يُعرف اضطراب ثنائي القطب Bipolar disorder باسم الاكتئاب الهوسي، وهو مرض عقلي يشعر فيه الشخص بمزاجاً مرتفعًا أو منخفضًا شديدًا وتغيرات في النوم والطاقة والتفكير والسلوك.
فالأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب يمكن أن يكون لديهم فترات يشعرون فيها بالسعادة المفرطة والحيوية وفترات أخرى من الشعور بالحزن الشديد واليأس والكسل.
وهذه الارتفاعات والانخفاضات تعرف على أنها “قطبين” من المزاج، وهذا هو السبب في أنه يسمى الاضطراب “ثنائي القطب”.
ويُصنف اضطراب ثنائي القطب بأنه مشكلة نفسية تؤثر بشكل كبير على مزاجية المصاب وحالته النفسية، وفي هذا المقال سنتعرف على المرض، وطرق علاجه وكيف يصيب المريض.
اضطراب ثنائي القطب
يقول “د. عبد الناصر علاء” استشاري الطب النفسي: اضطراب ثنائي القطب يصاب به الكثير من الناس، ويعرف الإضطراب الوجداني أو اضطراب ثنائي القطب بأنه نوبة أو موجة من المزاج، إما المرتفع جداً أو المنخفض جداً، ويتلخص ما بين حالة الهياج التي تسمى الهوس، وحالة الإكتئاب الشديد الذي يسمى الحزن الشديد.
ويتم تقسيم الإضطراب الوجداني طبقاً للدليل التشخيصي والإحصائي التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي ٤ و ٥ إلى ثلاث فئات هما:
- الفئة الأولى: وتسمى الاضطراب الوجداني أو النوبة الكبرى، ويقصد بها نوبة الهوس.
- الفئة الثانية: المزاج المنخفض أو حالة الإكتئاب الحاد.
- الفئة الثالثة: الاضطراب الوجاني الذي يجمع بين الهوس والنشاط الزائد وبين الإكتئاب والمزاج الحاد السيء، الذي لا يقوى الإنسان على تحمله.
لماذا يسمى اضطراب ثنائي القطب مرض المشاهير؟
لا يوجد كلام بحثي قطعي أو دراسة قطعية تقول بأن اضطراب الوجدان يصيب المشاهير تحديداً، ولكن هناك سمة مُشتركة عند ذوي الاضطراب الوجداني، أو ذوي المزاج القطبي كما يسمونه، ومن هذه السمات:
- الإجتماعية المفرطة.
- الإبداع في العمل.
- الموهبة.
وبالتالي تعارف عليه ما بين الأوساط العلمية أن هذا المرض يسمى مرض المشاهير، فقديما كانت توجد دراسات تقول أن فان جوخ Van Gogh هو أحد المصابين بإضطراب ثنائي القطب Bipolar disorder، أما في التاريخ الحديث سنجد الكثير من المشاهير في عالم السينما وعالم الفن، ومن أصدقائنا أيضاً نجد أن هؤلاء ذات طابع خاص ومميز مثل:
- الميل للإبداع.
- الميل للإبتكار.
- الإجتماعية المفرطة.
وبالتالي هذا المرض تحديداً يكون صاحبه ذو ميزة عن باقي الأمراض والاضطرابات النفسية، ولذلك هناك رابط قوي جداً ما بين الحالة النفسية السيئة والمرض النفسي وما بين الإبداع، والسؤال هل هناك مريض نفسي مبدع، نعم فمريض إضطراب ثنائي القطب مبدع.
وهناك الكثير من النماذج المشهورة المصابة بإضطراب ثنائي القطب، مثل ممثل مشهور أو مُغني أو مخرج مُبدع جداً.
حياة مريض اضطراب ثنائي القطب
حياة المريض وإبداعاته لا تفاقم المرض، فالمرض موجود وهو عبارة عن خلل في بعض النواقل العصبية والهرمونات الدماغية، فهذا الخلل يجعل الإنسان في حالة فرط فيما يقدمه، أي يقدم بشكل مبالغ فيه ومُختلف.
وليست ميزة المرض هي التي تجعل الشخص مريض، بالعكس فمرض الاضطراب الوجداني هو ما يجعل المريض مميز عما حوله.
واقرأ هنا أيضًا أعراض الإضطراب ثنائي القطب وطرق التعامل معه
تأثير اضطراب ثنائي القطب على العلاقات الأخرى
يؤثر اضطراب ثنائي القطب على خمس أنشطة وهما:
- النشاط الإجتماعي: فالشخص الذي يمر بالنوبة وخاصة الهوس، يقوم بإسترجاع علاقات قديمة، سببت له الضرر، أو الدخول في صداقات جديدة مع أشخاص يمكن أن يتسببوا له في الأذى.
- النشاط الحركي: فمريض اضطراب ثنائي القطب يقضي معظم وقته وسط الناس، بسبب نشاطه الزائد، فلا يستطيع الهدوء والتحكم في نشاطه.
- نشاط التخاطب: حيث نجد المريض سريع التحدث، والحديث عن أفكار عديدة في وقت واحد، ولا يستطيع تركيز انتباهه على موضوع واحد.
- النشاط الجنسي: نرى فيه المريض في حالة استثارة جنسية، وكذلك يُلمح بعض التلميحات الجنسية، أو بعض الإستعراضات الجنسية.
- انخفاض رغبة المريض للنوم: أي بمعنى دقيق افتقاد رغيته للنوم، وفي هذه النقطة يصبح المرض خطراً على المريض.
علاج اضطراب ثنائي القطب
ينقسم علاج اضطراب ثنائي القطب إلى جزأين وهما:
- الجزء الأول: لابد من تناول مضادات الإكتئاب أو مُضادات الذهان.
- الجزء الثاني: مهارات الوعي والاستبصار: فعندما يقع المريض في النوبة، يجب وقف قرارات عديدة، كما يجب عليه الفهم بأن إنعزاله عن الناس فرصة له لإعادة ترتيب أفكاره مرة أخرى.