مقدمة: تنطلق اليوم فعاليات الأسبوع العالمي لمكافحة مرض المياه الزرقاء أو ما يعرف (بالجلوكوما) المسبب الثاني للعمى في العالم – World Glaucoma Week -. يحدث مرض الجلوكوما نتيجة إرتفاع ضغط العين الذي يسبب تلفاً بالعصب البصري، ويؤدي إلى مشاكل في البصر، وتتوقع الإحصائيات الرسمية إرتفاع عدد المصابين بالمرض إلى ٧٦ مليون شخص بحلول العام ٢٠٢٠.
ما سبب إرتفاع ضغط العين وماذا يعني إرتفاع ضغط العين ؟
يشرح “د. أسامة بادي” إستشاري أمراض العيون، هناك أسباب كثيرة لإرتفاع ضغط العين، لكن حتى الآن لا يعرف السبب الأساسي لإرتفاع ضغط العين، يتكون سائل داخل العين، وتكون هناك أنانبيب تصريف له، ولكن هذه الأنابيب يصبح بها إنسداد مع تقدم السن، بعض الأمراض الأخرى، قد تسبب هذا الإنسداد، وبالتالي يبدأ إنحصار وتجمع الماء داخل العين، ويضغط على المكونات الداخلية للعين مثل الشبكية، والعصب البصري، يؤدي ذلك إلى ضمور الشبكية والعصب البصري، ثم فقدان النظر الدائم، بعكس المياه البيضاء التي تكون عتمة في عدسة العين، بمجرد ما تزال وعمل زراعة عدسة داخل العين، يرجع النظر ٦ على ٦. أما النظر الذي يفقد من المياه الزرقاء لا يمكن إرجاعه.
تشير الإحصائيات إلى أنه في عام ٢٠٢٠ سيصل عدد المصابين حول العالم ٧٦ مليون مصاب، إلى ماذا يعود هذا الإرتفاع ؟
يقول “د. بادي” يمكن أن يكون هذا الرقم أكثر من ذلك، فيمكن وجود المرض ولكن كثيراً من الناس لا تعلم به، أكثر من ٥٠ إلى ٩٠٪ من الأشخاص المصابين بهذا المرض لا يعرفون عنه أي شيء، ويصابون بالعمى بدون ما يشعرون، لم يكتشف المرض عندهم إلا متأخراً، نتيجة أن هذا المرض ليس له أعراض في البداية، فأعراضه تأتي متأخراً عندما تتلف الشبكية ويتلف العصب البصري، ويكون المريض قد فقد نظره.
هل يرتبط مرض السكري بمرض الجلوكوما (المياه الزرقاء)، وإلى أي مدى يلعب عامل الوراثة دوراً في الإصابة بمرض الجلوكوما ؟
يوضح “د. بادي” كثيراً من الدراسات الحديثة وجدت أن بعض الجينات تساعد في الإصابة بهذا المرض، وتكون موجودة في الأشخاص المصابين بالماء الأزرق وعواينهم، لذلك الفحص المبكر للأشخاص الذين من أعين بها المياه الزرقاء، قد يؤدي إلى إكتشاف المرض مبكراً. لذلك الأشخاص الذين يكون أحد عائلتهم مصاباً بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)، ننصحهم بالمراجعة والكشف المبكر، حتى يكتشف المرض مبكراً.
حوالي ٢٥٪ من الأشخاص المصابون بمرض السكري يصابوا بالماء الأزرق، لذلك ننصح هؤلاء الأشخاص بالكشف الدائم سنوياً أو كل ٦ أشهر، لأن السكري يؤثر على شبكية العين، وهؤلاء الأشخاص قابلين للإصابة بالماء الأزرق.
ألا يوجد طرق حديثة لإزالة المياه الزرقاء في ظل تقدم الطب ؟
يقول “د. بادي” في لقائه بقناة العربية: كل الطرق الموجودة هي للسيطرة على المرض، وعلى تقدمه وإصابة المريض بالعمى، كثيراً من الأحيان لا تكتشف هذه الحالات مبكراً. يوجد ٩٠٪ من الحالات إذا أكتشف المرض مبكراً وعولج أيضاً مبكراً، يمنع الإصابة بالعمى. لا يوجد علاج للمرض ولكن السيطرة فقط على تدهور الحالة، فهناك أدوية للسيطرة على المرض وتمنع الإصابة بالعمى وهذه الأدوية تكون قطرات، أو العلاج بالليزر، وإذا لم يجدي الليزر نفعاً نستخدم العمليات الجراحية، كل هذه العلاجات تمنع الإصابة بالعمى. مثل هذا المرض كباقي الأمراض المزمنة مثل السكري، يأخذ المريض العلاجات لبقية حياته بإستمرار.
تقلل هذه العلاجات من الإصابة بالعمى بحوالي ٩٠٪، يمكن أن تحد من الإصابة بالعمى في حالات المياه الزرقاء السنوية التي يكون سببها إلتهابات داخل العين، أو نتيجة عمليات جراحية تمت في العين، في هذه الحالة يوجد علاج يوقف المرض تماماً. لكن معظم الحالات الموجودة لا يعرف سببها في الوقت الحاضر، ولكن الدراسات جارية لإكتشاف الجينات التي تكون سبباً في حدوثها، حتى يتمكنوا في المستقبل من علاج هذه الجينات وتغييرها حتى يمنع الإصابة بالمرض.