نسمع بين كل فترة وأخرى عن انتشار فيروسات في الجو تسبب أعراض متنوعة، منها ما يشبه نزلات البرد، ومنها ما يسبب أعراض أخرى، وفي كثير من الأحيان لا تجدي أي سبل للوقاية نفعاً مهما اتبعناها، مما يجعلنا نتساءل هل الإصابة بالفيروسات لابد منها؟
هل للإنفلونزا فيروس محدد .. وهل لها علاقة بتدني درجات الحرارة؟
تقول الدكتورة نانور جاغلاصيان “أخصائية الفم والأذن والحنجرة” أن الفيروس المنتشر حالياً في الشتاء أو في الطّقس البارِد والمتسبب في نزلات البرد أو الزكام هو من النوع A والنوع B، حيث هناك مجموعة من الفيروسات التي تتسبب في نزلات البرد، وهذان النوعان هما الأقوى أو الأشد بين الفيروسات في أعراضها.
يعتبر الفرق الرئيسي بين أنواع الإنفلونزا المختلفة هو شدة المرض وشدة الإصابة، حيث أنها تتسبب عادةً في:
- التهاب المجاري التنفسية العلوية.
- الزُّكام.
- الكحة.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ضيق نفس في الصدر.
- ألم في الحلْق والزّور.
تنتشر الإنفلونزا بشكل كبير في فصل الشتاء حيث البرودة العالية في هذا الفصل، فضلاً عن أن الأماكن تكون مغلقة في هذا الوقت ولا يوجد هنالك تغيير للهواء الموجود في الغرفة، إضافةً إلى وجود تجمعات بين النّاس أكثر من الطبيعي.
لذلك فإن إصابة طفل واحد بالإنفلونزا يسهل من عملية إصابة رفقاء كثر لهذا الطفل خاصةً في المدارِس وأماكن الازدحام، ومن ثم تنتقل العدوى من شخص لآخر. تنتقل الفيروسات عن طريق رذاذ الشخص المصاب بالإنفلونزا أثناء العطس أو الكُحّة أو السّعال.
هل أخذ حمام دافئ والخروج في الجو يساعد على التعرض لنزلات البرد؟
ليس شرطاً أن نأخذ عدوى فيروسية بالإنفلونزا بعد أخذ حمام دافئ والخروج بعده مباشرةً إلى الجوّ البارد، مع مراعاة أن الخروج بعد الحمام ربما يرافقه ضعف في المناعة، ومن ثم نتعرض إلى الإصابة بالإنفلونزا أو نزلة البرد، لذلك يمكننا القول أن تدنّي درجة حرارة الجو مرتبط بشكل أو بآخر بضعف مناعة الجسم.
كما أن وجود عدد الفيروسات في الجو بأعداد كبيرة في الطّقس البارد يلعب دوراً كبيراً في الانتشار الواسع لنزلات البرد بين الأشخاص، فضلاً عن وجود الأشخاص في الأماكن المزدحمة يزيد من انتشار العدوى بالإنفلونزا، وهذا ما يدعونا دائماً إلى التفكير في طرق الوقاية الصحيحة من العدوى.
واقرأ هنا أيضًا: أسماء أدوية نزلات البرد والأنفلونزا
طرق الوقاية من الإنفلونزا أو نزلات البرد
تنتقل العدوى بالفيروسات الشتوية أو الإنفلونزا عن طريق الكحة أو العطس، ومن ثم لابد للشخص أن يغطي الفم بمنديل أثناء الكحة أو العطس، وإذا غطى الشخص فمه أثناء العطس بيده، فلابد أن يغسل يده بعدها مباشرةً بالماء والصابون، لذلك من الأفضل أن يستعمل الشخص ماسك أو قناع إذا كان يعاني من عدوى الإنفلونزا أو نزلة برد شديدة.
إلى جانب ذلك، لابد من الانتباه إلى أمر آخر وهو أنه إذا كان الطفل الصّغير أو الأشخاص الكبار يعانون من نزلة برد أو أنفلونزا شديدة، فمن الضروري عدم التواجد في أماكن مزدحمة حتى لا نتسبب في نقل العدوى للآخرين من حولنا، مع ضرورة المكوث في المنزل حتى تنتهي أعراض الحرارة والكُحّة، وقد تستمر هذه الفترة في غالبية الأحيان مدّة أسبوع.
الفرق بين شِدّة أعراض نزلات البرد عند الكبار والصغار
هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة أكبر من غيرهم للإصابة بالإنفلونزا، وهؤلاء هم الأشخاص ضعاف المناعة على وجه الخصوص، ومن بين هذه الفئات:
- كبار السن، هم الفئة الأكثر عُرضةً لنزلات البرد أو الإنفلونزا نتيجة للأمراض المزمنة التي يعانون منها بسبب ضعف المناعة.
- علاوةً على ذلك، تضعف المناعة عند الأطفال الأقل من ٥ سنوات، ومن ثم يكونون من الفئات الأكثر عُرضةً للإصابة بالإنفلونزا.
- الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من إصابات صدرية قلبية معينة.
يكمن الفرق بين الكبار والصغار في شدة العدوى عند الصِّغار، فضلاً عن أن فترة العدوى تطول عند الأطفال أو صِغار السن لمدة ١٠ أو ١٥ يوم، وخلال هذه الفترة يمكن للطفل أن يصاب ببعض مضاعفات الإنفلونزا، حيث تبدأ الحالة على شكل إنفلونزا ثم تتطور الحالة لتصيب القلب.
وختاماً، أنصح بالوقاية من العدوى بالإنفلونزا عن طريق أخذ لقاح الإنفلونزا قبل فترة الشتاء والذي يُنصح أخذه سنوياً طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي تقوم بعمل لقاح سنوي ضد عدة فيروسات مجتمعة تكون هي الأكثر انتشاراً سنوياً، كما أنها تقوم بتحديث هذا اللقاح سنوياً.