أصبح واقع وتحصيل حاصل الإدمان على الأجهزة الاليكترونية وحسب الدراسات أن آخر شيء يلجأ له الناس قبل النوم هو تفحصهم على الهواتف لكن المشكلة تكمن في أن هذا الإدمان ينعكس سلباً على العلاقات الأسرية والاجتماعية.
كيف يمكننا التحكم في علاقتنا الاجتماعية في وجود الأجهزة الإلكترونية؟
قال “د. عصام طراد” مدرب ومحاضر في دائرة الإصلاح الأسري وعميد كلية الهندسة في جامعة اليرموك. تكمن المشكلة الكبرى في عدم اعتراف العديد من الناس بعد إدمانهم للأجهزة الاليكتروينة في حد ذاتها وهو ما يصعِّب علاج هذه المشكلة بسبب عدم الاعتراف بها من الأساس.
إلى جانب ذلك، هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى إدمان الشخص الهاتف المحمول أو غيره من الأجهزة الالكترونية عند تصفحه أكثر من 34 مرة في اليوم كما كما تشير الدراسات إلى أن نسبة ما يقرب من 63% من الناس يقومون بتصفح الهواتف أثناء النوم وهذا النوع من الإدمان يعتبر من المراحل المتقدمة.
وتابع الدكتور “عصام طراد” تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن إدمان الموبايل هو أكثر من إدمان الهيروين والكوكايين ولا يُعد هذا الكلام مبالغ فيه حسبما تشير جامعة كامبريدج لأن الهاتف يؤثر نفسياً واجتماعياً وفسيولوجياً على بعض خلايا الدماغ للشخص المدمن على تصفح الأجهزة الاليكترونية خاصة وأننا بدأنا نلحظ أثر هذه الأجهزة على الناس.
كيف يؤثر الإدمان الاليكتروني على العلاقات الأسرية بين الناس؟
في البداية كان إدمان الناس للأجهزة الاليكترونية قليل وهو ما كان مصاحب لقلة في المشاكل الأسرية بين الناس لكن الآن أصبح أكثر من 50% من حالات الطلاق بين الناس سببها المباشر والغير مباشر هو الإدمان على أجهزة الموبايل أو الأجهزة الاليكترونية.
وأردف “طراد” هناك نوعين من الإدمان أولها هو الإدمان المباح اجتماعياً مثل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي كما يوجد نوع آخر من الإدمان وهو الإدمان على المواقع الإباحية الغير مباحة مما يعتبر مشكلة حقيقية للشباب الذين يدمنون هذا النوع وبالتالي يؤثر ذلك عليهم من الناحية الاجتماعية وعلاقتهم الأسرية بأزواجهم كما يؤثر ذلك الإدمان على الاتصال العاطفي والروحي بين الزوج والزوجة على حد سواء.
على سبيل المثال، هناك بعض العلاقات الاجتماعية التي فشلت من أجل العلاقة الحميمية الفاشلة التي يراها الزوج في زوجته ويريد منها أن ترتقي هي الأخرى إليها ومن ثم وحين أردنا الوصول للسبب الحقيقي وراء هذه المشكلة كان هو إدمان الزوج على المواقع الاليكترونية الإباحية من قبل، لذلك يمكننا القول لكلا الزوجين أن لا يوجد مثالية فيما نراه على الشاشات الاليكترونية الإباحية من ناحية الجسد كما أن هذه التوقعات الجسدية تعتبر غير موجودة في حياتنا بجانب أن المثالية هي الأخرى الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي من الصعب الوصول إليها.
كيف يمكن حل مشكلات الزوج مع الزوجة الناتجة عن الإدمان الإلكتروني؟
في البداية وكما سبق الذكر يجب على الزوجين الاعتراف بالمشكلة كما يجب أن يكون هنالك مصحات نفسية للأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة الناتجة عن إدمان الزوج أو الزوجة للمواقع الإباحية التي قد تتسبب في هدم البيوت والعلاقات الأسرية والزوجية.
وأضاف “عصام طراد” لعلاج مشكلة إدمان الأجهزة الإلكترونية يجب علينا ملئ الفراغ العاطفي والوقتي الذي نلحظه كثيراً عند الزوج والزوجة في هذه الآونة وذلك من خلال التغزل الدائم للزوج والزوجة ويجب التدرب كثيراً على مثل هذه الأمور بجانب ضرورة العمل على زيادة الاهتمام ببعضهما البعض وذلك يمكن تنفيذه بأبسط الأساليب كتقديم وردة للزوج أو للزوجة.
إلى جانب ذلك، هناك بعض السيدات التي تعاني من الفراغ الوقتي مما يجعلهم يرجعون لملئ هذا الفراغ بالإدمان على المواقع الاليكترونية والأجهزة الحديثة التي تتسبب في إحداث مشاكل قوية بين الزوجين.
على الجانب الآخر، يجدر الإشارة إلى أن هناك طرف ثالث يمكنه العمل على ابتزاز أي من الزوجين على مواقع التواصل الاجتماعي ويكون سبباً رئيسياً في هدم العلاقة بين الزوجين وذلك يكون نتيجة الإدمان على تلك الأجهزة الاليكترونية الحديثة.
وأخيراً، يُنصح للجميع بالدخول في حالة من حالات الصيام الاليكتروني حتى لا يصابون بمرض الإدمان على المواقع والأجهزة الاليكترونية.