لقد أصبح العالم الآن يعاني من مشكلة خطيرة جدًا ألا وهي إدمان الأطفال للأجهزة الالكترونية. فلقد أصبح نسبة كبيرة جدًا من الأطفال لديهم إدمان لهذه الأجهزة، وهذا بالطبع له الكثير من الأضرار والسلبيات على الطفل؛ سواء كانت هذه الأضرار صحية أو نفسية واجتماعية.
لذلك يجب على الأهل الانتباه لهذه النقطة وتحديد وقت معين يسمح فيه للطفل باستخدام الأجهزة، ومحاولة إشغال الطفل بأنشطة رياضية وألعاب أخرى، وذلك حتى نستطيع إبعاد الطفل عن هذه الاجهزة، وبالتالي تجنب المشكلات والأضرار الناتجة عنها قدر الإمكان.
تأثير الأجهزة الإلكترونية على الصحة
يقول الدكتور “خالد هاشم سلطان”، أخصائي طب الأطفال، أن الأجهزة الإلكترونية أصبحت الآن جزء أساسي في حياتنا اليومية، وبالتالي فإن استعمال هذه الأجهزة يوميًا وبكثرة يساعد في تنشأة الطفل واعتياده على هذه الأجهزة.
وتابع د. “خالد”، أن العالم الآن أصبح يواجه مشكلة عضوية وهي الإدمان الإلكتروني للأطفال. ولذلك فإن جمعية الأطفال الأمريكية قد قامت بتحديد مدة معينة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية من قِبل الأطفال.
كما أنه يُمنع نهائيًا استخدام هذه الأجهزة للأطفال دون سن عامين.
ولكن المشكلة الأساسية الموجودة حاليًا هي أن الأطفال قد خرجوا عن السيطرة وأصبح لديهم إدمان على هذه الأجهزة.
ومن الجدير بالذكر أن كثرة استخدام هذه الأجهزة الإلكترونية خصوصًا للأطفال قد أدى إلى بعض المشكلات الخطيرة، منها:
- مشكلة السمنة وزيادة الوزن.
- قلة التفاعل الاجتماعي: والذي يعتبر من أخطر وأهم المشكلات التي نواجهها.
- مشاكل النظر: فسوء الاستخدام الإلكتروني يعتبر أحد أسباب الإصابة بقصر النظر.
- ضعف الأداء الدراسي: حيث يصبح الطفل مشتت الانتباه بسبب الإدمان الإلكتروني، وبالتالي يقل نشاطه الدراسي.
- مشاكل في العمود الفقري بسبب الجلوس في وضعيات خاطئة: فقد اثبتت الدراسات أن الإدمان الإلكتروني هو أحد أسباب قصر القامة لدى الأطفال.
- مشاكل اضطراب النوم.
التأثير الإيجابي لاستخدام الإلكترونيات
كما يقول د. “خالد”، أن هناك بعض الأعراض التي تظهر على الطفل توحي بوجود إدمان إلكتروني لديه. ومن هذه الأعراض وجود اضطراب في النوم لدى الطفل، العصبية، كثرة التنقل من جهاز إلكتروني إلى جهاز آخر، أو عند ملاحظة ردة فعل قوية على الطفل أثناء سحب الجهاز منه.
لقد أثبتت الدراسات أن تحويل البعد الثاني إلى الثالث مفقود لدى الأطفال أقل من عامين؛ فمثلًا إعطاء الطفل لعبة المكعبات لتركيبها يكون مفيد للطفل في هذا العمر.
ولكن مشاهدة للطفل لهذه الألعاب على الشاشة الإلكترونية يكون غير مفيد ولا يساعد الطفل في التعلم، لذلك فإن الوسائل التعليمية الإلكترونية تعتبر غير مفيدة بالنسبة للأطفال أقل من عامين.
كيف يتحكم الأهل في استخدام الطفل للأجهزة الالكترونية؟
أردف د. “سلطان”، أنه أصبح هناك الآن ردود فعل قوية من الأطفال أثناء توجيههم إلى مساوئ استخدام الأجهزة الإلكترونية، ولكن يوجد الآن في الدول المتقدمة طرق وأساليب معينة تساعد الأهل في السيطرة والتحكم في البرامج التي يستخدمها الطفل.
وأضاف الدكتور أنه يجب على الأهل تحديد مكان معين في المنزل يسمح للطفل فيه باستخدام الأجهزة، ويمنع استخدامها في باقي الأماكن في المنزل، إضافة إلى تحديد الوقت المسموح لاستخدام الطفل هذه الأجهزة.
إضافة إلى ذلك فلا بد أن يقوم الأهل بتحديد وقت معين من اليوم يتم فيه إغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية في المنزل، كما يجب أن يقوم الطفل بالخروج لوقت محدد خارج المنزل لممارسة الرياضة أو للزيارات العائلية.
يؤكد د. “خالد” على أهمية تعليم الأطفال لعبة الشطرنج، وذلك لأن هذه اللعبة تساعد في تنمية الذكاء لدى الطفل، إضافة إلى ذلك فلا بد من توفير بعض الألعاب للطفل التي تساعد في تنمية مهاراته وانشغاله قدر الإمكان عن الإلكترونيات.
إضافة إلى الألعاب الاجتماعية التي بإمكان الأهل ممارستها مع أطفالهم، وأضاف الدكتور أنه ليس هناك مشكلة أبدًا في مشاركة الأهل لأطفالهم أثناء استخدام الألعاب الالكترونية ومحاولة إبعادهم قدر الإمكان عن ألعاب العنف.
ختامًا، يعتبر الطفل هو نواة المجتمع، ولذلك فإن الدول المتقدمة يعتبر اهتمامها بالأطفال هو أحد الأسباب الرئيسية لتقدمها؛ سواء كان هذا الاهتمام اهتمام حكومي أو اهتمام عائلي.
كما ينصح د. “سلطان” بضرورة قضاء الأهل الوقت الكافي مع أطفالهم، وكثرة التحدث معهم ومشاركتهم المهام والقرارات والتفكير، كما يمكن أيضًا الأخذ بآراء الطفل إذا كانت مفيدة، وذلك لأن الأطفال الآن أصبحوا يعانون من الوحدة الاجتماعية بالرغم من كثرة الأشخاص من حولهم.