مع الانتقال من فصل إلى آخر يمكننا التعرض إلى بعض الأمراض دون مقدمات أو أسباب موضوعية وتكون الإصابة لدى الأطفال أوضح بشكل كبير بالمقارنة مع الكبار، نتحدث عن ذلك مع “د / محمد النجار – أخصائي الأطفال وحديثي الولادة”
ما هي بعض الأمراض الموسمية إصابة للأطفال؟
توجد الأمراض التي تصيب الأطفال على مدار العام ولكن يزيد عدد تلك الأمراض في الفصول الموسمية أو الفترات بين فصول العام حيث تزيد أمراض الجهاز التنفسي على سبيل المثال في فصل الشتاء وتكون أغلبها امراض فيروسية مثل الرشح والزكام والبرد والسعال والإنفلونزا والتهاب الحلق واللوز.
بعض من هذه الأمراض يعتبر له علاقة بمناعة الإنسان إلى جانب أهمية سرعة انتقال هذه الفيروسات في فصل الشتاء بين الأطفال حيث الانغلاق التام في فصول المدارس على سبيل المثال والمولات التجارية والمنازل التي تزيد من سرعة انتشار تلك الأمراض على نحو كبير لسرعة انتقال الفيروس في هذه الظروف.
وتابع الدكتور ” محمد النجار “: أما فصل الربيع فيكون له علاقة وثيقة بالحساسية حيث يتحسس البعض من الازهار إلى جانب الغبار الموجود في الجو مع بعض النباتات كما يتزامن فصل الربيع مع حساسية الأنف مثل حكة الأنف وصعوبة في التنفس وأزيز في الصدر مع إمكانية حدوث السعال وعدم الارتياح العام.
هناك البعض ممن يعانون من حساسية العين في فصل الربيع أيضا وتظهر تلك الحساسية على شكل حكة في العين أو دموع في العين بشكل متواصل.
أما في فصل الصيف تكثر فيه الأمراض الجلدية بسبب التعرض الزائد للشمس مما يتسبب في نقص السوائل وبالتالي يحدث جفاف للجلد ويصير الجلد أكثر عُرضة للحساسية مما يعمل على إصابة البعض بالأكزيما وبعض الأمراض الجلدية، إلى جانب بعض الالتهابات المعوية لعدة أسباب تتعلق بطبيعة الحياة مثل الأكل خارج المنزل وسرعة تكاثر الميكروبات في الأطعمة والمشروبات في فصل الصيف بسبب تعرضها للحرارة العالية كما يعمل عدم حفظ الطعام بشكل صحيح في فصل الصيف على التعرض لتلك الالتهابات المعوية.
هناك بعض الفيروسات التي قد تنشط في فصل الصيف وتظهر على شكل تقيؤ وإسهال إلى جانب الجفاف الحاد الذي يوصى دائما بأخذ محلول جفاف قبل الإصابة به ويعمل هذا المحلول على تعويض الجسم بالسوائل المفقودة.
ما هي طرق الوقاية من الأمراض الموسمية؟
تعتبر الوقاية دائما أسهل وخير من العلاج لذلك يجب لتجنب الامراض الجلدية البعد بقدر الإمكان عن الحرارة المباشرة للشمس في فصل الصيف كما يُنصح دائما في درجة الحرارة العالية استخدام القبعات ونظارات الشمس إلى جانب تناول كمية كبيرة من السوائل التي تقلل من جفاف الجلد أو الإصابة بالأكزيما كما تساعد في نضارة الجلد بشكل عام.
وأردف أخصائي الأطفال دكتور ” محمد النجار “: يجب الالتزام بتطعيم ضد الالتهابات المعوية ضد auto virus إلى جانب التأكيد على النظافة الشخصية للأطفال وتعليمهم على كيفية غسيل الأيدي بشكل صحيح قبل وبعد الأكل و بعد لمس أي شيء غير نظيف بالإضافة إلى غسيل الأيدي بعد الخروج من المرحاض.
كذلك يجب التقليل قدر المستطاع من الأطعمة خارج المنزل وإن كان لابد فيجب التأكد من نظافة المطعم وجودة وسلامة الغذاء.
يجب أيضا حفظ الطعام بشكل صحيح للوقاية من الالتهابات المعوية وعدم التعرض للتسمم المعوي كما يجب سرعة تناول محلول الجفاف لدى الأطفال قبل تعرضهم للجفاف الذي قد يؤثر سلبا على جلدهم بشكل كبير.
هل اتباع الخطوات السابقة يقلل أم يمنع المرض؟
لا يوجد علاج يمكنه منع المرض تماما ولكن باتباع تلك الخطوات والتعليمات يمكنها أن تقلل من فرص الإصابة بالمرض.
بشكل عام لعلاج الأمراض الموسمية أو غيرها من الأمراض يستطيع الأهل من خلال خبرتهم التي اكتسابها من خلال التعامل المباشر مع الأطباء وقاية الأطفال من العديد من الأمراض كما يمكن لتوعية الأهل عن طريق القراءة عن الأمراض على الإنترنت وغيرها أن تكون سلاح ذو حدين في ذلك، لذلك لا يجب الاجتهاد الزائد في علاج مرض الأطفال حيث أن الفترة تكون أمامنا بقدر يكفي أن يتعرض الطفل المصاب بأحد الأمراض بالتسمم أو غيره من الأعراض الخطيرة التي قد نضطر فيها لنقل إلى المستشفى.
هنالك طبيب العائلة الذي يُنصح بالتواصل الدائم معه واتباع التعليمات التي يوجهنا إليه.
من القرارات الإيجابية في فلسطين عدم صرف المضادات الحيوية في الصيدليات بشكل عشوائي حيث أدى هذا القرار إلى عدم مضاعفة أعراض الأمراض على الأطفال حيث كان الأهل يشترون الدواء بناء على خبراتهم الشخصية دون إشراف من الطبيب.
وأخيرا هناك أدوية للاستفراغ لدى الأطفال ممنوعة منعا باتا لإمكانية حدوث أعراض جانبية منها والتي قد تصل للتشنج لدى الأطفال، لذلك لا يُنصح بأدوية الاستفراغ للأطفال.