هل أعتذر عن خطوبة لم أر فيها المخطوبة بشكل جيد؟

هل أعتذر عن خطوبة لم أر فيها المخطوبة بشكل جيد؟

«مصعب» يسأل: أنا شاب عمري 25 سنة.. سافرت من مصر منذ 7 أشهر، اقترحت لي أختي أختا لها الصفات التي أحلم بها، ألححت على أهلي أن يتقدموا، بالتعاون مع أصحابها.. دبرت لي أمي لقاء معها على الإنترنت -رؤية شرعية- ولم تتم بالشكل المطلوب.. فطلبنا مقابلة أخرى وتمت ولم أر صورتها جيدا بكاميرا الإنترنت.. لذا طلبت تبادل صور لنا.. وبعدما رفضت الأخت اقتنعت, وأرسلت صورا لها، وأرسلت لها صوري. بصراحة الصور لم تكمل الرؤية لي؛ لذا طلبت أن أؤجل الموضوع إلى نزولي، ثم طلبت من أهلي أن يتقدموا لأهلها على أن يؤجلوا الرؤية الشرعية إلى نزولي.. الذي سيكون بعدها بأسابيع، تقدم أهلي وحصلنا على موافقة مبدئية مشروطة بنزولي وإكمال الرؤية.

عندما أذهب للحرم أرى الكثير من النساء في الحرم، وأرى أنني مشدود إلى النظر إلى جمال أوجههن والذي لم أره في التي تقدمت لها.. فأشعر أنني تسرعت، إلا أنني أطمئن نفسي أني لم أرها جيدا.. ولا أستطيع الحكم، ولظروف الشغل رفضت الإجازة الاضطرارية.. التي كنت أرجو أن أنزل لأراها فيها.

مر أكثر من شهرين الآن.. وما زال أهلي يحاولون طمأنة أهلها أننا ما زلنا نريدها، وأن نزولي سيكون قريبا قدر المستطاع، ومع ازدياد ضغط الشغل لن أستطيع النزول قريبا، ربما المزيد من الأشهر، وما زال أهلي يحاولون الضغط على أهلها حتى لا يلغوا الاتفاق.أنا أجد بها جميع الصفات التي أحلم بها.. غير أني لم أرها، وبصراحة الصور لم تجعلني مستريحا لحسم القرار..

علم الكثير من أهلها وجيرانها أني تقدمت لها.. وبعض الأصدقاء بدءوا يهنئوها على الخطوبة.. وأنا أشعر بالكثير من الحزن لظلمي لها لتعرضها لهذا الموقف، فماذا أفعل؟ أهل أعتذر وأنهي الاتفاق حتى نزولي؟ أم ماذا؟ علما بأني حاولت أن أجعلها فاتحة شرعية ويتم ممارسة الحقوق الشرعية من تعارف وأتكلم معها في التليفون إلا أن أهلها رفضوا.

الإجابـة

أقدر تماما قلقك وترددك في إتمام الخطبة، وأقدر تماما موقف أهل الفتاة منك ومن عدم حسمك، فأنت تعدهم بالنزول لإتمام الأمر ثم لا تستطيع بسبب ظروف عملك؛ مما تسبب في قلق الأهل من مدى جديتك وحرصك.

وأتعجب حقا من رغبتك الملحة في رؤية شكل الفتاة، فقد حاولت عن طريق الإنترنت، ثم عن طريق الصورة الشخصية، وأتوجه إليك بسؤال: هل سيتوقف قرارك على مجرد شكل الفتاة؟ وهل إن كانت الفتاة رائعة الجمال في الصور كنت ستتخذ خطوات عملية جادة نحو إتمام الأمر وتصرح لها بالموافقة؟

أعتقد أنك تحتاج إلى معرفة الكثير عن اختيار شريك الحياة، وعن النظرة الكلية للشخصية التي تتقدم إليها، فكرا ودينا وروحا وعاطفة وشكلا.

بني.. لقد تسرعت فعلا في الإقدام على مثل هذه الخطوة، وفي إلحاحك على أهل الفتاة بانتظارك، والذي أوحى إليهم أنك حسمت الأمر، ولكنك في الحقيقة لا زلت مترددا؛ لذلك أنصحك بأن تكون صريحا إلى أقصى درجة مع أهل الفتاة، وأن تشرح لهم الحقيقة بأنك معجب بما سمعته عنها، ولكن يبقى الجزء الأهم وهو الارتياح النفسي من الطرفين، والاقتناع القلبي والعقلي والشكلي، والذي لن يتحقق من خلال الرؤية الشرعية الأولية فقط، ولكن سيحتاج إلى عدة جلسات لتقرر هذا الأمر.

كن صريحا أيضا في أنك لا تملك أبدا متى تنزل لتتمم هذا الأمر، واعتذر لهم عما سببته من قلق وضيق لهم، وأنك تشعر أنك تظلمها بانتظار أمر ليس في يدك، واشرح لهم بالتفصيل ظروف عملك ولماذا تحدث مثل هذه المشكلات، ولذلك امنحهم حرية الاختيار واتخاذ القرار بين انتظارك حتى يتسنى لك النزول وبين إلغاء الاتفاق حتى لا تظلمهم.. فإن دبر لك القدر الارتباط بها فسيكون ولو بعد حين.

سيكون قبولهم أو رفضهم الانتظار بناء على حكمتك أنت في عرض مشكلتك، ومدى إحساسهم بصدقك، ولكن لابد من التأكيد على أنك لم تحسم الأمر بعد.. عكس ما أوحى به إلحاح أهلك.. واشرح لأهلك هذا الأمر تماما حتى لا يعودوا لطمأنة أهل الفتاة ووعدهم مرة أخرى.

أسأل الله أن يتم عليك نعمته ويرزقك الزوجة الصالحة التي تحلم بها.

يمكنك مطالعة المزيد:

⇐ أجابتها: دعاء راجح

أضف تعليق

error: