقربين، لدعم المريض.
وفي معظم الحالات يبدأ المريض في الجلسات الفردية، ومن ثم يتم إدخال المريض إلى جلسات جماعية مع أقرانه، حتى لا يشعر بأنه وحده في هذا العالم، ويتعلم من تجارب ومشاعر الآخرين.
وعلى حد قول الدكتور “جودت” فمن خلال الجلسات الفردية، والجلسات الجماعية، يبدأ المريض في اكتشاف ذاته، ويكتشف معنى الإدمان، ويكتشف حالته، ويتعرف على الخطة العلاجية التي سيتبعها طوال حياته، والتي تضمن له الشفاء إذا التزم بها تماماً. ولا يمكن أن نتجاهل الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها المريض خلال فترة العلاج من قبل أصدقاؤه الذين مازالوا يعيشون في فقاعة الإدمان، لذلك فيجب أن يتعلم المريض خلال فترة الشفاء كيف يمكنه أن يقاوم هذه الضغوطات الاجتماعية السلبية.
وقد ينتكس المريض بعد الشفاء أو خلال مراحل الشفاء، لذلك لابد وأن يكون على درجة من الوعي حتى يتفادى هذه المرحلة، ويستكمل رحلة العلاج، ومن أبرز مظاهر الانتكاس:
- الاكتئاب، والنزعة إلى العزلة هي أحد مؤشرات الانتكاس.
- فقد الحماس والشغف لاستكمال العلاج.
- ظهور مشاعر سلبية.
- ظهور بعض السلوكيات الغريبة والمبهمة.
- ظهور اضطرابات في النوم.
- اضطرابات في تناول الطعام.
- ظهور بعض المواد المخدرة التي قد أدمنها من قبل.
ورحلة العلاج تحتاج إلى صبر ومواظبة، ومثابرة، ودعم من الأهل والأصدقاء والمقربين، وألا يحاول الأهل أن يتعاطفوا مع الابن في أي مرحلة من مراحل العلاج.
وبشكل عام يجب أن يزيد الشخص من وعيه، ويحاول جاهداً أن يبتعد عن الإدمان بكل أشكاله [طالع: أشكال الإدمان].
وكذلك لابد وأن يتوقف عن تناول الطعام إذا كان وصل لدرجة غير طبيعية، وكذلك في حالة أن أصبح الشخص مدمناً على الإنترنت، وإلى غير ذلك.