ما أهم العوامل الغذائية المساعدة في الإصابة بالسرطانات؟
قال “د. إجلال الجلالي” تعتبر بيئة الإنسان كاملةً، وخاصة في الوقت الحاضر بما تتضمنه من الإعتماد على الأغذية المصنعة، والمُعدلة وراثيًا، إلى جانب نوعية الماء الذي تُروى به الزروع، ومُعالجة هذه الزراعات بالمبيدات الحشرية الكيماوية، إلى جانب طبيعة المواد الحافظة والملونة ومكسبات الطعم في الأغذية المصنعة، عوامل أساسية ومؤثرة في الإصابة بالسرطانات.
أضِف إلى ذلك كله قابلية الجسم للإصابة بهذه الأورام، مثل التاريخ الوراثي والجيني للعائلة التي ينحدر منها الإنسان، فمن المعروف طبيًا أن كل إنسان لديه جينات الإصابة بأمراض السرطان، إلا أن هذه الجينات نشطة عند البعض، وخاملة عند آخرين. وعليه فإن الجينات النشطة إذا وجدت البيئة المناسبة لتحفيزها ستنشط أكثر وتظهر.
والحاصل في الوقت الحاضر أن طبيعة الغذاء، مع زيادة نسب الإصابة بالوزن الزائد بين الناس، من أبرز العوامل الشديدة التحفيز للإصابة بالسرطانات. ونشير هنا إلى أن العديد من الدراسات والمؤتمرات الطبية الحديثة تَعتبر زيادة الوزن عند الرجال والنساء والأطفال أحد أهم الأسباب في الإصابة بالسرطانات.
فكتلة الجسم للنساء – مثلًا – بين 18 و 24.9، ويجب أن تكون المرأة بين هذين الرقمين وفي الدرجات الأقل بالتحديد، فإذا زادت هذه الكتلة عن 25 تبدأ مراحل الخطورة والعلامات الحمراء على صحة المرأة، أما إذا تخطت كتلة الجسم الـ 30 أصبحت الخطورة قريبة جدًا وشبه موجودة في جسم المرأة، لأن طبقات الدهن المخزنة تحت الجلد تبدأ في إفراز الأستروجين، وزيادة نسبة الإستروجين في الجسم – للنساء وللرجال – تغير في نشاط الخلية، وتجعلها تتكاثر بشكل عشوائي وغير منتظم، وهذه هي بداية الإصابة بالأورام على اختلاف أنواعها.
ما هو تأثير الأغذية المصنعة على السمنة؟
وأبرز أسباب الإصابة بالوزن الزائد والسمنة هي الأغذية المصنعة الغنية بالدهون والزيوت المهدرجة، فهي كارثة حال دخولها إلى الجسم، نظرًا لأن سلاسل الكربون في هذه الدهون عالية ومُتشعبة، والجسم لا يستطيع غير تكسير رابط أو اثنين من السلسلة، لكن عندما تتكون سلسلة الكربون من أربع روابط لا يستطيع الجسم تكسيرها بأي حال من الأحوال، وبالتالي تتخزن في الجسم، وبمرور الأيام تبدأ في تكوين طبقات الدهن الكثيفة في الجسم، والتي تظهر بشكل ملحوظ في المؤخرة والذراعين عند النساء وفي البطن عند الرجال. تلك الطبقات كما سبق وأن أشرنا تؤدي بالضرورة إلى خلل في عمل الخلايا.
هل تناول مكملات الأغذية من الفيتامينات والأوميجا 3 يقي من الإصابة بالأورام؟
تابع “د. الجلالي” مديرة إدارة التغذية العلاجية بمستشفى قوى الأمن. الفيتامينات ضرورية للجسم، وكل نوع من أنواع الفيتامينات له دور معين في الجسم، وأي نقص في أي نوع منها يسبب بعض الأعراض المرضية، لكن لم تُثبت الدراسات أن نقص نوع من الفيتامينات يسبب الأورام، فنقص فيتامين د يسبب هشاشة العظام، ونقص فيتامين أ يسبب أضرار للبصر والفم، وهكذا مع كل نوع من الأنواع.
لكن الإصابة بالأورام ترتبط بالنمط الغذائي الكامل والسلوكيات الصحية، من نوعية الأغذية المصنعة التي يتناولها الإنسان، ومحتوياتها من المواد الحافظة والمُضافة، وطريقة تحضيرها وتصنيعها، ودرجة تلوثها بالمبيدات والكيماويات.
أما الفيتامينات والمعادن فهي ضرورية للجسم، والأفضل الحصول عليها من الخضروات والفواكهة والأغذية الطبيعية، عِوضًا عن المكملات الغذائية الدوائية، لأنها لا تُعطي كل شيء، كما أنها تحرم من عناصر غذائية أخرى موجودة في الخضروات والفواكهة لم تصل الأبحاث للتعرف عليها، كذلك الحال مع باقي الأطعمة الطبيعية.
والجدير بالذكر هنا أن الدرسات الحديثة توصلت إلى أن خبز القمح بما يحتويه من نُخالة بجانب فوائده وعناصره الغذائية، يساعد في تنظيف نتؤات الأمعاء كأنه لم يمر داخلها أي أطعمة أو مأكولات. وهذا من الإكتشافات الحديثة جدًا والتي لم تكن معروفة عن نُخالة القمح. وعليه لا يجب حرمان أنفسنا من فوائد الأطعمة الطبيعية سواء المعروفة أو التي مازلت في طَور البحث والدراسة.
ما أبرز النصائح الغذائية لجميع الأشخاص؟
أوضح “د. الجلالي” يجب أن ننبه كل الرجال والنساء للإلتزام بالعادات الغذائية السليمة والصحية ومنها:
الإلتزام بتحديد توقيت معين لوجبات الطعام، لأن تثبيت توقيت تناول الوجبات يُحسن من كفاءة ميكانيكية وحركة الجسم عند التعامل مع هذا الطعام في عمليات الهضم والإمتصاص.
الإكثار من الخضروات والفواكة.
التقليل من اللحوم قدر الإمكان أو أخذ المطلوب منها للجسم يوميًا فقط، مع ضرورة العلم بأن الأغذية الغنية بالبروتين عديدة وكثيرة، ولا يقتصر الأمر على اللحوم فقط، والمطلوب هو إعطاء الجسم حاجته المثالية التي تتوقف على العمر والنوع والنشاط من البروتين، وإذا دخل الجسم هذه الكمية المطلوبة من البروتين عبر أي نوع من الأغذية مثل البقوليات، فقد استكفى الجسم بحاجته.
عدم الإستغناء عن شرب الماء، لأنها تقوم بعمل تنظيفي للجسم والخلايا، وتساعد الخلايا على إستعادة نشاطها، كما أنها تقلل من السموم التي يفرزها الجسم، وتخرج بالسموم المُفرزة إلى خارج الجسم، ويجب التقليل من الأغذية المصنعة التي تضر بصحة الإنسان.