الأمر بالتداوي
لقد أمرنا الإسلام بالتداوي، وحرَّم علينا تعريض النفس للخطر؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ «كل مُسكر حرامٍ، إن على الله ﷻ عهداً لمن يشرب المُسكر أن يسقيهُ من طينة الخبال».
قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال ﷺ «عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار».
وعن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- قال: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال ﷺ «نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاء» أو قال ﷺ «دواءً إلا داءً واحدا».
قالوا: يا رسول الله، وما هو؟ قال ﷺ «الهِرم».
معاني الكلمات في الحديث
- معنى كل مسكر: هو كل ما أذهب العقل.
- الهِرم: الشيخوخة.
ماذا تعرف عن رواة هذه الأحاديث؟
راوي الحديث الأول؛ هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري الخزرجي: شهد بيعة العقبة مع السبعين وكان أصغرهم، قال -رضي الله عنه-: غزوت مع رسول الله ﷺ سبع عشرة غزوة، وقال: لم أشهد بدرًا ولا أُحدا، منعني أبي من أجل البقاء عند أخواتي فلما قُتل يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة قط، وبلغ عدد أحاديثه 1540 حديثاً، توفي سنة 78 هجرية وهو ابن 94 سنة.
أما راوي الحديث الثاني؛ فهو الصحابي الجليل أسامة بن شريك الثعلبي، روى عن النبي ﷺ بضعة أحاديث، وهو ممن سكن الكوفة.
إرشادات الحديث
يرشدنا الحديثان إلى أن الإسلام اعتنى بالصحة، فحرم كل ما يؤدي إلى إتلاف البدن أو العقل جزئيا أو كليا.
وغير ذلك الثير من الأحاديث، فضلا عن الآيات القرآنية التي حثَّت على الأمر بالتداوي وتحريم تعريض النفس للخطر.
الأشياء التي قد تُتلف البدن أو العقل
- مثل ما حُرم وقاية للبدن؛ تحريم تناول ما فيه سم أو ضرر.
- ومثل ما حرم وقاية للعقل؛ تحريم الخمور والمسكرات والمخدرات وما شابهها تعد من المحرمات المنتشرة، والتي تفتق بالعقل وتضر به، ولها أضرار دينية وصحية ونفسية واجتماعية واقتصادية، منها هلاك الصحة، إتلاف العقل، توعد الله متعاطي المسكرات بعقوبة شديدة يوم القيامة، وهي الشرب من طينة الخبال.
نستنتج أنه يدخل في ذلك تحريم شرب الدخان، وإن كان لا يذهب العقل إلا أن ضرره على البدن كبير.
كما أن التداوي لا يتنافى مع التوكل على الله بل هو من الأخذ بالأسباب المشروعة.
والتداوي يكون بالأدوية المعنوية مثل: قراءة القرآن، والأدعية والأذكار الشرعية. ويكون كذلك بالأدوية المادية: مثل الأعشاب والعقاقير الطبية.
بعض المقترحات ستكون مفيدة: