في حديث لسيدة حكيمة، أصرت على أن اختصار راحة البال يكمن في المثل الدارج: «اقنع.. تشبع»!
فإذا كان الإشباع قضية نسبية، تعتمد بشكل أساسي على التفريق بين الحاجة والرغبة، لأن الأولى يمكن إسكاتها بأي شيء، والثانية تشترط أمرا بعينه لا تحيد عنه، تصبح قضية الاكتفاء بالقليل خرافة مخدرة لقدرات الإنسان، يعقبها جوع ممتد لا يعرف التخمة.
مثلها مثل بقية الأمثال والأقوال عن القناعة، ذاك الكنز الذي لا يفنى حتى يفني معه إيمانك بنفسك، واستحقاقك للأفضل، لتبقى تحوم في ذات المكان، مطأطئ الرأس، دون أن ترفعه لأفق أرحب، وفرص أوفر.
ولأن المنقول غالبا يكون آسنا بالتحريف، بأي نية، حسنة كانت أم سيئة، باختيار الناقل أو بإيعاز من خياله وتوجهاته وأفكاره ومزاجه، إلا أنه يبقى جزءا من الحقيقة، لكن لا يخلو من كذب أو تصرف، كان للإنسان أن يأخذ الخبر من فم صاحبه مباشرة، قبل الخوض في رد الفعل وتكوين الانطباع، فمن باب أولى أن يسأل قبل أن يصدق ويطبق أقوال الأولين إن كانت تناسبه على أقل تقدير، لذا يمكن أن نلاحظ انتشار الشائعات وتناميها، وتكاد تصبح حقيقة ليس لها أصل، في المجتمعات البدائية والبسيطة، التي تؤجر عقولها للماضي دون شك وتمحيص.
ومن جانب آخر لا علاقة له بأول المقال إلا أنه يشترك معه في قضية التشويه، كنت أتساءل عن سر صور الذكور المرعبة «والمرتعبة» في بطاقات إثبات الهوية، ولماذا هذا التجهم «وتطيير العيون» كأنهم في موقف خطير يتوعدهم بشر مستطير! حتى عرفت السر في أحد فروع وزارة الخدمة المدنية بعد أن استلمت إحداهن بطاقتها ونظرت إليها ليمتعض وجهها، كأن الصورة لأخرى قادمة من حفلة تنكرية!
فأجهزة التصوير المستخدمة هناك يمكنها أن تقلب أجمل وجه إلى وجه كوميدي في أحسن الحالات، ولا تدري عن علة الوجوه المشوهة! أهي في تواضع المنتج أم تدني مهارة الموظف، ولسان حال البقية المنتظرة يقول: «تكفون» أريد وجهي كما خلقه الله!
بقلم: أمل بنت فهد
هذه المقترحات من أجلك عزيزي القارئ:
- فهنا تقرأ: إذا بليتم فاستتروا
- ثم تطَّلع على: القناعة كنز لا يفنى
- وكذلك تجِد: كرم عثمان بن عفان «رضي الله عنه»
- وختامًا؛ مع: الأقربون أولى بالمعروف