هل تنتقل الأمراض النفسية بالوراثة؟
يقول الاخصائي النفسي الدكتور “حيدر الدهوي”: أن الأمراض النفسية هي عبارة عن نمط سلوكي يحدث لدى الفرد، ويُغير من حالته، ويؤثر على قدرته على التواصل الاجتماعي، كما يؤثر على حالته المزاجية، ويُزيد من شعوره بالإحباط، والضيق، وكذلك يؤثر على شخصية الفرد في مراحل حياته المختلفة.
وترجع الأسباب في ذلك إلى العديد من الأمور، فقد اختلف علماء النفس في معرفة السبب الرئيسي للأمراض النفسية، لكن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الوراثة تلعب دوراً مهماً في احتمالية إصابة الفرد بالأمراض النفسية؛ حيث وجد أن الجينات الخاصة بهذه الأمراض تنتقل من جيل إلى جيل آخر، لكن بالرغم من ذلك لا يوجد تأكيد واضح على أن العامل الوراثي سبباً حتمي لحدوث المرض النفسي.
وإلى جانب ذلك فإن الدراسات تؤكد أن البيئة، والتنشئة الأسرية، والاجتماعية تلعب دوراً مهماً في ظهور بعض الأمراض النفسية؛ حيث غالباً ما تدفع اساليب التربية الخاطئة التي بها حالات من التأديب بشكل قاسي، الديكتاتورية، والتوجيه بأسلوب خاطئ، إلى ظهور مشاكل نفسية شديدة مثل القلق والتوتر النفسي، والاكتئاب، والإحباط الدائم، وكذلك الوسواس القهري.
ذلك فضلاً على المشاكل الأسرية، والصدمات التي يمر بها الإنسان، ويتعرض لها بدءاً من مرحلة الطفولة، التي تؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض النفسية.
ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الامراض النفسية التي قد يكتسبها الطفل من الأهل والمحيطين، فتنتقل إليهم اجتماعياً، خاصةً القلق والتوتر النفسي، والخوف الشديد، الوسواس القهري، والحزن الشديد، والاكتئاب النفسي.
كيف يمكن التعامل مع الأمراض النفسية عند الاطفال؟
هناك العديد من الأمراض النفسية التي قد تُصيب الأطفال، مثل الفصام، التوحد، الاكتئاب، وفرط النشاط، وكل مرض من هذه الأمراض يتم التعامل معه بطريقة مختلفة عن المرض الآخر.
ويوضح الدكتور “حيدر” بعض النقاط التي يمكن من خلالها التعامل مع الأمراض النفسية منذ الطفولة، والتي أهمها التثقيف؛ حيث يجب على الأهل أن يكون هناك درجة عالية من الوعي عن اعراض الأمراض النفسية المختلفة قدر الإمكان؛ حتى يساعد ذلك على التشخيص المبكر للمرض إذا أُصيب به أحد الأطفال، ومن ثم علاجها بشكل مبكر من خلال عرض الطفل على الطبيب المختص.
ومن ضمن أبرز الأعراض النفسية: الهلوسة، الانعزال والانطوائية، الاكتئاب النفسي، عدم الاهتمام بالدراسة، والواجبات الدراسية، وقلة التركيز وضعف الذاكرة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأمراض النفسية قد تُعالج فقط بالإرشاد النفسي من قبل الطبيب المختص، أو قد يكون الأمر أصعب فيحتاج الطفل إلى تناول بعض الأدوية.
ويجب أن يتم التعامل مع هذه الاضطرابات النفسية التي قد تظهر في مرحلة الطفولة بشكل صحيح، وتربوي؛ حيث أن مرحلة الطفولة تلعب دوراً مهماً جداً في تنشئة طفل سليم نفسياً، وكذلك يكون في مرحلة المراهقة، والمراحل التي تليها شخص سوي لا يعاني من أي مشاكل نفسية.