تأثّر الصحة النفسية في زمن الأزمات
يقول الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور “محمد الخواجة”: أن الأزمات التي تمر بها البلاد العربية من الثورات، والاحتجاجات، وما إلى ذلك تجعل الاشخاص يعيشون أنواع مختلفة من المشاعر، أبرزها الخوف والهلع؛ وذلك نتيجة لتعرض هؤلاء الأشخاص لمجموعة من الأحداث تجعل هناك ترقب وخوف من المجهول، ومن القادم، حيث يشوب مستقبلهم نوعاً من الغموض، فيؤثر ذلك على استقرارهم النفسي، وعلى قدرتهم على اتخاذ القرارات الحياتية، كما ويفقدهم ذلك القدرة على التعامل مع الامور المختلفة بشكل صحيح.
وقد يتخذ الأشخاص تبعاً لذلك قرارات خاطئة، ومتسرعة، وكل ذلك عكس مشاعر الامل والتفاؤل، التي قد يشعر بها الأشخاص نتيجة لاستقرار البلاد، والذي ينعكس أيضاً بشكل واضح على رؤية هؤلاء الأشخاص للمستقبل، وبالتالي ينعكس على اختياراتهم الحياتية بشكل واضح.
ومن الجدير بالذكر أن الأزمات السياسية التي نتحدث عنها في أحيان كثيرة يكون تأثيرها السلبي بالغ على صحتنا النفسية، وذلك عندما يكون هناك أعداد كبيرة من القتلى والجرحى الذين يلقون حتفهم بشكل يومي، ومن هنا يجب أن نترك جلدنا لذاتنا، ونشارك هؤلاء الأشخاص في المطالبة بحقوق بلادنا، بدلاً من اقتصار دورنا على مشاهدة هذه الاخبار، وبالتالي نتأثر نفسياً، ونعاني، دون أن يكون لنا دوراً واضحاً فيما يحدث، ومن الجدير بالذكر أن ما يجعل هذه الدماء التي تسيل غير مهدرة، أنها تسيل لمعنى، ولهدف واضح، ومن أجل واقع أفضل، ومستقبل مشرق.
ويؤكد الدكتور “الخواجة” على أنه مع انخراط اطفالنا في مشاهدة هذه الاخبار، ورؤية الواقع والحوادث التي تحدث بشكل أكبر، نتيجة وجود مواقع التواصل الاجتماعي، فتعتبر صحتهم النفسية مسؤولية الكبار بلا شك؛ فإذا كان الكبار من حولهم يعيشون دوماً في خوف وهلع، ويظهر ذلك واضحاً في الكلمات السلبية التي يتحدث بها الكبار، فذلك سيؤثر بدون شك على صحتهم النفسية، وعلى استقراراهم النفسي، والعكس صحيح تماماً.
وبشكل عام يجب أن يحاول كلاً منا أن يخفف من حجم هذه الضغوطات النفسية التي نمر بها، حتى لا يتفاقم الأمر، ويسبب ظهور مشاكل نفسية حقيقية، حتى وإن كان ذلك بأبسط الطرق، وذلك بممارسة رياضة المشي يومياً لمدة ٢٠ دقيقة فقط، فيقلل ذلك من التوتر، والقلق النفسي التي نشعر به.