يأتي ألم الصّدر بأشكال عديدةً، تتراوح من شكلِها كالطّعنات الحادة إلى الألم الحاد، بالطبع، هناك العديد من المشاكل المختلفة التي يمكن أن تُسبِّب هذا الألم.
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى أمراض الصدر هو التعرض للملوثات المختلفة والمواد العطرية التي تهيج الصدر والشعب الهوائية، كما يسهل علاج هذه الأمراض في المراحل المبكرة من التشخيص.
أشهر الأمراض الصدرية عند النساء والرجال
يقول الدكتور صالح الدماس “استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم” أن الجهاز التنفسي هو ما يعكس الصدر، وهو أحد الأعضاء الرئيسية في الجسم، وظيفته الأساسية تزويد الجسم بغاز الأكسجين المهم لكل خلايا الجسم وأيضاً تخليص الجسم من ثاني أكسيد الكربون، الغاز السّام الذي ينتج من العمليات الكيميائية في الجسم.
علاوةً على ذلك، يوجد رئتين بداخل التجويف الصدري للإنسان، تبدأ من القصبة الهوائية ثم تتفرع إلى ما يُسمى بالشعيبات الهوائية، يصل طول هذه الشعيبات في خطّ مُستقِيم إلى ٢٤٠٠ كيلو متر تقريباً، وفي كل رئة يوجد من ٣٠٠ إلى ٥٠٠ مليون حويصة هوائية، وهو الكيس الصغير الذي يحدث فيه عملية تبادل الغازات ما بين الشّعيرات الدموية وبين الرئتين.
أما عن الرّئة بشكل خاص فهي عبارة عن عضو إسفنجي وزنها لا يتعدى كيلو أو كيلو ونصف، ولها صفة فريدة عن بقية أعضاء الجسم أنها على اتصال مباشر بالمحيط الخارجي، وبالتالي حدوث الأمراض والتأثر بالتلوث أو الميكروبات تكون هي الأكثر عُرضةً عن غيرها من الأعضاء.
أما عن أمراض الصدر فهي قائمة مطولة يمكن تقسيمها في ٣ مجموعات:
- أمراض تتعلق بالشعب الهوائية أو الأنابيب التي توصل الهواء للرئتين.
- أمراض تتعلق بالرئة ذاتها.
- أمراض تتعلق بالأوعية الدموية، الشرايين والأوردة التي تنقل الدم من وإلى الرئتين عبر القلب.
لماذا تُعتَبر أمراض الرئتين والصدر الأكثر شيوعاً على مستوى العالم؟
تعتبر الأمراض الصدرية من أكثر الأمراض شيوعاً على مستوى العالم، وأكثر حالات التنويم في المستشفيات المحلية والعالمية هي بسبب الأمراض الصدرية. والسبب الآخر لهذه الأمراض هو أن الأمراض الصدرية هي من أولى الأسباب للوفاة على مستوى العالم.
فلو نظرنا إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي تتعلق بأسباب الوفاة حول العالم نلاحظ ١٠ ملايين وفاة سنوياً نتيجة أمراض متعلقة بالقلب والذبحات الصدرية والقلبية الناتجة عن تصلب شرايين القلب، ويأتي في المرتبة الثانية الجلطات الدماغية المسئولة عن ٦ ملايين وفاة سنويا، وفي المرتبة الثالثة يأتي مرض انسداد الشُّعَب الهوائيّة في الرئتين، وهو مرض ينتج مباشرةً من التدخين أو التلوث الهوائي، وهو السبب الثالث عالمياً للوفاة، حيث يتسبب في وفاة ٣ ملايين، ثم تأتي الالتهابات الميكروبية والتهابات الرئة البكتيرية التي تتسبب في وفاة ٣ ملايين شخص سنوياً، لذلك فإننا نتحدث عن الجهاز التنفسي المسئول عن وفاة ٦ ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم.
أما في المملكة العربية السعودية بشكل خاص فإن السبب الأول للوفاة سنوياً هو أمراض القلب والذبحات الصدرية، ثم حوادث الطريق أو الحوادث المميتة، ثم في المرتبة الثالثة تأتي الجلطات الدماغية، ثم في المرتبة الرابعة تأتي أمراض الكُلى المزمنة، والسبب الخامس هو التهابات الرئة، لذلك فإن أمراض الرئة مهمة كسبب رئيسي للوفاة حيث أنها تستنزف قدر كبير من ميزانية الصحة على مستوى العالم من حيث الاجراءات التشخيصية، والعلاجات، والعناية المركزة وغيرها.
