يعتبر مجال الطب بلا شك بمثابة عمود أساس لبقاء البشرية، وقد شهد مجال الطب تطوراً كبيراً جداً عبر التاريخ البشري، واليوم سنتعرف على أبرز الاكتشافات الطبية التي ساهمت بشكل أو بآخر في إنقاذ البشرية.
أبرز الاكتشافات الطبية التي ساهمت في إنقاذ البشرية
وبداية، فيتحدث الباحث “محمد غملوش” عن اكتشاف البنسلين قائلاً: أنه يعتبر ألكسندر فلمنج هو أول من اقترح بأن فطر عفن البنسليوم يفضل أن يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا، كما كان من أوائل الأفراد الذين ركزوا على أن المادة الفعالة يجب أن يطلق عليها البنسلين.
ففي أحد الأيام كان ألكسندر فلمنج يفحص الأطباق التي وضع بداخلها البكتيريا لإجراء التجارب عليها، ثمّ وضعها في حوض الغسيل، ولكنه شاهد بأن البكتيريا التي تحيط أحد الأطباق ماتت، ليكتشف بعدها بأنها من فصيلة البنسلين، وبالتالي فقد توصل إلى اكتشاف عقار البنسلين في سنة ١٩٢٩ م، ولكن لم يُعترف به من الدوائر الشعبية والطبية إلا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ أثبتت فعاليتها بشكلٍ كبير، وكان ذلك بفضل اثنين من الكيميائيين اللذين قاما بالتأكيد على فعالية البنسلين.
ويعتبر البنسلين من أهم المضادات الحيوية الأكثر استهلاكاً في العالم؛ حيث يصل إلى ٢٠٠ مليون حياة تم إنقاذها بسبب هذا الاكتشاف التاريخي.
وبحسب موقع طبي شهير، فإن المخدر الجراحي يعتبر من أهم الاكتشافات الطبية في تاريخنا، فقبل اكتشاف المخدر كانت العمليات الجراحية تُجرى والمريض في كامل وعيه، ويعتبر القرن التاسع عشر محطة تاريخية في تاريخ الطب، غيرت مجرى العمليات الجراحية إلى الأبد حين اكتشف وليام مورتن التخدير.
وتُعتبَر أشعّة إكس (X-rays) شكلاً من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسيّ الذي تتعدَّد أشكاله، مثل: موجات الردايو، والأشعّة تحت الحمراء، والأشعّة فوق البنفسجيّة، وأشعّة الميكرويف، حيث إنّ مصدرها هو تسارُع الإلكترونات، ويتمّ استخدام هذا النوع من الأشعّة في المجالات الطبّية، والأكثر شيوعاً هو استخدامها في التصوير الطبّي، بالإضافة إلى استخداماتها في علاج السرطان، وينتقل هذا الإشعاع على شكل موجات بتردُّدات وأطوال موجيّة مختلفة يُطلَق عليها اسم الطَّيف الكهرومغناطيسيّ، ويُعتبَر عالم الفيزياء فيلهلم كونراد رونتغن مُكتشِف أشعّة إكس، وكان ذلك في عام ١٨٩٥ م، بينما كان يقوم بتجربة أخرى على أشعة الضوء.
وفي سياق آخر، تمت ملاحظة الحمض النووي لأول مرة من قبل الكيميائي البيولوجي الألماني فريدريك ميسشر في عام ١٨٦٩م، إلا أن الباحثين لم يدركوا لسنوات عديدة أهمية هذا الجزيء حتى عام ١٩٥٣م، عندما اكتشف كل من: جيمس واتسون، وفرانسيس كريك، وموريس ويلكنز، وروزاليند فرانكلين بنية الحمض النووي وهي التركيب الحلزوني المزدوج، وذلك عندما أدركوا إمكانية أن هذا الجزيء قد يحمل معلومات بيولوجيّة.
وحصل كل من واتسون، وكريك، وويلكينز على جائزة نوبل في الطب في عام ١٩٦٢م، بسبب اكتشافاتهم المتعلّقة بالبنية الجزيئية للأحماض النووية، وأهميتها في نقل المعلومات في المواد الحية.
وقد ساهم هذا الاكتشاف في فهم أكبر، وأوسع لأمراض كثيرة، وكذلك ساعد إيجاد علاجات لأمراض أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن إيجاد لقاح الجدري يعتبر من أبرز الاكتشافات الطبية التي ساهمت فعلياً في إنقاذ البشرية، وقد كان مرض الجدري يعد واحداً من أكثر الأمراض الجلدية المميتة في تاريخنا؛ إذ حصد ما بين ٣٠٠ إلى ٥٠٠ مليون ضحية، وكان إدوارد جينر في القرن الثامن عشر صاحب الاكتشاف الطبي للقاح، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عام ١٩٨٠ م القضاء على داء الجدري بشكل كامل.