ما هو اضطراب طيف التوحد؟
تعرف “د. سهام الحميمات” أخصائية التربية الخاصة والتوحد. اضطراب طيف التوحد هو عبارة عن اضطراب نمائي شامل يصيب الأطفال من عمر يوم إلى عمر ثلاث سنوات، ويؤثر على الجهاز العصبي ومجالات التفاعل الإجتماعي والبصري والحركات النمطية. واضطراب طيف التوحد يولد مع الطفل ويدخل في تكوينه من بداية فترة الحمل، ولكن أعراض المرض تبدأ في الظهور بعد الولادة، وتُعد الفترة من أشهر إلى ثلاث سنوات هي الفترة المناسبة لظهور الأعراض ووضوحها لأهل الطفل والمحيطين به.
ما هي أعراض مرض طيف التوحد على الطفل؟
توضح “د. الحميمات” المؤشرات والدلالات التحذيرية التي تظهر على الطفل، وتلعب الأم دورا مهما في ملاحظتها من أبرزها:
أن طفل التوحد يتأخر في اطلاق الصرخة الأولى بعد الولادة.
عدم وجود تواصل بصري بين الأم وبين الطفل منذ الشهور الأولى في عمر الطفل.
أيضا طفل التوحد لا يستجيب لحركات الأم لإضحاكه ومداعبته وحتى إن استجاب تأتي استجابته متأخرة مقارنة بأقرانه من نفس الفئة العمرية.
طفل التوحد حين يكبر قليلا لا يستجيب عند نداءه باسمه، فيظنه الأهل أصم أو ضعيف السمع فيعرضونه على أخصائي سمع، ويثبت معافاته من الصمم وعدم وجود مشكلات سمعية، هنا وجب عرضه على أخصائيين اضطراب طيف التوحد.
الطفل الطبيعي دائما يتطلع إلى الضوء ومصدره، ويراقب حركات الأشخاص والأشياء في محيطه، أما طفل التوحد لا يهتم بهذا وتختلف استجابته للمثيرات الحسية والسمعية والبصرية من حوله عن غيره من الأطفال الطبيعيين.
عند ظهور اللغة عند الطفل يُلاحظ أن طفل التوحد لغته عبارة عن إعادة لكلام الشخص الذي يُحدثه، كما أنه يعطي كلام غير وظيفي بمعنى التلفظ بالكلام كلمة كلمة ولا يستطيع ربط الكلمات لإعطاء جملة مفيدة أو تعبير مفهوم.
ما هو التدخل المبكر في اضطراب طيف التوحد ؟
قالت “د. الحميمات” هو أي إجراء طبي أو تربوي أو نفسي أو إجتماعي أو سلوكي يتم اتخاذه مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة من عمر يوم إلى ست سنوات، ويقوم بهذا التدخل الأخصائيين أو التربويين وكذلك الأهل وهم أصحاب الدور الأبرز وعمود التدخل المبكر في اضطراب طيف التوحد نظرا لمرافقتهم للطفل ما يزيد عن 90% من يومه.
وفي سبيل تحقيق هذا يقوم المختصون بتدريب الأب والأم على كيفية التعامل مع طفلهم، وعلى برامج تعديل السلوك، وعلى كيفية تعليم ابنهم الاحتياجات اليومية المعتادة كدخول الحمام، واللغة الإستقبالية والتعبيرية، وطريقة استخدام الكلمات من بسيطة إلى معقدة وربطها لتكوين جملة مفيدة لتوصيل معلومة ما أو تبليغ شعور، يتم تدريبهم أيضا على تهيئة الطفل لدخول الروضة كطريقة الجلوس على الكرسي وتقليد مهارات المحيطين به.
كل هذه التدريبات للأم والأب وتطبيقها على الطفل، بجانب التدخل المبكر فور ظهور أعراض طيف التوحد هدفها تهيئة الطفل وإعداده لمرحلة دخول المدرسة حتى لا يتأخر دراسيا عن أقرانه، وأيضا ليستطيع التواصل مع زملاؤه والمعلمين اجتماعيا ودراسيا دون مشكلات.
كيف يتحرك الأهل وأين عند ظهور أعراض اضطراب طيف التوحد ؟
يجب على الأم خاصة والأسرة عامة مع بداية ملاحظة الأعراض والمؤشرات والدلالات التحذيرية المذكورة التحرك فورا وعدم التواني في عرضه على الأخصائيين، فالتأخر في تشخيص التوحد وبلوغ سن أكبر يزيد من فترة العلاج ويعطي نتائج أقل.
يقوم الأهل بإجراء بعض الفحوصات الأولية لطفلهم كفحص السمع وتخطيط الدماغ وصورة رنين مغناطيسي وهذه موجودة بالمستشفيات والعيادات الطبية، وهذه الفحوصات والتحاليل المخبرية للتأكد من عدم وجود أي مرض عضوي أو إعاقة أو تأخر نمائي عند الطفل يؤثر على تواصله إجتماعيا، وفي حال ثبت صحة الطفل عضويا بهذه التحاليل المخبرية أصبح الإحتمال الواجب فحصه هو الإصابة بالتوحد.
ويقوم بفحوصات التوحد الإخصائيين السلوكيين والتربويين، حيث يتم الفحص من خلال اختبارات نفسية وسلوكية ومقاييس على هيئة أشكال مرسومة وليس بها أي تحاليل مخبرية، إنما هي تشخيص سلوكي من خلال ملاحظة مجموعة من الصفات – صفتين أو أكثر، لأن اتصاف الطفل بصفة واحدة فقط من هذه المجموعة لا يؤكد إصابته بالتوحد – التي تتجمع بالطفل الواحد.
هذا الفحص السلوكي يشير إلى درجة الإصابة بالتوحد، فالتوحد له ثلاث مراحل من حيث شدة الإصابة وهي البسيطة والمتوسطة والشديدة، وتحديد درجة الإصابة بالمرض ركيزة أساسية لتحديد نوع البرنامج الذي سيتم الاعتماد عليه خلال مراحل العلاج سواء بالمنزل أو بالروضة.
ما هي برامج علاج اضطرابات طيف التوحد؟
برنامج البورتاج وهو برنامج أولي، ومتوافر وتعتمد عليه الكثير من المراكز المتخصصة.
برامج منزلية تدرب الأب والأم لتعليم ابنهم المهارات والسلوكيات الأساسية.
برنامج تحديد السلوك التطبيقي (ABA) وهو قائم على تقليد الأنماط السلوكية والحركية، ليتعلم الطفل من خلال تقليده لها.
العديد من البرامج الأكثر تخصصية واحترافية والتي يستخدمها الأخصائيين في علاج طيف التوحد.