السبب وراء صعوبة التفريق بين آلام الصدر والقلب
قد يكون من الصعب أحياناً من قبل المريض عن سبب آلام الصدر الذي يعكس وجود مشاكل مختلفة وفي أجهزة مختلفة تماماً من أجهزة الجسم.
على سبيل المثال:
- قد يكون الألم عضلي أو مجرد وجود مشكلة في عضلات الصدر أو في القفص الصدري.
- قد يكون الألم ناتج عن الغشاء الحامي للرئة وهو عبارة عن غشاء بلوري يحمي الرئة، وهذا العشاء قد يتعرض للالتهاب أو لمشاكل أخرى تتسبب في الألم.
- أما السبب الآخر فقد سكون ناتج عن تقلصات المريء حيث أن ارتجاع الحامض من المعدة قد يتسبب في أوجاع الصدر والتي تشبه أحياناً آلام القلب.
- والسبب الرئيسي هو آلام القلب الناتج عن قصور في تدفّق الدم لعضلات القلب، أو انسداد كامل في الأوعية الدموية الموصلة للقلب وهو ما يؤدي إلى حدوث جلطات القلب.
لذلك، فإن التفريق بين آلام الصدر والقلب يحتاج إلى تاريخ مرضي مفصل، وفحص سريري، وأيضاً بعض الاجراءات التشخيصية كالأشعة والتنظير أو إجراء قسطرة قلبية أو اختبار جهد، كما أن الأشعة الصّدرية تفيد الطبيب في تحديد مصدر الألم، ومن ثم فإن ألم الصدر ليس بالضرورة أن يكون أمراً خطيراً، ولكن يجب أخذه على محمل الجد حتى نستبعد السبب الأخطر من بين هذه الأسباب، ومن ثم التدخل خلال دقائق أو ساعات لإنقاذ حالة المريض.
الفرق بين آلام الصدر عند النساء والرجال
ليس هناك فرق رئيسي بين ألم الصدر عند النساء وعند الرجال، وإنما الأسباب الرئيسية للألم هي نفسها والتي تختلف بين ألم العضل، وآلام المريء، وآلام الغشاء المغلف للقلب أو الرئتين، أو آلام القلب والذبحة الصدرية.
هناك بعض السيدات الذي يسمّون الثدي بالصدر، فيحدث هنالك لبس في التشخيص، كما أن الألم الذي يحدث في الثدي هو شيء مختلف وله تخصص مختلف عن آلام الصدر التي نحن بصدد الحديث عنها، وليس بالضرورة أن يكون ألم الثدي هو عبارة عن ورم سرطاني، على الرغم من أن آلام الثدي هي السبب الأول للأورام في المملكة العربية السعودية الآن.
إذا كان الألم في جدار الصدر أو في الثدي، فقد يكون هذا ناتج عن الملبس أو من نمط الحياة اليومي، لكن في الآلام الأخرى ليس هناك فرق بين ألم الصدر عند الرجال والسيدات سواء في الأسباب أو في الخريطة التشخيصية للوصول إلى المسبب ومنه إلى العلاج.
كيف نقي أنفسنا من الأمراض الصدرية؟
تتمثل أهم الأمراض الصدرية في المملكة العربية السعودية في الربو أو حساسية الشعب الهوائية، وهو مرض شائع يؤثر على ما بين ١٠ إلى ٢٠٪ من الناس، وربما أكثر من ذلك، حيث تصل نسبة الإصابة به إلى ٣٠٪ عند المراهقين.
هو مرض مزمن، ليست له مضاعفات عالية، ونسبة الوفاة به ليست عالية كذلك، ولكنه مرض يؤدي إلى اختلال في نظام الحياة، كالغياب عن المدرسة وعن العمل، والنوم الغير مريح وبعض الأمراض المزمنة المزعجة.
للوقاية من هذا المرض ومن الأمراض الصدرية الأخرى يجب:
- البُعد عن جميع الملوثات.
- عدم التدخين لأنه السبب الرئيسي لالتهاب الشعب الهوائية المزمن.
- تلوث الهواء الذي يعتبر عال نوعاً ما في مدينة الرياض بسبب وجود عوادم السيارات والمصانع والأجهزة الكهربية التي تنتج غازات سامة.
- البُعد عن المهيّجات والمنظفات الصناعية في المنزل.
- عدم استعمال البخور والمواد العطرية.
وختاماً، هناك طب بديل يقوم به البعض في علاج الأمراض الصدرية، ولكن هذا الأمر غير صحيح ولا يجب علينا القيام به قبل دراسته علمياً ومن ثم يكون آمناً للاستعمال.