ما بين الحقائِق والخُرافات يدور الحديث حول الأطعمة التي تجلب السعادة، هل فعلا هُناك شيء كهذا؟ وإن كان، فما هي تلك الأغذية، كيف نحصل عليها. الكثير من الأسئلة التي تدور في خُلدِك نحاول أن نجد لك هنا عنها أجوبة، فتابعنا.
مأكولات تجلب السعادة!
تجيب د. سمية الخب، أخصائية التغذية العلاجية، بأن هناك بعض الأطعمة التي تجلب السعادة مثل المأكولات التي تحتوي على مادة تريبتوفان وهي أحماض أمينية متوفرة بالبروتينات التي نتناولها يوميًا مثل التركي والدجاج والتوفو والكينوا والشوف.
مادة التربتوفان يتم تحويلها داخل الجسم إلى سيراتونين وهو ناقل عصبي مسئول عن الشعور بالسعادة لدى الإنسان، كلما زاد معدل السيراتونين في الجسم والدماغ كلما كان الشخص أكثر سعادة.
مثلا نجد أن السّكريات البسيطة مثل الكنافة يتم امتصاصها سريعاً وتتسبب في رفع السكر بالدم بشكل سريع مما يمنح الشعور بالسعادة لكن المشكلة تكمن في ان هذا الارتفاع المفاجئ يصاحبه هبوط مفاجئ في مستوى السكر وبالتالي ينقلب المزاج مرة أخرى.
لذا للحفاظ على مزاج معتدل يجب أن يكون مستوى السّكر في الدم منضبط ومتوازن وخصوصاً لأن الجلوكوز هو المغذّي الرئيسي للدماغ، مع الأخذ في الاعتبار أن الشعور بالسعادة يحدث نتيجة تفاعلات كيميائية تحدث بالدماغ، تلك التفاعلات الكيميائية تعتمد على نوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان.
العلاقة بين الجهاز العصبي والجهاز الهضمي
بالطبع، فإن كل العمليات التي تتم بالجسم ترتبط بنوعية الغذاء التي نتناولها، كذلك كل المشاعر التي تنتابنا هي نتيجة تفاعلات بيوكيميائية تحدث بالدماغ.
مثلاً لتحويل التربتوفان إلى سيراتونين فأنت تحتاج إلى فيتامين ب١٢ الموجود باللحوم الحمراء والأسماك وصفار البيض. وكذلك نجد أن نقص فيتامين ب٦ يمنع تحويل التربتوفان إلى سيراتونين. أيضاً الاوميجا ٣ من العوامل الهامة جداً.
امتصاص الجسم لكل هذه المغذيات يحدث في الجهاز الهضمي، وبالتالي فإن كان الشخص يعاني من مشاكل في الامتصاص أو مشاكل في تحويل هذه الفيتامينات إلى شكلها البسيط لتصل إلى خلايا الجسم فإنه لن يستفيد منها في تحويل التربتوفان إلى سيراتونين.
ولا يمكننا أن نقول أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم هم أكثر سعادة من النباتيين، ولكن من يتناولون الأسماك هم أكثر سعادة لأن الأسماك تحتوي بكثرة على أوميجا ٣ الذي كلما ارتفع في الدم كلما زادت السعادة.
الأوميجا ٣
يمكن تناوله كمكمل غذائي بدون أي أضرار جانبية ولكن من الأفضل أن نحصل عليه من المصادر الطبيعية مثل السلمون والسردين وزيت بذور الكتان.
فإن أوميجا ٣ مسئول عن بناء مستقبلات السيراتونين، فإن كان غذائك غني بالتربتوفان الذي تحول بدوره إلى سيراتونين ولا يوجد لديك أوميجا ٣، فلن يجد السيراتونين مستقبلات ليظهر تأثيره.
الورقيات وهرمون السعادة
تحتوي الورقيات على حمض الفوليك الذي يعتبر مغذّي للدماغ ويدخل في العملية الكيميائية لإنتاج السيراتونين وكذلك الماغنسيوم الموجود في الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والكيل والملفوف والملوخية والبقدونس والكزبرة.
الشوكولاتة
تُردِف “سمية”، بشكل عام مثلا نجد أن الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على كاكاو بنسبة ٨٠٪ أو أكثر تعطينا مضادات أكسدة وفلافونويد بشكل أكبر وهذه الأشياء تعمل على تقليل ضغط الدم وتوسيع الأوعية الدموية وتزيد من ضخ الدم للخلايا فيصل لها أوكسجين بشكل أكبر مما يؤثر على الحالة المزاجية بالإيجاب ويحفز الطاقة خلال اليوم.
ولكن نجد ان النساء على وجه التحديد أكثر عرضة للاكتئاب ونسبة السعادة لديهن أقل لأن نسبة السيراتونين أقل وخصوصاً في الشتاء لإن إنتاج السيراتونين يتأثر جدا بنسبة الضوء ولهذا السبب يكتئب سكان الدول التي تقل فيها ساعات النهار.
وعن القهوة، فهي تعطي شعور بالطاقة كنوع من المنبهات وتساعد الإنسان على إنجاز مهامه مما يسبب الشعور بالإطراء والإنجاز.
جدير بالذكر أن منتجات الألبان تحتوي على الكروميوم وفيتامين ب٦ وجميعها مكونات هامة لعملية تحويل التربتوفان إلى سيراتونين.
وتتلخص الأطعمة التي تجلب السعادة في الخضروات الداكنة والمكسرات والمأكولات البحرية والخبز كامل النخالة والبيض والبذور واللحوم الحمراء والفطر والكينوا والشوفان والشوكولاتة الداكنة والمشمش المجفف ومنتجات الألبان والأناناس والأفوكادو والموز.