– قد يخيل للبعض أحيانا أن أصعب ما يمكن للمرء الكتابة فيه هي السياسة، حيث تعد الخط الأحمر الذي يحتاج لتمرس كتابي تستطيع من خلاله تجاوز كل «المقصات» حتى يقدم فكرته التي يقتنع بها للجمهور متخليا عن الصراحة التي تعتبر وقاحة أو البعد عن الطرح المباشر ليقاوم كل الرغبات المحبطة حوله حتى لا يتخلى عن مبدئه ومنهجه لأن الضمير لا يسمح أن تكتب كما يشاء هذا أو ذاك بقدر الإيمان بأن القلم حرية شخصية يحق لحامله أن يطرح ما يريد إن لم يتجاوز أسوار شاهقة الارتفاع قد ترديه أرضا.
هذا التصور العام لم يصبح أسلوبا سياسيا فقط، بل أصبح مسقطا على الجانب الرياضي بشكل واضح لدرجة ترى خلالها أن هناك من يريد استعمار القلم والفكر وتوجيهه لخط معين يجب ألا يحيد عنه وإلا سيتعرض ما يكتبه لقصقصة أشبه بتهجين حيوان حتى يصبح «دجاجة» بلا ريش، إما أن تعيش بذلك التعري وتنسلخ مما يحميها ويحفظ لها شخصيتها وتسير كما يريد من فعل بها ذلك أو تختار الابتعاد بصمت لأن لعبة المصالح ترفض تواجدها، وستعمل على «تطييرها» حتى لو كانت مكسورة الجناح.
يجب أن يعي البعض أن هذا التضييق لا يقف عند إدارة التحرير أو وزارة الإعلام فالأمر يتجاوز ذلك بكثير وأكبر من مقص الرقيب، ما أعنيه تحديدا أن المعلنين باتوا يفرضون دورهم ويرغبون في المشاركة في هذه اللعبة بناء على توصية صديق أو تهديده كون العلاقات الخارجية أصبحت لها صلة بالرياضة بطرق عديدة وجشعة.
هذه الأسوار التي يحاول البعض تقويتها إما خوفا من عقاب ليس له بينه.. أو غياب معلن مبتز أو سلطوية متعصبين في نفس المجال أو غيره مصيرها السقوط مهما كلف الأمر، فالحماية العبثية لن تطول كثيرا والأمثلة على ذلك كثيرة والحلول الأخرى ستكون حقا مشروعا للمتضررين للبحث عن جميع الوسائل الممكنة التي تعطيهم الحرية في طرح ما يريدون بعيدا عن تلك الديكتاتورية، فالإعلام الورقي لم يعد الوسيلة الوحيدة والفضاء رحب بحلول عديدة.
بقلم: عبدالعزيز المحسن
كما أوصيك أيضًا -عزيزي القارئ- بالاطلاع على: