تؤلمني كثيرا القصص التي تتحدث عن إهمال آباء أو قسوتهم، ظنا منهم أن التربية اليوم هي هكذا، ويحاولون بأقصى ما يمكن أن يستنسخوا تجاربهم الخاصة، فمتى ما تلقى الأب تعنيفا في صغره، كان تطبيق ذلك أمرا أساسيا، دون اعتبار للفارق الشاسع بين الزمنين، مشكلة كثير من الآباء هي الجهل المعشعش في رؤوسهم، والأكثر ألما هو تعنتهم وإصرارهم على أفكارهم البالية، كما لو أنها وحي منزل، ورغم كل العوامل المؤثرة في سلوك الابن إلا أن تأثير الأب يعد الحلقة الأقوى من أدوات التأثير، فقط إذا اقتنع الأب بذلك، وبذل الأسباب المناسبة ليحصل له هذا التأثير.
قد أكون قاسيا آبائي في حديثي إليكم لكن تقبلوه من ابن يرجو أن يكون بارا، لأن تواصل الآباء مع أبنائهم تنقصه أشياء كثيرة، ففجوة التقنية مثلا يمكن اعتبارها حاجزا يصطدم به الآباء، «والدي حفظه الله هو من أدخل التقنية إلى منزلنا وهو أول من أجاد استخدامها» فمن المهم والضروري أن تتوفر طريقة مناسبة للتواصل مع الأبناء حتى يمكن توصيل الأفكار الإيجابية، وصدقوني آبائي أن الأبناء يبحثون عن التوجيه لا التقريع، يبحثون عن النصح لا اللوم، صدورهم أوسع مما تتصورون، اقتربوا منهم لتجدوا أنكم استحوذتم على كامل اهتمامهم وأصبحت عملية التواصل سهلة للغاية.
يبقى الأهم وهو التثقيف الذي ينبغي أن يجد الآباء في الوصول إليه، فمهما كانت خبراتك القديمة وأساليبك الرائعة، فمع تغير الزمان ستجد أن طريقتك لم تعد مجدية، لأن الابن بكل بساطة لا يشبه ذات الابن قبل 30 عاما أو أكثر، فمن البديهي أن تتغير طريقة استقباله للمعلومة.
بقلم: محمد السهيمي
ويُمكنك هنا الاطلاع على: خطبة عن تربية الأبناء والعمل على إصلاح أحوالهم