تقول صاحبة الاستشارة: قرأت المشكلة التي تم طرحها قبل فترة عن تنظيف الأسنان بكربونات الصوديوم؛ وحيث إنني أعاني من صفرة الأسنان بعد أن قمت بتركيب تقويم لأسناني، ولم ينجح معها أي شيء فقد جربت المستحضرات التي تباع بالأسواق ولم تتأثر أسناني بها نهائيا، وأقصد طبعا من ناحية البياض بالعكس أصبحت أكثر عرضة للتحسس من أي شيء من البارد والساخن.
لقد قرأت المشكلة السابقة، ولكنكم أخبرتم صاحبة المشكلة أنه يجب تخفيف المادة (كربونات الصوديوم) بمادة أخرى لأنها تجرح الأسنان، فكيف يمكنني تخفيف مادة كربونات الصوديوم، وكيف يمكنني استخدامها على الأسنان، هل يتم ذلك بدعكها بقطنة مشبعة بالسائل، وما هي مدة الاستخدام اللازمة والتي لا تؤذي الأسنان؟.
أعلم بأنكم ستقولون أن الاعتماد على تنظيف الأسنان لدى الطبيب أفضل، لكن جربت ذلك، ولم تتحسن درجة اصفرار أسناني أبدا، وجربت المستحضرات التي تباع في السوق والتي يتم استخدام قالب خاص لوضع العلاج بها، ولم ينفع ذلك، فأفيدوني كيف يمكنني الاستفادة من كربونات الصوديوم.. أفادكم الله.
الإجـابة
يقول د. بدر الدين برقان —اختصاصي تقويم الأسنان وطب أسنان الأطفال—: الأخت الفاضلة.. قبل الخوض في تفاصيل المشكلة الخاصة بك يجب التنويه إلى بعض النقاط المهمة، والتي ينبغي تعريفها للجميع:
يجب في البداية أن نفرق بين تصبغ الأسنان المكتسب أو ما نسميه تصبغ الأسنان الخارجي (Extrinsic)، وبين ما يسمى بالتصبغ الداخلي (Intrinsic)؛ فالنوع الأول من التصبغ الخارجي والذي يظهر على الجميع دون استثناء حتى مع استخدام فرشاة الأسنان، فيجب إزالته عن طريق الزيارة الدورية إلى طبيب الأسنان لإزالة الرواسب الكلسية والتصبغات، وذلك كل 6 شهور إلى سنة حسب حالة المريض ونسبة الرواسب.
أما فيما يختص بالتصبغ الداخلي والذي له أسبابه العديدة ولا مجال لحصرها الآن، فيمكن التخفيف منه باستخدام عدة طرق بعد استشارة طبيب الأسنان، وأكثر هذه الطرق استخداما ولها نتائجها الجيدة هي استخدام مادة الكاربامايد بيروكسايد Carbamide peroxide على شكل أنبوب من الـ gel بعدة تراكيز من 10%—60%، والتي تعرف بما يسمى تبييض الأسنان، حيث يتم وضعه داخل قالب خاص بأسنان المريض، ثم يقوم بوضعه لفترات قد تمتد عدة ساعات يوميا على مدى ما يقارب الأسبوعين، وقد تمتد هذه الفترة حسب حالة المريض ودرجة الاصفرار.
وبعد إنهاء عملية تبييض الأسنان نسعى للمحافظة على هذه النتيجة باستخدام بعض المعاجين الخاصة والتي تحوي مواد فعالة مثل كربونات الصوديوم، والتي سبق ذكرها بالإضافة إلى مواد أخرى مثل بيروكسيد الكالسيوم، أي أن هذه المعاجين لها الدور المساعد وليس الأساسي في تبييض الأسنان، ويوجد في الأسواق كثير من المنتجات التي تجذب المستهلكين، إلا أنه لا ينصح باستخدامها دون الرجوع إلى طبيب الأسنان المختص.
وظهر لي من سؤالك أنك أنهيت علاج التقويم وظهرت علامات صفراء على الأسنان بعد نزع جهاز التقويم، وهذه الشكوى قد يعاني منها كثير من مرضى علاج التقويم الثابت؛ حيث تظهر حول الحواصر (Braces) بعض المناطق المائلة إلى البياض نتيجة تحلل طبقة “المينا”، كل ذلك بسبب بعض التقصير في نظافة الأسنان خلال فترة العلاج، ثم ما تلبث هذه المناطق إلى التحول نحو اللون الأصفر، وإذا لم يتم استرجاع مستوى جيد من نظافة الأسنان واستخدام مادة الفلورايد حول الحواصر في جهاز التقويم فإن تلك المناطق قد تتحول إلى تسوس.
لذا، أنصحك أختنا بمراجعة اختصاصي تقويم الأسنان بداية لمعرفة سبب هذا الاصفرار، كذلك أنصحك بعدم استخدام كل ما يستجد في الأسواق أو نشاهده على شاشات التلفاز من مواد يقال بأنها ذات مفعول أكيد لتبييض الأسنان دون الرجوع قبل ذلك إلى الطبيب.
واقرأ هنا أيضًا:
مع أطيب التمنيات بأسنان براقة قوية.