تفاصيل الاستشارة: هل توجد أعراض لدواء Faverin (fluvoxamine)؟ حيث إنني أتناول 200 مليجرام يوميًّا.. بداية كنت أتناول 100 يوميًّا، ثم 200، ثم 300، واستمررت على الـ300 ما يقارب الـ5 الأشهر، والآن قال لي الدكتور: ارجع إلى 200؛ لأنني بدأت أحس بزيادة في الوساوس. فهل توجد أعراض لهذا الدواء؟ لأنني أحس بضعف جسدي وجنسي خصيصًا..؟ علمًا بأنني الآن في الشهر الثامن من مرحلة العلاج.
⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت الاستشارة؛ فقالت: أخي العزيز.. إن للعلاج الدوائي مضاعفات أحيانًا، فإن شعر المريض بنوع من الأعراض حين تناوله العلاج، فعليه قراءة تعليمات العلاج المرفقة مع العلاج، ثم الاتصال بطبيبه المعالج وإطلاعه على تلك الأعراض.
أما حالتك التي تشكو منها وهي:
الوسواس القهري، وشعورك بزيادته نتيجة للعلاج، فهذا لا يمكن أن يحدث من ناحية جسمية، وإنما قد يحدث لك من ناحية نفسية؛ وذلك بسبب قلقك من تناول الدواء، علمًا بأن القلق يلعب دورًا مهمًّا في الوسواس القهري.
لذا عزيزي حاول أن تناقش القلق الناتج عن العلاج مع طبيبك المعالج، حيث إنه أدرى بحاجتك للعلاج وكميته وفتراته الزمنية المختلفة.
ويتطلب علاج الوسواس القهري علاجًا نفسيًّا ودوائيًّا معًا، وينبغي أن يسير الاثنان معًا لفترة تختلف باختلاف شدة هذا الوسواس.
ولأن صبر أصحاب الحالة ينفد بسرعة؛ لرغبتهم الملحة في سرعة التخلص مما يعانون من ناحية؛ ولخوفهم من تزايد المرض من ناحية أخرى، فتلعب تلك المظاهر دورًا مهمًّا في استمرار تلك الحلقة.
وأدرج لك عزيزي نبذة مختصرة عن الوسواس القهري؛ كي يكون واضحًا لديك:
- يسيطر العصاب القهري أو الوسواس القهري على المريض سيطرة تامة ويجبره على ممارسة بعض السلوكيات والعادات التي لا يستطيع التخلص منها، بالرغم من أنه يستسخفها ويحاول الابتعاد عنها، ولكنه يعجز عن ذلك.
- هناك من يعلل سبب الإصابة بالوسواس القهري بالاضطراب الحاصل في عمليات المخ الكيمائية، والمتعلقة بنشاط الأجهزة العصبية المركزية.
- يصاب من الأفراد بهذا الوسواس من كانوا يتصفون بالكآبة والقلق والاكتئاب والتوتر، كما تلعب المظاهر الاجتماعية والأمور الدينية دورًا مهمًّا في ظهور المرض.
- يتعرض الأفراد أحيانًا لظروف اجتماعية مرتبكة؛ فتؤثر على حالتهم النفسية، وهي بدورها تؤثر على نشاط وفعالية الأجهزة المركزية، مما يؤدي إلى أن يصبح الفرد في حالة اضطراب وتوتر مستمر، ويكون قلقًا على حياته النفسية ونوعية السلوك الذي يؤديه نتيجة لتلك الصراعات، مما يؤدي بالتالي إلى أن يصبح الفرد عدوانيًّا شكاكًا قلقًا متوترًا لا يقر له قرار، كما أن هناك علاقة قوية بين الاكتئاب والوسواس، وكلما زاد الاكتئاب أدى إلى تأزم الحالات الوسواسية.
- ينقسم العصاب القهري إلى شقين: الأفكار الوسواسية التي تتمثل في تسلط فكرة معينة أو عدة أفكار على الفرد كالقتل أو الحرق أو الاعتداء الجنسي أو السرقة أو الطعن في الدين، وكثيرًا ما يتعرض الملتزمون دينيًّا لهذا الموقف عندما يقفون لأداء فريضة الصلاة أو أثناء الوضوء، كما يميل الفرد إلى تصديق الأفكار المتعلقة بالخرافات أو الأفكار السوداء التشاؤمية وتوقع الشر، ويصبح الفرد تحت طائلة تعذيب الضمير واللوم المستمر للذات، إضافة إلى سيطرة أحلام اليقظة، بحيث تعيق المريض عن أداء وظيفته اليومية، كما يسيطر القلق الشديد عليه.
- كثيرًا ما يقع الفرد تحت طائلة المحرمات غير الاعتيادية، والتي يضعها لنفسه ويسير عليها بدون أي تحريف أو تغيير.
أما الأفعال التسلطية فإنها تتضمن القيام بأعمال متكررة على الرغم من عدم فائدة ذلك التكرار، كغسل اليدين عدة مرات أو تكرار عملية التأكد من غلق الباب أو أنبوب الغاز بحيث يكون ذلك التكرار غير طبيعي ولا يمكن التخلص منه.
لسان حالك الآن يقول: ما العمل إذن تجاه ذلك؟ عليك أخي ما يأتي:
- الاستمرار مع طبيبك المعالج إذا كانت الثقة قائمة بينكما.
- التخلص من الأعراض الاكتئابية، وذلك بواسطة العقاقير الطبية التي نصحك الطبيب بتناولها.
- الحذر من اللجوء للعلاج على يد المشعوذين والدجالين؛ كي لا تتفاقم الحالة.
- العمل على تقوية ثقتك بنفسك، وذلك بمعاونة المقربين لك والاعتماد على من تثق به في مساعدتك.
- الانشغال بأمور ونشاطات مختلفة تبعدك عن التفكير في مشكلتك التي تقلقك.
- الابتعاد قدر الإمكان عن المواقف التي تثير التوتر والحزن لديك، وتغيير المواقف التي تسبب لك التوتر والقلق.
- الابتعاد عن التمركز حول الذات، وذلك بإقامة علاقات مع الآخرين بعد التأكد من سلامة تلك العلاقات.
- ممارسة أعمال خيرية ومساعدة الآخرين.
- الابتعاد عن التزمت في أمور الحياة اليومية.
- التخلص من الشعور بالذنب.
- التخلص من الخوف إن شعرت بأنه يسيطر عليك.
- ممارسة هواية معينة لتضفي عليك الراحة النفسية، والانشغال بها.
- تقوية الثقة بالنفس، والإرادة القوية مهمة جدا للسيطرة على هذا الوسواس.
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل للوصول إلى الراحة النفسية والجسمية.
⇐ كذلك؛ هذه صفحات هامة ومفيدة:
- ↵ وسواس قهري.. أم هلاوس سمعية؟
- ↵ مشكلة الوسواس القهري لدى الأطفال في بيتنا
- ↵ إضطراب الوسواس القهري: أسبابه، أعراضه، علاجه
أتمنى لك الصحة والعافية والتخلص من هذا الوسواس في أقرب فرصة، والله المعين.