تعتاد الكثير من الأمهات على اعطاء أطفالهِنّ بعض الأدوية عندما يمرضون، مثل الأدوية المسكنة، أو خافضات الحرارة، فضلاً عن مضادات الالتهاب، المضادات الحيويّة، وغيرها.. كُلّ هذا بدون استشارة الطبيب. مُتمدات على خِبرتهِنّ الشخصيّة في طريقة التّعامل مع الجرعات والمعلومات عن هذه الأدوية أو غيرها من الخبرات التي انتقلت إليهنّ من غيرهنّ عبر بعضهنّ البعض..
لكن، هل حدّثن أنفسهنّ أن هذا الإجراء قد يُشكّل خطرًا على أطفالهنّ! كون الطفل استخم دواءًا دون وصفة طبية ودون استشارة الطبيب وتوصيةً صريحة منه!.
في هذا المقال سنُسلّط الضّوء بشكل كبير على هذا الأمر عن كثب، فتابعونا للأهميّة.
الأدوية الممنوع إعطائها للأطفال
تقول الدكتورة روان عبد السلام، وهي دكتورة صيدلانية، أن هناك بعض الأدوية التي لا يجب اعطائها للأطفال مثل الأسبرين، حيث لا يمكن اعطائه للأطفال أقل من ١٢ سنة، لأنّه يمكن أن يسبب متلازمة خطيرة في المخ والكبد وقد تسبب الوفاة.
ويجب استشارة الطبيب في جميع أدوية الأطفال، لأن هناك بعض المضادات الحيوية التي قد تسبب مشاكل في المفاصل والعظام، فيجب استشارة الطبيب أولاً قبل اعطائها لأن مناعة الأطفال تكون ضعيفة، وأجسامهم حساسة وتتأثر بالمضادات الحيوية، ويجب معرفة نوع الالتهاب إذا كان بكتيري أو فيروسي، يتم اعطاء الدواء المناسب بالجرعة المناسبة.
الجرعة المسموح إعطائها للطفل من الأدوية
يتم حساب الجرعات من قبل الصيدلاني أو الطبيب بناءً على وزن الطفل بالكيلوجرام وعمره، ونوع المضاد الحيوي على حسب نوع الالتهاب، فمثلا هناك جرعة معينة من المضاد الحيوي تعطى مرتين يومياً، ويجب التزام الأم بهذه الجرعات، حتى لا تحدث أضرار.
ويجب تحديد مدة الجرعة والالتزام بها، ولا يصح أن وقف استخدام الجرعة من تلقاء نفسها لمجرد تحسن الطفل لعدم حدوث أضرار، عندما ينحل المضاد الحيوي يجب وضعه في الثلاجة، وصلاحيته تكون لمدة عشرة أيام ولا يصلح بعدها، ويجب الانتباه حتى لا تحدث أي مضاعفات.
عند اعطاء نصف الجرعة أو أزيد من الجرعة المطلوبة للطفل، يتم تقوية البكتيريا لديه، وتصبح أكثر شدة، وبالتالي تزادا فترة المرض لديه والأعراض، وتصبح لديه مقاومة للمضاد الحيوي، ومن المعايير الصحيحة أن تُعطى مع الدواء سرنجة، وللأطفال الأكبر عمراً هناك الأكواب المدرجة والملاعق المدرجة.
ويجب توعية الأمهات بضرورة استخدام هذه الأشياء لأن عند استخدام ملاعق الطعام يمكن أن تعطى جرعة أكبر أو أقل، فيجب تأكد الأم عند اعطاء الدواء لطفلها من اعطائه الجرعة الصحيحة، ويكون الدواء مُخرن بطريقة صحيحة، وأن يحفظ في الثلاجة.
وهناك أدوية أخري تحفظ في درجة حرارة عادية، أو بعيداً عن الرطوبة والضوء وأشعة الشمس، وكافة المعلومات اللازمة يجب أن تُأخذ من الصيدلاني، هل يصِح خلط الدواء مع أشياء أخرى؟ هل له تفاعلات دوائية؟ وكيفية التخزين، وكيفية اعطائه للطفل بطريقة صحيحة، يمكن قراءة النشرة الطبية، لأن الصيدلاني يمكن أن ينسى اعطاء الأم معلومة معينة، فيجب على الأم أخد احتياطاتها.
طرق اعطاء الأدوية بطريقة جيدة حتى لا يرفضها الطفل
هناك الكثير من الأطفال يلفظون الدواء لمرارته، أو يخافون من تجربته أو تذوقه، والطفل ليس لديه وعي بضرورة الدواء لتحسنه، وطريقة تعامل الأم مع الطفل هي التي تحدد قبوله للدواء.
هناك طريقة يستخدمها الطبيب قبل اعطاء التطعيم للطفل، وهي طريقة جيدة، حيث جعلت الطفل ينسى أمر التطعيم، وقد أعطاه الطبيب الإبرة دون أن يشعر، ويجب أن يكون لدى الأم الوعي اللازم، والصبر في التعامل معه، ولا يجب اعطاء الطفل الدواء بالإجبار، لمنع حدوث التقيؤ.
