ما مكونات تطعيمات الأنفلونزا؟
قال “د. فارس البكري” أخصائي الأمراض المُعدية بمستشفى الجامعة الأردنية. يتكون المطعوم الواحد للإنفلونزا من ثلاثة أنواع من الفيروسات التي تسبب الأنفلونزا، وأنواع الفيروسات تلك ليست ثابتة من عام لآخر، ولكن تجتمع لجنة من العلماء في شهر أبريل أو مايو من كل عام، وبناءً على مداولاتهم ومناقشاتهم يقررون أنواع الفيروسات التي سيُصنع منها المطعوم لذاك العام.
ويأتي تحديد أنواع الفيروسات وفق أكبر نسبة عددية للإصابات من حيث أنواع الفيروسات التي تسببت فيها في العام السابق، ولاحقاً تخاطب لجنة العلماء شركات الأدوية بخطاب رسمي فيه تفاصيل الأنواع المطلوب توافرها في لقاح الأنفلونزا، ومن ثَم تبدأ الشركات في عمليات الصناعة بالأنواع التي حددتها اللجنة، والجدير بالذكر أن إضافة أنواع الفيروسات لتطعيمات الأنفلونزا يكون بعد قتلها.
لماذا يُصاب البعض بالأنفلونزا رغم التحصين بالتطعيمات في موعدها المناسب؟
أشار “د. البكري” إلى أنه مع بعض الحالات التي تأخذ حقن التطعيم ضد الأنفلونزا تُصاب بالمرض أيضاً، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها:
• الإصابة بأنواع من الفيروسات غير تلك الأنواع الداخلة في تصنيع المصل.
• يوجد أنواع أخرى كثيرة من الفيروسات غير فيروسات الأنفلونزا تسبب نفس الأعراض المرضية.
قد يكون الخلل في المصل نفسه، بحيث أنه لم يحمي الجسم بنسبة مائة بالمائة من فيروسات الأنفلونزا.
ومن هنا نجد أن التحصين بتطعيمات الأنفلونزا لا يُغني عن أخذ الإحتياطات الصحية العادية لمنع العدوى، كتجنب المصابين وعدم استعمال أدواتهم الشخصية، وكذلك تجنب الأماكن المزدحمة المغلقة.
من أولى الناس بأخذ تطعيم الأنفلونزا؟ ومن الذين يُحظر عليهم؟
أكد “د. فارس” على أن تطعيمات الأنفلونزا آمنة جداً لكل الناس، وتوجد قلة قليلة جداً هي التي لا تنطبق عليهم شروط التحصين، ومن هذه الفئات المحظور عليهم مطعوم الأنفلونزا:
• الأطفال في الأعمار الأقل من ستة شهور.
• الأشخاص الذين أُصيبوا بالحساسية الشديدة عند أخذ التطعيم، فهؤلاء لا يُكرر لهم مرة أخرى.
• المصابون بمرض الأعصاب جيرينباريه سيندروم، فهؤلاء يُحظر عليهم أمصال الأنفلونزا تماماً.
أما ما دون ذلك من الفئات والأعمار فلا يُشكل تحصينهم بالمطعوم أية خطورة على الصحة، وكل سنوات الخبرة الطبية مع التطعيمات والتحصينات المضادة للإنفلونزا أثبتت أنه آمن جداً وضروري للوقاية من العدوى في فصل الشتاء.
ماذا لو تأخر الفرد في تناول التطعيم؟
القاعدة الطبية ترجح وتنصح بأخذ المطعوم في بداية فصل الشتاء وخصوصاً شهري سبتمبر وأكتوبر، لكن إذا تأخر الإنسان لأي سبب شخصي فلا موانع من الحقن به لاحقاً، خصوصاً أن موسم الأنفلونزا مستمر في المناطق الشمالية والجافة حتى شهري أبريل ومايو، لذلك لا غضاضة من أخذه بوقت متأخر، وخاصةً أن المطعوم يعزز مناعة الجسم في خلال أسبوعين فقط، وبالتالي ستظهر نتائجه سريعاً.
ما هي الآثار الجانبية لمطعوم الأنفلونزا؟
الآثار الجانبية لتطعيمات الأنفلونزا قليلة العدد ونادرة الحدوث جداً ولا تحتاج إلى تدخلات طبية في الغالب الأعم، ومن أشهرها:
• آلام شديدة في موضع الحقن.
• إرتفاع درجة حرارة الجسم بعد 24 أو 48 ساعة من الحقن في بعض الأحيان.
• إنتفاخ في الغدد الليمفاوية.
• ضيق في التنفس.
كيف يستعد العامة لمواجهة الأمراض المعدية في فصل الشتاء؟
تابع “د. فارس” قائلاً: من المعلوم أن فصل الشتاء هو الموسم الأبرز لأمراض الأنفلونزا ونزلات البرد والرشح وعامة الأمراض الصدرية، ولذلك ننصح بتناول تحصينات الأنفلونزا، مع مراعاة الآداب الصحية العامة مثل وضع منديل ورق على الفم والأنف أثناء السعال والعطس، وكذلك الإهتمام بغسل اليدين بإستمرار.
كما أنه من الواجب تجنب مخالطة المصابين طوال فترة مرضهم، وكذلك على المرضى تجنب مخالطة الناس قدر الإمكان، وذلك لمنع إنتقال العدوى.
ومن النصائح أيضاً الحصول على القدر المناسب من النوم لرفع مناعة الجسم، وأيضاً الإلتزام بتدفئة الجسم وعدم التعرض للتيارات الهوائية الباردة.
هل يمكن أن يطور ويُقوي الفيروس نفسه أثناء الموسم الواحد؟
من الصعب جداً أن تظهر تغيرات على الفيروس في نفس الموسم، وذلك لأن اشتداد مقاومة الفيروسات للأجسام المضادة المناعية تحتاج إلى وقت كبير، ولذلك لا تسمح تطعيمات الأنفلونزا للفيروسات بتطوير نفسها وتقتلها فوراً.
هل مطعوم الأنفلونزا مفيد في القضاء على الأنواع الأشد خطورة على الحياة؟
اختتم “د. فارس” قائلاً: واحدة من أخطر أعراض مرض الأنفلونزا هي تحوله إلى إنفلونزا الخنازير أو إنفلونزا الطيور، ولذلك يقضي المطعوم على الفيروس في مهده، ولا يسمح له بالتطور إلى هذه الأنواع الخطيرة على حياة الناس، كما أن التطعيمات تقي خطر الإصابة بهذه الأنواع من الفيروسات من الأساس.