في بداية عملي الصحفي ذهبت إلى «تغطية» مناسبة برعاية الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، أوقفني حينها أحد المسؤولين مستغربا أن أكون صحفيا في تلك المرحلة العمرية الصغيرة، وقتها كنت في بداية الدراسة المتوسطة.
كان سلطان قد وصل المكان ويبدو أنه لاحظ تعامل المسؤول مع الصحفي الصغير، فجأة وجدت نفسي أمام سلطان بن عبدالعزيز بابتسامته.. بدلا من أن أسأله سألني ورحب بي، شجعني على طرح الأسئلة.. خرجت منه بسبق صحفي تناقلته وكالات الأنباء.. كان ذلك الموقف والتشجيع جسرا قويا لمواصلة عملي الصحفي.
من الفرح، أخبرت والدي، رحمه الله، الذي شاركني الفرحة وتحدث طويلا عن الإنسان سلطان بن عبدالعزيز، حين التقيت الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمرة الأولى كأنني ألتقي والدي، لم أشعر بأنه غريب بل كان قريبا مني جدا، يدفعني للعمل الصحفي وتطويره والحرص على المصداقية، والتأكد من المعلومة قبل نشرها وألا يضاف على ما يقوله المسؤول ما يسمى بلغة الصحافة «الفبركة».
وقفة الأمير سلطان بن عبدالعزيز كانت حافزا للعمل الصحفي والإخلاص وفتح الأبواب التي حاول ذلك المسؤول وغيره أن يوصدها، حتى للأسف من بعض رؤساء التحرير هناك من لا يريد صحفيا يخدم صحيفته؛ لأن وجوده في الصورة، كما يعتقد، قد يؤثر على مستقبله كرئيس تحرير، رحم الله سلطان بن عبدالعزيز، الوجه المبتسم، سلطان الخير، صديق الصحفيين ومشجعهم، لا أذكر أنه رفض طلبا للحصول على حديث صحفي كنت أطلب منه يرد بابتسامة.
سلطان بن عبدالعزيز لم يمت يبقى بتاريخه وإنسانيته وابتسامته التي لا تختفي.
مواقف إنسانية متعددة للأمير سلطان لم تعلن، رحمه الله، وجعلها في ميزان حسناته.
أدعية لروح الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله-
- اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.
- اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
- اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة.
- اللهم أفسح له في قبره مد بصره وأفرش قبره من فراش الجنة.
- اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور.
بقلم: فالح الصغير
واقرأ هنا: القيم.. وبناء مواطن صالح!