أكثر شخص قريب من الطفل هو أمه، فيجب أن تعطي الأم للطفل الثقة والأمان، وتشجعه على أخذ الدواء، أو اللجوء للصيدلاني وسؤاله عن بديل للدواء نفسه بنكهة لذيذة، فهذا يخفف من المشكلة، ويمكن للطفل تقبل الدواء، ولكن يجب رفع هذه الأدوية عن متناول الأطفال حتى لا تحدث مشكلة أخرى، أو تسمم الدواء، ويجب اللجوء للطبيب عند امتلاك أكثر من جرعة للدواء، والطفل لديه مشكلة في تناول الدواء، فيعطيها الطبيب مضاد حيوي جرعته أقل يتم تناوله مرتين في الأسبوع، أو خلط الدواء مع الشوكولاتة أو الحلويات.
ويجب ضرورة استشارة الطبيب في موضوع خلط الأدوية، لأن هناك مشكلة تفاعلات دوائية، ويمكن حدوث أعراض جانبية نتيجة تلك التفاعلات، فمثلا المضاد الحيوي التيتراسايكلن لا يجب خلطه مع الحليب أو أي منتج يحتوي على الكالسيوم أو منتجات الألبان لأنه يؤثر على فاعلية وامتصاص الدواء، ويجب أيضاً استخدام السرنج، وتكون بين الخَد واللّثة، وهذه الطريقة تمنع مشكلة القيء عند الطفل، لأن عند وصول الدواء للسان والمراكز الحسية، يشعر الطفل بطعم الدواء ويتقيّأ.
ولا يجب اعطاء الدواء دفعة واحدة ولكن على مراحل، ويمكن اعطاء الحليب أو الماء بعد الدواء لضمان نزول الدواء للمعدة، عندما يستصعب على الأم اعطاء الدواء للطفل يمكنها تقييده واغلاق أنفه حتي يفتح فمه ومن ثم تتمكن من إعطائه الدواء، أو مسك الخدين ولكن برفق.
عندما يعاني الطفل من حساسية معينة، لا يمكن اعطائه دواء لديه حساسية منه، لأنه يسبب حدوث أعراض خطيرة، وتورم في الفم واللسان، وقد يسبب طفح جلدي، واحمرار وارتفاع حُمى، أو فقدان الوعي، في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني والبحث عن بديل لنفس الدواء ليس لديه منه أي حساسية، وفي حال استخدام دواء بدون معرِفة إذا كان لديه حساسية أم لا وحدث تحسُّس، يجب مراجعة الطبيب فوراً.
بدائل الأدوية للأطفال في حالة الأمراض الخفيفة
هناك بعض الأشخاص لا يفضلون اعطاء الأدوية للأطفال واستبدالها بالأعشاب، ولكن في حالة ارتفاع الحرارة يجب اعطاء الطفل دواء خافض للحرارة، ويجب البعد عن الأسبرين.
وفي حالة الرشح، يمكن اعطاء الطفل يانسون أو عسل أو مضادات الاحتقان كبديل للمضادات الحيوية وهي تعمل على تقوية المناعة، ولكن لو استمرت الأعراض لأكثر من يومين، يجب مراجعة الطبيب لأن أحياناً تكون هناك بعض الحالات الخطيرة، إذا كان مسبب الالتهاب فيروس، نترك للجسم مقاومة المرض بنفسه، لأن المضاد الحيوي يعمل فقط على البكتيريا، ويمكن استخدام بخاخات الأنف التي تزيل الانسداد وتكون عبارة عن ماء وملح، أو مضادات الاحتقان للرشح، أما الالتهاب البكتيري يكون بحاجة لمضاد حيوي.
نصائح للأمهات للتعامل مع أطفالهنّ
لا يجب على الأم استخدام تجارب غيرها مع الدواء، لأن أجسام الأطفال حساسة، واللجوء للتشخيص الصحيح من الطبيب، لأنه عند استخدام المضادات الحيوية الخاطئة تحدث مضاعفات، وتضعف مناعة الطفل، ويصبح أكثر عرضة للأمراض، وأكثر عرضة للالتهابات الفطرية.
وختاماً، هناك الكثير من الدراسات التي أوضحت أنه عند اعطاء الطفل جرعة مضاد حيوي غير مناسبة، أو الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، يجعل الأطفال أكثر عرضة لمرض السمنة والبدانة، فيكون وزنهم زائد عن الوزن الطبيعي.
ومشكلة مقاومة المضادات الحيوية هي مشكلة خطيرة، ويمكن أن تصل لمرحة عدم تجاوب الطفل مع أي نوع من أنواع المضادات الحيوية، ويمكن أن يكون الطفل في حاجة للمضاد الحيوي، فلا يجب التهاون في موضوع الأدوية وخصوصاً المضادات الحيوية، ويجب استشارة الطبيب.