ما هي الأنفلونزا الموسمية والأنفلونزا الوبائية؟
قال “د. غازي شركس” مدير مديرية الأمراض السارية بوزارة الصحة الأردنية. النوعان شبيهان لبعضهما البعض بالكلية من حيث الفيروسات المسببة للمرض ومن حيث الأعراض أيضاً، إلا أن الأنفلونزا الوبائية تصيب عدد أكبر من الحالات وتنتشر في أكثر من منطقة بالعالم في آن واحد، فمن المعلوم أن الأنفلونزا الموسمية تكثر الإصابة بها في فصل الشتاء، لكن إذا اتسعت دائرة الإصابة فشملت أعداد أكبر من المصابين وشملت مناطق جغرافية أوسع على الأرض هنا تعتبر إنفلونزا من النمط الوبائي.
وأضاف “د. غازي” قائلاً: وأشهر أنواع الأنفلونزا التي تسبت في تفشي الوباء هي إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، فهذه الأنواع من الأنفلونزا تنتج عن نفس السلالات الفيروسية المسببة للإنفلونزا الموسمية إلا أنها تتسبب في إنتشار الإصابة على شكل وباء.
كيف نتجنب الإصابة بالأنفلونزا سواءً الموسمية أو الوبائية؟
أشار “د. غازي” إلى أن وزارة الصحة الأردنية تعاملت مع الأنفلونزا الوبائية منذ العام 2009م، ووقتها كان أمرها مجهولاً لكثير من الناس مما تسبب في ذعر شديد بين الناس خاصةً مع عدم توافر تطعيمات لها بالأسواق في ذلك الوقت، حيث كانت التطعيمات قيد التصنيع، ولا ننكر أن وقتها اتسعت دائرة الإصابة بالأنفلونزا الوبائية بشكل مخيف، وأدت أيضاً إلى وفاة بعض الحالات، أما الآن وبعد توافر العلاجات الناجحة أصبحت الأنفلونزا الوبائية تُصنف على أنها من الأمراض العادية التي يُصاب بها الإنسان، وبالتالي لا تدعو إلى القلق أو الخوف.
وتابع “د. غازي”: والجدير بالذكر أن الأساليب الوقائية هي التي تسيطر على إنتشار الوباء، ومن هنا لابد لنا كأفراد التخلي عن العادات الصحية السيئة والإلتزام بقواعد الصحة العامة التي تقي من الإصابة بالأنفلونزا سواءً الموسمية أو الوبائية، ومن أهم إحتياطات الوقاية ما يلي:
• تجنب المخالطة مع المصابين بالأنفلونزا، مع تجنب إستعمال أدواتهم الشخصية.
• تجنب التعرض للرذاذ الخارج من مريض الأنفلونزا أثناء السعال والعطس.
• الوقاية بتحصين الجسم في بداية موسم الشتاء بمطعوم الأنفلونزا.
اللجوء إلى الطبيب المتخصص فور ظهور أعراض الأنفلونزا وعدم إهمال العلاج، وكذلك تجنب اللجوء إلى الوصفات العلاجية الشعبية.
ما هي أبرز أعراض الأنفلونزا؟
أعراض الأنفلونزا معلومة لدى الجميع، وتتركز كلها في الأعراض الآتية:
• إرتفاع درجة حرارة الجسم.
• سيلان الأنف.
• ذرف الدموع من العين.
• ضيق وصعوبة في التنفس.
• إعياء شديد وتعب عام بالجسم.
وأكد “د. غازي” على أنه مع ظهور مثل هذه الأعراض لابد من متابعة الطبيب لأنه الوحيد القادر على تشخيص طبيعة الأنفلونزا من حيث كونها إنفلونزا بسيطة أو إنفلونزا يحتاج علاجها الدخول إلى المستشفى.
ونظراً للتشابه الشديد في الأعراض ما بين الأنفلونزا الموسمية والأنفلونزا الوبائية سيصعب على المريض العادي تحديد نوع إصابته، حيث أن الأمر منوط بالكوادر الطبية المحترفة والتي على دراية بحجم الإصابات وأعدادها، لأن وصف الأنفلونزا بالموسمية يكون عند إصابة الأفراد بها ضمن الحدود الطبيعية، أما إذا زادت الإصابات عن حدودها الطبيعية في البلد الواحد أو في عدة بلدان بشكل متزامن فهنا توصف بإنفلونزا وبائية.
والخلاصة أن وصف الأنفلونزا بالوبائية يتوقف على شدة الإصابة وزيادة أعداد المصابين في دولة واحدة أو في عدة دول في نفس الوقت، وكلا الأمرين لا يقدر الشخص العادي على معرفتهما، لكن الطبيب المتخصص ذو باع في تشخيص شدة المرض، وكذلك على دراية بحجم الإصابات في دولته والدول الأخرى تبعاً للمنشورات الدورية الصادرة عن المؤسسات الرسمية التابع لها الطبيب، وبذلك يكون من الضروري جداً إستشارة الطبيب فور ظهور أعراض الأنفلونزا.
ما الدور الذي تلعبه المؤسسات الرسمية للحد من إنتشار الإصابة بالأنفلونزا؟
أردف “د. غازي” قائلاً: الحد من إنتشار الأنفلونزا يكون عبر إجراءات إحترازية يتم تنفيذها قبل بداية موسم الإصابة، فوزارة الصحة الأردنية استعدت لموسم الأنفلونزا مبكراً من خلال توفير التطعيمات والتحصينات الأساسية في الأسواق، كما وجهت الوزارة بضرورة تطعيم كل الكادر الطبي للحد من إنتقال المرض من الأطباء وأطقم التمريض إلى مرضى المستشفيات والمراكز الصحية.
كما تقوم وزارة الصحة الأردنية بعمل حملات توعوية مكثفة من خلال شاشات التلفاز، وبالتوازي معها تخرج حملات أخرى لأرض الواقع في المدارس والنوادي والجامعات وأماكن التجمعات كمراكز التسوق، وكل ذلك بهدف بث الطمأنينة بين الشعب الأردني من ناحية، وتعليم الناس أهم طرق الوقاية من ناحية أخرى.
وبشكل عام نطلب من كل أبناء المجتمع العربي معرفة أن الإصابة بالأنفلونزا لا تشكل خطورة أبداً خصوصاً إذا كانت مناعة الجسم قوية، وكذلك عليهم العلم أن المعلومات المغلوطة المنتشرة على وسائل التواصل الإجتماعي ليس لها أساس من الصحة، مثل ضرورة تجنب المستشفيات التي تعالج الأنفلونزا لكونها مستشفيات موبؤة، فهذا فهم خاطئ جداً لطبيعة المرض وطبيعة علاجه.
واختتم “د. شركس” حديثه بالتأكيد على أنه لا يمكن وصف الأنفلونزا بالوبائية إلا من خلال مصادر معلوماتية رسمية تشير إلى زيادة عدد المصابين عن الحدود الطبيعية للمجتمع، أما إستقاء المعلومات والبيانات من مصادر غير رسمية فهو أمر خاطئ يسبب الذعر الذي لا داعي له أبداً.