تقول السائِلة: أنا سيدة متزوجة منذ 3 أعوام ونصف ولدي طفل عمره سنتان و8 أشهر وكان حملي الأول طبيعي وبدون مشاكل وكذلك الولادة.. قبل 5 أشهر حملت مرة أخرى وكانت آخر دورة لي بتاريخ 8/7، وذهبت للطبيب وأجرى لي موجات صوتية وكان كل شيء طبيعي إلا أنه في الزيارة التالية (حيث كان الحمل 15 أسبوعًا) أخبرني الطبيب بأن الحمل قد توقف (إجهاض منسي)، ويجب إجراء عملية تنظيف لمحتويات الرحم.
قمت بإجراء العملية تحت التخدير العام بتاريخ 25/10، بعدها استمر نزول دم بكميات قليلة لمدة 3 أيام، ثم انقطع وبعد أسبوع نزل دم مرة أخرى لمدة يوم واحد وتوقف، وقال لي الطبيب أنها بقايا دم بالرحم ولا داعي للخوف، ثم بعد 3 أسابيع بتاريخ 28/11 نزل دم مرة أخرى وظننت أنها الدورة الشهرية إلا أن كميته كانت قليلة جدًّا واستمر لمدة 3 أيام (دورتي عادة 5 أيام)، وكان هناك ألم أسفل البطن.
ذهبت للطبيب وبعد عمل الموجات الصوتية أخبرني بأن هناك كيس على المبيض الأيمن به ماء حجمه 5.3 X 4.8 ، ولكن لا يستدعي إجراء عملية لاستئصاله، فقط يجب الانتظار والمراقبة، حيث من المتوقع أن ينكمش ويصغر وحده وطلب مني الرجوع لعمل الموجات بعد شهرين.. وعن سبب عدم انتظام الدورة الشهرية أخبرني بأن ذلك بسبب الإجهاض، حيث يعتبر ولادة مصغرة ويحتاج الجسم لفترة حتى يستعيد نشاطه العادي وحتى تنتظم الهرمونات.
سؤالي هو: هل سبب عدم انتظام الدورة الشهرية يرجع فعلاً إلى عملية الإجهاض أم أن الكيس على المبيض له دور في ذلك؟ وكم من الوقت أحتاج حتى تنتظم دورتي الشهرية (علمًا بأنها كانت منتظمة وتأتي كل 28 يومًا)، وهل يمكن حدوث حمل مع وجود الكيس؟ هل أحتاج لعمل فحوصات وتحليل هرمونات أم يجب الانتظار؟ عذرًا للإطالة، ولكني قلقة جدًّا وحائرة.
الإجـابة
يقول د. محمد نورالدين عبد السلام -أخصائي أمراض النساء والتوليد-: عزيزتي.. إن الحالة هنا هي عبارة عن إجهاض منسي -كما ذكرت- وفيه يتوقف الحمل عند عمر معين بموت الجنين، ويبقى فترة ما في الرحم دون أن تشعر به المرأة، ولكن تتفاجأ بنزول دم، ثم حدوث إجهاض إما كامل أو غير كامل، وسبب هذا النوع من الإجهاض راجع إلى التشوهات الجنينية خاصة على مستوى الجينات.
وعند التأكد من تشخيص الإجهاض المنسي فإن العلاج هو عملية تنظيف الرحم، مع ملاحظة أن في هذه الحالة قد يحدث نزيف أكثر من أنواع الإجهاضات الأخرى، ومن الأفضل عدم تأخير التنظيف في مثل هذه الحالة عن أربعة أسابيع؛ بسبب تأثر عوامل التخثر بالدم مما يزيد من حدة النزيف.
واستمرار نزول دم بعد عملية التنظيف أمر طبيعي، حيث يستمر نزول الدم أحيانًا لمدة قد تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، ويتدرج الدم في كميته ويتناقص حتى يختفي تمامًا.
ولكن استمرار النزيف لمدة أطول يدل على وجود بقايا “حملية”، أي بقاء أجزاء من الحمل داخل الرحم، وهنا يتطلب الأمر عمل أشعة صوتية للتأكد من ذلك ولو ثبت وجود بقايا بالفعل فقد يحتاج الأمر إلى إجراء عملية تنظيف أخرى لضمان خلو الرحم تمامًا ونظافته من أي بقايا.
وهذه الحالة تحدث بشكل أكثر وضوحًا في حالات الإجهاض المنسي مقارنة مع بقية أنواع الإجهاضات؛ ولهذا يجب القيام بالتنظيف بشكل جيد وقد يستعان بالأشعة الصوتية أثناء التنظيف للتأكد من خلو الرحم تمامًا قبل إفاقة المريضة من التخدير.
والدورة بعد الولادة أو الإجهاض ليس بالضرورة أن تأتي كما كانت من قبل فسيكون لها موعد جديد وطبيعة جديدة، فقد تتأخر عن وقتها المعتاد وهذا بسبب التغيرات الهرمونية التي حدثت أثناء الحمل والتي تتلاشى تدريجيًّا مع الوقت، ومن المتوقع أن تعود الدورة إلى طبيعتها بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من التنظيف، وخلال هذه الفترة ينصح بتجنب حدوث حمل جديد.
كما ينصح بعمل تحليل دم لهرمون البرولاكتين المسئول عن إفراز الحليب، حيث إنه بعد الإجهاض -كما بعد الولادة- يرتفع مستواه ويكون وقتها سببًا في تغير طبيعة الدورة واضطرابها.
أما بالنسبة للكيس على المبيض الذي تم اكتشافه فمن الممكن أن يكون له دور في تغير طبيعة الدورة، ولكن قبل أن نضعه موضع اتهام أنصح بالانتظار لمدة شهر على الأقل ويتم إعادة الأشعة الصوتية مرة أخرى، كما يمكن تناول حبوب منع الحمل إذا لم يوجد مانع من تناولها بشهر تقريبًا قبل إعادة الأشعة الصوتية فلو كان كيسًا وظيفيًّا أي طبيعيًّا فمن المتوقع أن يختفي مع استعمال حبوب منع الحمل.
أسأل الله لك الصحة والعافية، وأن يمن عليك بالشفاء العاجل، في رعاية الله وحفظه.