الرجل المصري ممكن يخون العشرة؟.. طبعا هذه حالة متكررة وكثيرا بلا أسباب منطقية مقنعة والزواج الثاني عنده غالبا يدفع ثمنه الأبناء أكثر من الزوجة الأولي…
طيب ممكن يبقي عديم المسئولية؟.. أحيانا تكون المرأة هي الأم والأب في المنزل في وجود أب عديم الإحساس إلا بذاته ولا يملك مقومات العطاء لغيره حتى لو كانوا أبنائه..أيضا هناك موضة في مصر أن كثير من الرجال يتباهوا ببعدهم عن بيوتهم وأولادهم والإقامة شبه الكاملة في العمل حتى لو لم يكن هناك عمل… أو في المقاهي والنوادي!
الأب المصري ممكن يسيء معاملة أبنائه لا سيما البنات.. أكيد في أباء كده.. وفي أباء يستغلوا أبنائهم “أولاد وبنات” ويجبروهم علي الشغل ليأخذوا فلوسهم… وفي أباء تفرغ كل ضغوط الحياة في أبنائها بالضرب والعصبية مما يؤدي لتشوهات نفسية عميقة لدي الأبناء وأحيانا تشوهات جسمانية
الأب المصري ممكن يخوض علاقات محرمة.. يفعل ذلك قلة مهما زاد عددها… مثلما توجد سيدات تقوم بهذه الفعلة الدنيئة لكن الأمر يظل في إطار الاستثناء وليس القاعدة.
الأب المصري ممكن يغتصب إحدى بناته.. قولا واحد لا… لا يمكن لأب سليم معافى في عقله وقلبه ودينه أن يفعل هذا… فالمريض فقط والمختل عقليا هو من يقدم علي هذه الخطيئة التي تهتز لها السماء قبل الأرض.
والسؤال: لماذا يلح علينا جزء من الإعلام وبعض الصحف بهذه النوعية من الحوادث هذه الأيام وما المطلوب تحديدا؟
هل لدفع المجتمع لمزيد من الانهيار والتحلل لقيمه لا اعتقد لأن البعض منا وصل بالفعل لمشارف القاع في الانحطاط الأخلاقي والقيمي؟ هل لشغل الناس عن أزماتهم الاقتصادية؟
لا اعتقد لأن الجائع والمحتاج لن يستمع إلا لصوت عصافير بطنه ولن يفكر إلا في طرق لحل مشاكله!! هل يمكن أن يكون هذا هو الواقع الذي علينا مواجهته مهما كان قبيحا.
بالتأكيد ليست كل الحوادث مفبركة أو كيدية تقوم بها بعض الأمهات نتيجة خلافات الأب معها فتتفق مع بناتها أو إحداهن للقضاء المعنوي والمجتمعي علي الأب الذي قد يدفع حياته نتيجة أزمة قلبية تداهمه من هول الصدمة التي يتعرض لها بعد علمه بهذا الاتهام الوضيع وهو منه بريء مثلما حدث مع احد الآباء في الغربية أو يدفع ثمنه أشهر خلف القضبان كما حادث لأحد الإباء في مدينة نصر.. ففكرة المكايدة عند السيدات قد تصل ببعضهن لمراحل الجنون في الانتقام.
لكن هذا الجنون النسائي لا ينفي وقوع حالات من هذه الجرائم لكن بمزيد من البحث في تفاصيلها سنجد الأب غالبا مدمن فقد عقله وضميره… أو مختل أو بمعني اصح معاق نفسيا لا يثق في نسب هذه الابنة الضحية إليه… .وكلها أسباب تؤكد أننا نتعامل مع نماذج مريضة عقليا أو غير سوية نفسيا..فلا يوجد بين من يمتلك زمام عقله وتسيطر عليه ذرة من ضميره يمكن أن يكشف غطاء الستر عن فلذة كبده ويعرضها لهذه المأساة التي تقضي علي إنسانيتها للأبد.
الآباء كثير منهم تغيير مثل الأمهات ومثل كل الناس في حياتنا لكن للأنصاف الغالبية الساحقة منهم يعيشوا فقط من أجل أبنائهم.. فنجد أباء يحنون رؤؤسهم ويستسيغون الذل والهوان… وآباء يقبلون السحت ويمارسون الفساد بكل صوره… وآباء يتعففون عن الحرام ويشقون طريقهم للوصول للرزق الحلال بكل صعوبة… تختلف الطرق في الحياة ويظل الهدف واحد لديهم جميعا واحد وهو الحياة الكريمة للأولاد.
الأولاد الذين لا يتوقف غالبية الآباء عن الدعاء لهم بالهدي للولد والستر للبنت… البنت التي تري في والدها في الأغلب الأعم ظهر وسند وحماية من غدر الزمن وكسرة الأيام..ويظل بيت أبيها الملاذ الأمن إذا تكالبت عليها الحياة في أي مرحلة من عمرها… ونعود للسؤال لماذا يريد بعض الإعلام والصحف تدمير وتدنيس هذه العلاقة المقدسة ولماذا يبثوا في نفوس بناتنا الرعب من الحامي وعمود الخيمة لأي أسرة.
تحدث جرائم زنا المحارم في العالم كله منذ قديم الأزل ويقدم عليها مرضي ومختلين فلماذا نركز عليهم الآن؟؟ هل سنخاطب فاقدي العقول وهل سيستمعون لنا وهل إذا استمعوا سيفهموا؟؟ أم أننا نخاطب أصحاب العقول من الآباء والأمهات والبنات والأبناء لنهدم ما تبقي من فكرة الأسرة في مصر.
في الثمانينيات تصدت الصحف والدراما لقضيتي الاغتصاب للفتيات في الشوارع والإدمان وكل الدراسات أثبتت فيما بعد أن طريقة التناول أدت لتنامي هذه الظواهر التي صارت مشهدا معتادا في حياتنا اليومية لا نحرك له ساكنا.
فهل يفكر من يكتب خبرا عن مثل هذه الوقائع أو يستضيف فتاة أو أم لتروي ما حدث لأبنتها – سواء كان صحيحا أو كذبا – في وقع هذا علي من يقرؤوا أو يشاهدوا هذه الموبقات.. لا أدعو لوضع رؤوسنا في الرمل وإنكار ما هو معلوم اجتماعيا لكن هناك قضايا لابد من مناقشتها بمزيد من التعقل والهدوء الخصوصية وهناك عار لا يستحقه الأب المصري. لا أفهم لماذا يجتهد البعض ليوصمه به.
بقلم: الهام رحيم