لم تعد محاولات التنبؤ بمستقبل البورصة الخليجية أكثر من مجرد تنجيم! ولم تصبح الدراسات المالية المعقدة تجدي نفعا مع هذه الأسواق التي لم تعرف في تاريخها القصير سوى ارتفاعات غير جديرة بالذكر أو انخفاضات أرسلت مستثمريها إلى العيادات النفسية وأحيانا إلى العنايات المركزة!.
وما إن ظهر بصيص من الأمل بشأن ثقافة بعض المستثمرين الخليجيين، حتى جاءت الأزمة الاقتصادية العالمية بما جاءت به لتعود المؤشرات الحمراء مرة أخرى!
ولكن الحال بقي في هبوط كما هو عليه، على الرغم من تعافي الأسواق العالمية بما فيها الأمريكية، ومع استمرار الأسواق الأوروبية التي تعتبر الأكثر ارتباطا بالاقتصاد الأمريكي، وعلى الرغم من ظهور دراسات تؤكد أن دول الخليج هي آخر من قد يتأثر بالأزمة العالمية إلا أن طليعة اليوم الآخر ظهرت آثار الأزمة على الخليج، والتي أدت إلى إغلاق السوق الكويتية لعدة أيام! وبعد فترة مؤلمة لأسواق الخليج حاولت فيها القيام من عثرتها، جاءت أزمة اليونان الاقتصادية لتهدد الجميع ثانية!
اهتزت ثقة المستثمر الخليجي بالبورصة بعد التقلبات المستمرة التي شهدتها على مدى السنوات القليلة الماضية، فأي عامل داخلي أو دولي، اقتصادي أو سياسي، من قريب أو من بعيد يمكن أن يعرض تداول الأسهم لتذبذبات يصعب التعافي منها!
تحوم الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل البورصة الخليجية وما ينتظرها خصوصا حول وضع السوق الإماراتية أيضا التي تشوبها حالة من الركود منذ الأزمة العالمية.. فبعد أن عزمت إحدى الشركات هذا العام على القيام بعملية طرح أولي لإدراج أسهمها في «ناسداك دبي»، وهي أول عملية طرح أولي في الإمارات منذ عامين، لم تنجح عملية الاكتتاب وتم إلغاؤها لقلة التداول وضعف السيولة في السوق الإماراتية!
استمرار هذا الركود قد لا تكون له نتائج محمودة على الإطلاق وقد تكون بمثابة سقوط أول حجر من أحجار الدومنة إن لم تؤخذ خطوات فعالة في هذا الإطار.
بقلم: دينا الصاعدي