ما الحاجة إلى الإدارة الدوائية للأمراض المزمنة؟
قالت “د. أمل الحداد” دكتورة صيدلانية. أتت فكرة الإدارة الدوائية للأمراض المزمنة بسبب عدم ترابط وتأثير فعال بين الفريق الطبي وبعضه البعض إلى جانب ملاحظة وجود استخدام الأدوية بطريقة مبالغ فيها وفي غير موضعها في الوطن العربي للأمراض المختلفة حيث يقوم العديد من المرضى بتناول الأدوية دون مراجعة الطبيب بالإضافة إلى عدم قدرة المريض على التمييز بين فوائد الأدوية ومواعيد وأسباب تناولها حيث أن تناول الأدوية على سبيل المثال مع كوب من العصير يمكنه أن يفسد فائدة الدواء.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر من الأخطاء الشائعة والتي أدت إلى ظهور تلك الإدارة الدوائية هو تناول العديد من المرضى للدواء بشكل متكرر لنفس العَرض أو المرض دون استشارة طبية مما يعتبر له فوائد أقل على صحة المريض، وهنا تكمن أهمية الترابط الطبي بين الصيدلي والدكتور وأخصائي التغذية للوصول إلى الجرعة الدوائية المناسبة للمريض خاصة عند الإصابة بأمراض مزمنة.
ما خطورة تناول الأدوية في غير مواعيدها؟
تابعت الدكتورة ” أمل حداد “: هناك أدوار محددة للفريق الطبي المعالج للمريض حيث يتم تشخيص الدواء المناسب من قبل الطبيب ثم يأتي دور الصيدلاني لشرح الجرعة اللازم تناولها من قِبل المريض.
على سبيل المثال تعتبر الغدة الدرقية مرض مزمن يجب أن يتم الرجوع فيه للطبيب المعالج كل 3 أشهر لعمل الفحص المخبري للتأكد من تناسب القراءات من الجرعة الدوائية وفي حالة اختلافها فإنه حتما سيتغير الجرعة التي يتم تناولها إلى جانب أن بعض الأدوية سيتم تغييرها حيث يتم تناول دواء الثيروكسين الذي يتم تناوله على الأقل قبل الأكل بساعتين للغدة الدرقية حتى يتم عملها بشكل جيد ويستطيع المريض تناول الطعام بكل أريحية.
وأضافت ” أمل “: على سبيل المثال عند تناول مريض السكر دواء السكر ومساعد السكر فلابد أن يكون هنالك انتظام في مواعيد تناول الدواء مثل تناوله مرتين يوميا ( التاسعة صباحا والتاسعة مساء )مع كأس من الماء دون تناوله مع العصير أو الليمون.
على الجانب الآخر، يجب الالتزام بطريقة تناول الدواء حيث هناك بعض الأدوية التي يتم تناولها بعد الأكل وأخرى قبل الأكل مما يعتبر مهم بدرجة كبيرة للمساعدة في امتصاص والاستفادة من الدواء بالنسبة للمريض.
هناك بعض الأغذية التي تؤثر على مفعول الدواء حيث هناك بعض الأدوية مثل أدوية الضغط التي يمكنها أن تتسبب في الهبوط ، لذلك يجب
تناول أدوية الضغط قبل الإفطار مع ضرورة وعي المريض بذلك لأن تلك الأدوية تعمل على خفض المعادن والأملاح من الجسم.
أما عن أدوية الكوليسترول والدهون فيُفضل تناولها في فترة الليل حيث يكون الإنسان حينها في حالة ثبات وقلة في الحركة.
هناك بعض الأدوية مثل أسبرين الأطفال التي قد تتسبب في بعض المشاكل للمريض مثل القرحة، لذلك يجب تناولها بعد الغذاء أو الوجبة الدسمة الرئيسية حتى لا يحدث نزيف في جدار المعدة.
وأخيرا، أما عن فيتامين D فإنه عندما يكون أسفل 800 وحدة فإنه يُصنف كمكمل غذائي كما أنه يُنصح بتناول 400 إلى 800 وحدة فقط من فيتامين D حيث أن النسبة الأعلى من ذلك تُصنف على أنها دواء يمكنه أن يتسبب في تسمم الإنسان.