كثيراً ما نُقابل الأشخاص السلبيين والمتشائمين في حياتنا اليومية، فنحن لا نتحكم في طباع وصفات من حولنا، ولكن قد يؤثر هؤلاء الأشخاص علينا بشتائمهم وسلبياتهم، من الناحية الصحية والعقلية، مما قد يدفعنا إلى الانجراف نحو سوكهم المتشائم السلبي.
لذا كيف يُمكننا التعامل مع هؤلاء الأشخاص السلبيين، وكيف نحافظ على الإيجابية في الحياة، سنتعرف على كل ذلك في هذا المقال فتابعونا.
من هم الأشخاص السلبيين؟
تقول “الدكتورة نور نعمات” خبيرة في التنمية البشرية ومهارات الحياة: أن الأشخاص السلبيين هم أشخاص ساميين في حياة الناس، لأنهم يستنزفون طاقة البشر.
ويُمكن لهؤلاء الأشخاص أن يكونوا موجودين في أقرب فئة في حياتنا؛ في العائلة، وبين الأصدقاء، وكذلك زملاء العمل، بل في العلاقات الزوجية، فأحياناً يكون أحد الزوجين من الأشخاص السلبيين.
فالأشخاص السلبيين هم الذين نشعر معهم بالتعاسة. فلا يقتصر تأثيرهم علينا نفسياً فقط، بل ويؤثرون علينا جسدياً، فجزء من هؤلاء الأشخاص يكون وجودهم مؤذياً في حياتنا.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأشخاص السلبيين يصل تأثيرهم الصحي على إتلاف خلايا في الدماغ؛ مسؤولة عن الذاكرة والعاطفة، لذلك تأثيرهم على الناس نفسي وجسدي. كما أن الأشخاص السلبيين يرمون دائماً باللوم على الآخرين.
صفات الأشخاص السلبيين وتأثيرهم في حياتنا
لا نستطيع الابتعاد عن الأشخاص السلبيين لأنهم مفروضين في حياتنا، مثل بعض الأهل أو أحد الزوجين، أما الأصدقاء السلبيين يُمكن الابتعاد عنهم.
ولكن يجب علينا أن نحمي أنفسنا من سلبيتهم، لأنهم دائماً يجدون المشاكل، ولا يحلونها، فدائرتهم المشاكل، لذلك يجب ألا ندخل في جدال معهم كي لا ننجرف لدائرتهم. ومن صفات الأشخاص السلبيين أيضاً ما يلي:
- كثيرين اللوم.
- كثيرين التشاؤم.
- كثيرين إسقاط فشلهم على الآخرين.
- يُشعرون الآخرين بالحزن والألم.
لذلك يجب ألا ندخل في دائرة هؤلاء، وعدم الدخول في نقاش معهم، كما يجب أن نحمي أنفسنا منهم من خلال وضع حاجز بيننا وبينهم، وكذلك محاولة الابتعاد عن مواضيعهم التشاؤمية.
بل وعلينا أن نسحبهم إلى مواضيع إيجابية، لأن الشخص السلبي التشاؤمي يعدي مثل المرض، حيث يُمكنه أن يؤثر على الآخرين ويدفعهم إلى التشاؤم مثله.
كيف نعرف الشخص السلبي؟
تابعت “د. نعمات” جميعنا نشعر بالآلام في حياتنا، ولكن الشخص الذي يعيش بمعاناة دائماً فهو شخص سلبي، فمن أبرز صفاته الاستمرارية في التشاؤم، وعدم إيجاد حل للمشكلة.
فربما يكون الإنسان سلبي في بعض الأحيان، والبعض الآخر يكون إيجابي، وعلينا أن نساعد الآخرين، فإذا جاءنا شخص سلبي يشتكي لا نتركه ونبتعد عنه.
ولكن علينا أن نقف بجانبه ونخلصه من هذه السلبية، كما إذا واجهنا الشخص السلبي بسلبيته قد يُنفيها ولا يعترف بها. لأن الشخص السلبي لا يعرف أن سلبي، فالسلبية لديه هي نمط حياة، أي حياته تسير بهذه الطريقة.
لذلك علينا أن نساعد الشخص السلبي لكي يخرج من دائرة السلبية والتشاؤم، ويتحول لشخص طبيعي.
واقرأ هنا: هل التفاؤل والتشاؤم معديان
كيف نُساعد الأشخاص السلبيين؟
إذا وصل الأمر إلى الطبيب النفسي أصبح الشخص السلبي مريض نفسي، والسلبية لديه ليست مجرد حياة يعيشها بل مرض يجب علاجه وإيقافه.
ولكن يصل الشخص السلبي للمرض النفسي إذا تحول الأمر لديه إلى الاكتئاب، ولكن الشخص التشاؤمي ليس مريض نفسي في غالب الأمر.
كما أن هذا الشخص بحاجة إلى الأصدقاء والناس المُحيطين به، حتى يُساعدوه على التخلص من هذه الحالة، وتخطي المرحلة السلبية والتشاؤمية في حياته.
فجميعنا نخاف من المستقبل، ولكن الشخص التشاؤمي كثير الملامة كما ذكرنا، وكثرة العتاب والحزن، والشكوى، أي حياته جميعها شكوى.
فالإنسان كثير الشكوى هو إنسان سلبي، فنحن نشتكي بعض مشاكلنا إلى أصدقائنا أو المقربين إلينا، ولكن كثرة الشكوى وعدم إيجاد حلول للمشاكل تُعد سلبية، وتُعيق التقدم إلى الأمام.