مما لا شك فيه أن مصر بكل محافظاتها ومناطقها الرائعة تعتبر قبلة للسياحة من كل أنحاء العالم، غير أنه هناك بعض المحافظات والأماكن لها خصوصية فيما يتعلق بالإقبال السياحي عليها، وعلى رأس هذه المحافظات محافظة الأقصر، نظرا لما تتمتع به من مميزات وثروات سياحية لا مثيل لها في مصر بل ربما في العالم بأسره.
الثروات الأثرية والسياحية بالأقصر
يقال أن الأقصر تحتضن ثلث آثار العالم، وفيها من المعالم السياحية والمباني التاريخية ما لا يقارن، فهي تملك عددا من المعابد التي يتوافد إليها السياح من مختلف بلدان العالم مثل معبد الأقصر ومعبد الكرنك ومعبد حتشبسوت بالدير البحر، وكذلك المتاحف الرائعة ووادي الملوك والملكات، فضلا عن كل ذلك فإن اكتشاف المقابر الفرعونية والكنوز الأثرية بها يزيد من أهميتها ويسلط الأضواء عليها بصورة أكبر.
أيضا تعتبر الأقصر من المدن العامرة بالمرافق الخدمية، مثل الفنادق العائمة والثابتة والمطاعم، بجانب الأماكن الترفيهية والحدائق العامة، مثل الندى لاند والملاهي.
أوضاع السياحة في فترة ما بعد ثورة الحادي عشر من يناير
أدى اضطراب الأمن وعدم استقرار الأوضاع في فترة ما بعد ثورة الحادي عشر من يناير إلى تراجع كبير في نشاط السياحة في مصر عموما والأقصر خصوصا، وامتناع الأفواج السياحية تماما عن القيام بأي رحلات إلى الأقصر، كما أدت الحوادث الإرهابية وأحداث العنف إلى نشر الخوف الذي تمخض عنه ركود كبير في حركة السياحة، وقد ترتب على ذلك مشاكل اقتصادية أثرت على كافة جوانب الحياة في مدينة الأقصر، فقد تأثر النقل ووسائل المواصلات المختلفة، والفنادق الكثيرة جدا التي كان محور عملها قائم أساسا على الوفود المقبلة من السائحين الأجانب.
كل هذه العوامل أدت إلى تحفيز وزارة السياحة ووسائل الإعلام والحكومات إلى اتخاذ خطوات جادة في محاولة لانعاش السياحة في مصر وفي الأقصر بصفة خاصة، ويبدو أن تلك المحاولات المتضافرة قد آتت ثمارها.
انتعاش حركة السياحة في الأقصر
نقلت كثير من التصريحات عن المسئولين في مجال السياحة أن هناك انتعاشا ملحوظا في حركة السياحة في الأقصر، ووجود عدد من الأفواج السياحية الأجنبية الوافدة من اليابان والصين وكوريا وانجلترا وألمانيا وفرنسا وشرق آسيا، كما لوحظ ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق بأنواعها إلى ما يقرب من نسبة 75% مقارنة بالفترات السابقة.
وقد أكد بعض المسئولين على عودة بعض الأفواج السياحية التي كانت قد توقفت تماما ومنها سياح اسبانيا وإيطاليا والدنمارك وفنلندا.
يرجع المسئولون هذه الصحوة الكبيرة في عالم السياحة المتوجهة إلى الأقصر إلى الإنجازات الأثرية التي حظيت بها مدينة الأقصر، مثل اكتشاف بعض المقابر الجديدة والتطويرات التي استهدفت معبد الأقصر والتي تمثلت في تركيب تمثال للملك رمسيس الثاني في واجهة المعبد والعمل المتواصل في تمثال آخر للملك رمسيس أيضا، كذلك يرجعون السبب إلى جهود الوزارة المبذولة لأجل الترويج للسياحة وعقد المؤتمرات التي تتناول الأحداث الكشفية الهامة، وتسليط الضوء على الانجازات السياحية بشكل أكبر تركيزا وأكثر فاعلية.