في الوقت الحالي أصبح الأطفال يستخدمون الإنترنت بطريقة لم يتم مشاهدتها من قبل، وأصبحوا يقضون معظم أوقاتهم على الأجهزة الإلكترونية، وهذا يُعد خطراً كبيراً لأن هناك العديد من التطبيقات والمواقع التي يجب ألا يصل إليه الطفل، ويخاف الكثير من الأهالي من مخاطر الإنترنت.
وهناك من يقوم بمنع الأطفال من استخدام الإنترنت وهذا يُعتبر فعل سلبي لأن هذا يؤخره عن أقرانه ويصبح الطفل غير مواكب لعصره، وهناك من يقوم بمراقبة الطفل وهذا الفعل يُعتبر شيء جيد.
ولكن الأهم من مراقبة الطفل هو توعية الطفل حول مخاطر الإنترنت لأن التكنولوجيا أصبحت متاحة في كل مكان ومن الصعب مراقبة الطفل في كل الأماكن.
مخاطر يتعرض لها الأطفال عند دخولهم للإنترنت
يقول “أيمن قدورة” الخبير في تكنولوجيا المعلومات: أشارت الإحصائيات إلى أن ثُلث مستخدمي الإنترنت حول العالم هم من الأطفال والمراهقين تحت عُمر ١٨ سنة، لذلك التحدث في هذا الموضوع هو شيء مهم جداً، ويتعرض الأطفال في العالم الرقمي إلى العديد من المخاطر منها:
- اختراق الخصوصية وسوء الاستخدام، الذي قد يؤدي إلى استغلال البيانات الشخصية بشكل سيء.
- إدمان الألعاب الإلكترونية والانترنت بشكل عام، وهذا له آثار سلبية على نفسية الطفل وقد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق عن الأطفال.
- التحريض على العنف بسبب انتشار محتوى هذا النوع بشكل كبير.
- التنمُر الإلكتروني الذي انتشر بشكل كبير جداً والذي قد يؤثر على نفسية الأطفال.
دور الأهل في حماية الأطفال من هذه المخاطر
هناك العديد من الحلول التي تساعد في حماية الأطفال من مخاطر عالم الإنترنت، ومنها حلول اجتماعية وحلول تقنية، وإذا تحدثنا عن مراقبة الطفل فهذا جزء من الحلول الاجتماعية، وتنقسم إلى عدة أقسام وهي:
- توعية الطفل: يجب أن يكون الطفل واعي لمخاطر الإنترنت ويكون له القدرة على تميز المحتوى السيء والمحتوى الجيد، ومعرفة الأشخاص المزيفين والأشخاص الحقيقين ويجب اتباع هذه الخطوات قبل البدء في مرحلة مراقبة الطفل.
- توعية الآباء والأهل: يجب أن يفهم الأهل التكنولوجيا ويتابعون التطور والحياة الرقمية التي يعيشها العصر الحالي، ويجب أن يعلموا أنه لا يمكن مشاركة الأطفال كلمات السر الخاصة بهم أو الأجهزة الخاصة بهم، ويجب أن يكون لديهم وهي كافي لكل الأمور السابقة لأن لتوصيل المعلومة إلى الطفل بشكل سليم يجب أن يكون الأهل لدى الأهل الوعي الكافي.
- دور المجتمع: يجب أن يكون للمجتمع والمدارس دور في نشر التوعية عند الأطفال.
ويُذكر أن المُراقبة تعتبر شيء جيد وأساسي في حالة استخدام الأطفال للإنترنت والأجهزة الإلكترونية.
العُمر المناسب لدخول الأطفال إلى العالم الرقمي
العالم الرقمي هو سلاح ذو حدين، ولا يستطيع الأهل منع الأطفال أو المراهقين من استخدام الإنترنت بشكل كامل، بل بالعكس هذا يُعتبر شيء سلبي لأن كذلك يتم منع الطفل من أن يواكب التكنولوجيا والعصر الذي يعيش فيه.
وبالتالي يتأخر عن باقي أقرانه، والحل هو تقنين استخدام الإنترنت عند الأطفال، ونظراً لأن الأطفال أصبحوا يستطيعون استخدام التكنولوجيا والدخول إلى البرامج في أول سنين عُمرهم فيجب أن يكون الطفل والأهل واعيين بما فيه الكفاية ويعمل الأهل على توعية الطفل قبل أن يبدأ في استخدام التكنولوجيا والإنترنت.
كيف يتحكُم الأهل في خصوصية الأجهزة الذكية الخاصة بالأطفال
الخصوصية تعود على المستخدم بشكل شخصي، فمثلاً بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي فيوحد بها سياسة خصوصية وإجراءات وتعليمات معينة مثل كيف يتم حماية خصوصية المستخدم، والتحكم في الأشخاص الذين يقرأون المنشورات الخاصة بالمستخدم.
بالإضافة إلى تحديد من يستطيع الاطلاع على المعلومات الشخصية مثل تاريخ الميلاد ورقم الهاتف، فكل هذا يكون في يد المستخدم نفسه.
لذلك يجب أن يكون كل شخص لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، واعي بما فيه الكفاية حتى يستطيع حماية خصوصيته وبالتالي شرح كيفية حماية الخصوصية لأطفاله، وهناك بعض الحلول التقنية للتحكم في أجهزة الأطفال وهي:
- من الممكن وضع أجهزة في المنزل وتتصل بالشبكة المنزلية ومن خلالها يُمكن حصر جميع الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت، وتحديد عُمر مُستخدم كل جهاز وتحديد المحتوى الذي يظهر له، وأيضاً تحديد أوقات استخدام الإنترنت، وهذه التقنية تُسمى “سيركل”.
وهي تقنية مفيدة جداً ومن الممكن أن يستفيد منها الأهل كثيراً.
- هناك الكثير من التطبيقات على الأجهزة الإلكترونية والذكية أفضلهما تطبيق “نيت ناني” وتطبيق “اوبن دي ان اس”، وهذه التطبيقات تُمكِن الأهل من التحكُم في محتوى وطريقة عرض المحتوى للأطفال، وأوقات استخدام الطفل للإنترنت، وتحديد التطبيقات التي يستخدمها الطفل.
- يوجد أجهزة لوحية خاصة بالأطفال، ويكون مسموح للطفل بتحميل تطبيقات معينة خاصة به وممنوع تحميل التطبيقات الأخرى.
موضوع التحكُم التقني هو استثنائي، لأن في العصر الحالي الوصول إلى الإنترنت أصبح سهل وموجود في كل مكان، فلا أحد يستطيع أن يقول إنه يحمي طفله ١٠٠٪ من مخاطر الإنترنت عن طريق استخدام هذه التقنيات، وهذا يدل أن التوعية هي أهم شيء في الموضوع بالإضافة إلى نصح الأطفال.
وهناك بعض الدول مثل السويد لديهم ثقافة مجتمعية وهي أن المدارس تقوم بمنع الأطفال من استخدام تطبيقات مُعينة وتسمح لهم باستخدام بعض التطبيقات فقط، ويتم المُحاسبة على هذه الأمور.
بالإضافة إلى التواصل مع الأهل وتوصيل المعلومات لهم حتى يراقبوا أطفالهم ويراقبوا استخدام الأطفال للتطبيقات المسموح بها فقط، ويجب العلم أنه ليس دائماً يُمكن التحكُم تقنياً في استخدام الأطفال للإنترنت ويتم حماية الطفل من خلال توعية كلاً من الأهل والمجتمع والطفل وهذا التعاون الكامل يؤدي في النهاية للوصول إلى الهدف.