مقالنا اليوم خاص بالأنيميا (فقر الدم) عند الأطفال ودور التغذية من منطلق أن “الوقاية خير من العلاج” وإستخدام مركبات الحديد في علاجها، سنتطرق إلى الحديث عن ماهية الأنيميا، معرفة أعراضها، وبعض مركبات الحديد وعلاقتها بالإمساك، ودور بعض الإغذية في تلافي مشكلة الإمساك مع تناول مركبات الحديد.
نستهل مقالنا بتوعية الأم عن طريق لفت إنتباهها إلى بعض النصائح بخصوص تغذية الأطفال أثناء الدراسة. يُفضل وضع قطعة صغيرة من الشيكولاتة في حقيبة الطفل الذي يذهب إلى لمدرسة، بدلاً من وضع الساندوتشات التي غالباً لا تُأكل من جانب الطفل، وذلك لتجنب الإغماء والدوخة كعارض لنقص السكر في الدم، أو كعارض للأنيميا. تلك القطعة أو الوجبة الصغيرة جداً هامة للغاية، لأن من الأطفال في هذه المرحلة من لا يهتمون بتناول الأغذية الكبيرة نسبياً في الحجم، فهم يتفاتون في هذه الحالة بعضهم من يأكلون الوجبة، ومنهم من يميل إلى أكل وجبات صغيرة متتابعة، فمن الهام معرفة طبيعة أكل الطفل وطريقة تناوله للطعام. حتى لا يًصاب بالأنيميا.
تعريف الأنيميا وأعراضها
نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، بما لهذا الأخير من دور فعال في توصيل الأًكسجين لجميع أعضاء الجسم. فإذا قلت نسبة الهيموجلوبين في الدم، قلت تبعاً لها كمية الهواء التي تصل إلى المخ مما يؤدي في النهاية إلى الدوخة وفقدان التركيز، والإعياء السريع، وسرعة ضربات القلب، والنهج مع أقل مجهود تلك هي أعراض الأنيميا.
أما عن طريقة معرفة الأنيميا وأكتشافها في الطفل، يتثنى لنا ذلك من خلال تدقيق النظر في الشفاة والعينين والأيدي، فإكتشاف الأنيميا في العينين يُلاحظ عن طريق تحول اللون الأحمر في الجفن إلى اللون الباهت، وكذلك في الشفاة التي تغدو باهتة أيضاً، أما إكتشافها في الأيدي فيتم عن طريق النظر في ثنايا الخطوط الموجودة في اليدين إذا كانت تميل إلى اللون الأحمر فلا توجد أنيميا أما إذا مالت إلى لون باهت فإن الطفل يكون مًصابا بنسبة من الأنيميا، ومن الجدير بالذكر عدم وجود علاقة طردية بين الوزن وعلاقته بالأنيميا، فمن الوارد أن يُصاب الشخص السمين بها ولا يُصاب بها النحيف. وكما سبق لنا أنفاً أن أوضحنا أعراض الأنيميا تبدو في الدوخة “الدروخة”، وفقدان التركيز سواءً في المنزل أو في المدرسة حيث يبدو الطفل شبه طبيعياً في أول النهار ثم يغدو بعد ذلك أقل تركيزاً وأكثر إجهاداً وإعياءً.
كيف يُمكن علاج الأنيميا
نقول دائماً أن الوقاية خيرٌ من العلاج، لذلك يتوجب على الأم إمداد أطفالها بالأغذية المحتوية على الحديد بشكل كبير من “الكبدة، اللحوم الحمراء، السبانخ، صفار البيض، العسل الأسود، الباذنجان” ولكن وعلى الجانب الواقعي فإن الأطفال لا يتناولون هذه الأغذية بشكل دائم لقلة الرغبة في تناولها أو لفقد الرغبة تماماً. ولذلك وحلاً لهذه المشكلة يتثنى للأم أن تعتمد بجوار هذه الأغذية على إعطاء الطفل مُركب من مركبات الحديد بصفة منتظمة، ويجب إنتقاء الأنواع اللذيذة منها “مثال المضاف عليها مادة تُشبه طعم الكراميل” حتى يستسيغها الطفل ويُمكنه تناولها بإنتظام.
ويجب أخذ هذه المركبات بصفة منتظمة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً حتى يتم رفع نسبة الهيموجلوبين في الدم من ١٠ إلى الطبيعي وهو ١٣. لان مركبات الحديدة التي تُعطى بإنتظام تقوم برفع نسبة الهيموجلوبين في الدم في الشهر الواحد بنسبة جرام فقط، لذلك يجب الإنتظام والإستمرار في تعاطيها مدة كافية لرفع النسبة إلى الطبيعي منها.
إلا إذا اُصيب الطفل بالإمساك، لأنه من المعروف أن من الآثار الجانبية لتعاطي الحديد هو الإمساك. ففي هذه الحالة وتطبيقاً للحكمة القائلة “ما لا يُدرك كله لا يُترك كله” يُمكن إعطاء الطفل لمركبات الحديد يوماً بعد الأخر. أو الإنتظام في تعاطي مركبات الحديد مع إستخدام الملينات مثل (الأراسيا “البرقوق الناشف” وهو من الأغذية الهامة جداً كمُلين طبيعي عن طريق سلق ثمرتين منها وتخفيفها بالماء ثم ضربها في الخلاط وتناولها يوميًاً يمنع الإمساك، عصير البرتقال وله فوائد في رفع المناعة للطفل لتجنب إصابته بالبرد المتكرر كما يُساعده فيتامين سي الموجود في داخله على إمتصاص الحديد الذي يتناوله الطفل ويعمل على منع الإمساك، السكر البُني “سكر البنجر” يُحلى به الزبادي مثلاً فهو من الأشياء التي تمنع الإمساك).