سمعنا عن اتجاهات علاجية جديدة مثل الطب المكمل والطب البديل من خلال الطرق التشخيصية وكذلك العلاجية التي تساعد مع الطب التقليدي في علاج بعض الحالات مثل العلاج باستخدام الروائح المختلفة و الأعشاب الطبيعية وبالإضافة الى العديد من وسائل الطب المكمل التي لم تدرج في نظم التعليم الطبي ولم يتبناها الوسط الطبي لاعتبارات ثقافية, اجتماعية, علمية وكذلك مادية فما هي هذه الاتجاهات؟ وما هي فوائدها واضرارها ومدى نجاحتها ؟
لماذا يجب ان نكون ضد الأعشاب الطبيعية والطب البديل ؟
يشرح “د. عمر الحمادي” أخصائي الأمراض الباطنية يجب أن يكون هناك طب حقيقي أو لا يكون هناك طب فمثلا لماذا عندما نذهب إلى القاضي لا نطلب منه أن يحكم في القضية باستخدام القانون البديل؟ ولماذا عندما نشيد بناء لا نطلب من المهندس أن ينشأ البناية باستخدام الهندسة البديلة؟ أو حتى عندما تذهب إلى المطعم لماذا لا نطلب منه أن يحضر لنا طبخة بالطريقة الهندية التقليدية؟
الطب هو التخصص الوحيد الذي لا توجد له بدائل. الطب البديل: هو اي ممارسة لم تحز ثقة الطب التقليدي والحديث. اي شيء خارج هذه المنظومة غير مثبتة أصبح طب بديل لأن أصحابه فشلوا في إثبات فاعلية منتجاتهم.
هل أصحاب الطب البديل يطرحونه لأنه بديل عن الطب المتخصص والعلمي، لأنه عبارة عن أعشاب ومواد طبيعية بدلاً من المواد الكيماوية ؟
يوضح “د. الحمادي” أولاً: كل شيء موجود بالطبيعة يكون فيه مواد كيميائية فمن كل 5000 عشبة ودواء كيميائي نستخدم دواء واحد في المستشفى أما الطب البديل يستخدمون ال5000 الفاشلة الثانية.
حيث يشبّه الطب البديل في مواجهة الطب التقليدي العلمي بالمنظمات الإرهابية التي تعرف بالتشدد والتطرف المتشبث بأهداب التراث البالي في مواجهة الكيانات والمؤسسات القائمة فمنظمة داعش تتدخل في كل شيء حتي انها تتدخل في مواقع التواصل الاجتماعي اما الطب الحديث له مؤسسة قائمة. في أيام آبائنا وأجدادنا لم يكن هناك الطب الحديث الحالي وكانوا يستخدمون الوصفات و الأعشاب للرشح أو لإحتقان الصدر…. إلخ من الأعشاب المتداولة بين أيديهم, فربما يكون لهذا السبب نسبة الوفيات في هذه الأيام أكبر من نسبة الوفيات الأن. و لا يوجد هناك مقارنة بين معدل الوفيات بين عام 1900م وعام 2018م. لأن ظهور التطعيمات وظهور المضادات الحيوية وظهور الأدوية التقليدية بشكل كبير في العالم قلل من نسبة الوفيات.
وجه الإعتراض على استخدام الطب البديل والأعشاب الطبيعية:
يقول “د. الحمادي” يوجد مجموعة من الإعتراضات وهي:
أولاً: عندما تقر دواء لا بد من إحضار مجموعتين مقارنة لتجرب المقارنة على هذه المجموعة , ولا تعطي مجموعة الدواء الثانية ولترى النتائج بعد ذلك, أما الطب البديل يقولون أصحابه خذ الطب البديل والأعشاب الطبيعية مع الطب التقليدي مع أدوية المستشفى وأطلع على النتيجة واخبرنا بالنتائج.
ثانياً: العينات تكون قليلة جداً التي يأخذونها تعتمد كلها على التجارب الفردية وكل هذا على عشرات الأفراد يمكن أن لا يتجاوزون المائة مثال لذلك، الدكتور بدر المهدي استشاري أمراض القلب في الكويت يقول أن هناك دواء يسمى Evolocomap هذا الدواء تم تجربته في 49 دولة أكثر من 1200 مركز ومستشفى في العالم واكثر من 27 ألف مريض ليصل إلى نتيجة واحدة وهي تقليل الكوليسترول الضار بالجسم بنسبة 60% فهل الطب البديل يمتلك هذه المقاومات والمنتجات؟
هل توجد دراسات في الطب البديل أو الطب المكمل لتوثيق كلامهم؟
نعم لا يوجد لهم دراسات كلها تعتمد على دراسات فردية والنقطة الثانية أنه يوجد هناك تحيز مثلاً عندما اعتقد أن الحجامة مفيدة وعندما اقوم بالدراسة سأكون متحيز للنتيجة التي تقول أن الحجامة مفيدة لذلك مثلاً من سنة 1992م إلى 2010م هناك 135 دراسة عن الحجامة. تقول الكلية الأمريكية لأمراض السرطان أن هذه تعتمد على النتائج الفردية وليس على العلم المنهجي, وهذا يبن الإنحياز في النتيجة.
اوأيضاً هم يبالغون في النتيجة التي يحصلونها مثلاً استخدام Vitamin C في علاج نزلات البرد هناك الكثير من الدارسات تمت ولكن الدراسات لم تقل أنه هناك فائدة مهمة أما هم يقولون إن لم يفيد لم يضر. ويوجد لدينا مؤسسات تقيم ممارساتنا ويتم مراجعتها أما الطب البديل لا يوجد مراجعة.
الأسباب التي تجعل الإنسان يلجأ إلى الطب البديل والأعشاب الطبيعية:؟
هو تشبث بالتراث بسبب أن هذا الدواء ورد في كتاب محدد أو في عصر محدد، وكان لمرض مر عليه 1000 سنة, فنحن لانعرف هذا المرض ولم نرى المريض لنقول له أن هذا الدواء يجوز أو لا يجوز فمثلاً Vitamin C نحن نقول لهم لا تستخدمونه للمرضى الذين لديهم متلازمة تراكم الحديد لأن ذلك يحرر مواد ضارة بسبب إرتفاع الحديد فهم يقولون إذا لم يفد فهو لن يضر, ولكن نظرتنا تختلف فننظر للإنسان بشكل كامل هل يحتاج أم لا يحتاج؟ ونقوم بتقييم الحالة فلا نعطي Vitamin C لكل مريض هناك مرضى لا يستطيعون أخذه. فالمتخصصين في هذا المجال غير مؤهلين
كيف يسمح لهؤلاء بممارسة المهنة وفتح مراكز خاصة لهذا المجال؟
يوضح “د. الحمادي” مثال في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنة 1994م كانت المنتجات لا تدخل إلا بترخيص لكن بسبب الكمية الكبيرة للأدوية من مئات الألاف من الأدوية والمكملات الغذائية التي دخلت فضلوا أن يكون مكان الأدوية بالسوق وإذا كان هناك شيء ضار سيقوموا بسحبه من السوق ولكن ترخيص هذا الدواء أو ممارسة بيعه لا يدل على الفاعلية أي أن المنتج البديل والأعشاب الطبيعية لا تستطيع معالجة إلتهابات الكبد أو معالجة التهابات المفاصل أو يستطيع أن يحافظ على الصحة بشكل عام ولا يحدد مرض ما فإنه يخدع في حفاظه على صحة المفصل هذا لا يعني انه يعالج التهاب الروماتيزم.