ما هي الموجات الصادمة ؟
يقول ” الدكتور يوسف سرحان مدير المركز الدولى للطب الطبيعى والتأهيل وهو أيضا استشاري للطب الطبيعي والتأهيل في مركز الحسين للسرطان، ورئيس قسم الطب الطبيعي والتأهيل في مستشفى ابن الهيثم وعميد كلية علوم التأهيل في الجامعة الاردنية سابقا” ان أغلب الناس قد سمعوا عن تفتيت الحصى في الكلى فكانت في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، والتي فعلت ثورة كبيرة جدا في تفتيت الحصى، كنا في البداية نقوم بعمليات ولكن الآن يتم تفتيتها بدون وبنفس الفلسفة استخدمت الموجات، فإذا نستطيع تفتيت فلما لا نقوم بتفتيت التكلسات فى بعض المفاصل خصوصا مفصل الكتف والكعب، فهي عبارة عن أمواج صوتية عالية الشدة والسرعة أكثر من سرعة الصوت لكن لفترات قصيرة جدا، حيث نتوجه إلى الانسجة الداخلية، ويحدث الضغط والخلخلة الناتجة من الصوت فتفتت سواء الحصوة او التكلسات، فتقوم بمفعول فورى حيث تمنع الخلايا العصبية من توصيلها الألم وتمنع بعض المواد التى يفرزها الجسم للألم فتعطى فائدة فورية في تخفيف الألم، حيث ان بعض المرضى فى زيارتهم لنا يكونوا متألمين جدا ولكن بعد الجلسة التى تستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات يقول المريض انه لم يعد عنده ألم كأثر حقنة تخدير موضعي، ولكن هذا التأثير الفورى وعادة لا يكون علاجي لفترة طويلة، فالتأثير العلاجي فعليا هو عبارة عن إعادة الجسم بناء دفاعاته لكى يتحكم في تهيج الأعصاب او الالتهابات.
ماذا إذا حدث عندنا إصابة ؟
أردف ” د.يوسف ” أنه إذا حدثت إصابة على أوتار الكتف بداية تكون بدون تكلس، ولكن بعد فترة يحدث تكلس او حدوث الإصابة المشهورة التى تدعى’ لاعبة التنس’ والتى تظهر فى ربات المنزل أكثر من لاعبي التنس نظرا للأعمال المنزلية التي تقوم بها.
فى البداية عندما يصاب الجسم يحدث التهاب غير جرثومي على المنطقة المصابة، فالجسم يدرك أن هذا التهاب جرثومي يحتاج إلى مقاومة فيقوم بتشغيل كل أجهزة المقاومة الخاصة به حتى يقضى على هذا الالتهاب، فيحدث مثل مصارعة او حرب بين الخلايا التي تريد التحكم في الشفاء والإصابة نفسها، فإذا استطاعت الخلايا التغلب على هذا الالتهاب تنتهى المشكلة فلا داعى لشئ يمكن أن يستمر هذا الإلتهاب أكثر من قدرة الإنسان على الشفاء، ولكن بعد شهرين أو ثلاثة أشهر يفقد الجسم القدرة على الشفاء ويستسلم مثل بطارية السيارة الفارغة.
ما هى الوظيفة الفعلية للموجات الصادمة ؟
أنه يتم وضع هذه الأجهزة على المنطقة تعطى إعادة تشغيل لها مثل بطارية السيارة كما قلنا فتعطى صدمة بحيث ان الجسم يعتقد ان هذه الإصابة جديدة، فيعيد بناء نفسه من جديد، فتزيد من التروقة الدموية على المنطقة وتخفف الألم وتجعل الخلايا تبدأ بإفراز مواد.
وأضاف ” د.يوسف ” انه كما سمعنا عن العلاج بالخلايا الجذعية فهى حقيقة تعتبر واحدة من العلاج بالخلايا الجذعية لأنه يجعل الخلايا تعمل بطريقة جيدة فهذه هى الفكرة لكن بدون تدخل جراحي فهي عبارة عن أشياء من خارج الجسم.
ما هى الأمراض الأخرى التى تستخدم تلك التقنية فى علاجها ؟
بداية استعملت كثيرا لعلاج مسمار العظم، غالبا اشتهر عند النساء، ولكن هو يصيب الجنسين فعند النهوض من النوم أول خطواتهم يعرجون على أرجلهم، وهو ألم شديد حيث المريض لا يستطيع المشي، ويخف تدريجيا او بعد أى جلسة طويلة يؤلمه بعدها كعب القدم بشدة.
وقد أضاف “د. يوسف ” أن هذه الآن بالدراسات المثبتة العلاج رقم واحد لها هو الموجات الصادمة، لدرجة انه يوجد شركات تأمين في العالم إذا لم تستخدمها لا يدفعون لها، فعند الإصابة في وتر إخيل يحدث فيه إلتهاب وتكلسات فنضع الجهاز عليها تعطى ذبذبات عالية جدا تفتت التكلسات إذا فيها وتعطى تروقه دموية حتى يعيد الجسم الالتآم.
كما أن مدة الجلسة الواحدة من ثلاث إلى عشر دقائق فقط، وتعطى مفعول تخفيف ألم فورى لكن البرنامج يحتاج إلى ٤ إلى ٦ جلسات، في كل أسبوع جلسة وهى فترة ليست بطويلة مقارنة بالعلاج الطبيعي.
ما هو مرض لاعبو التنس ؟ وكيف يتم علاجه ؟
وأردف ” د. يوسف ” انه يحدث بسبب حمل أشياء ثقيلة أو حتى أشياء خفيفة مع تكرار كثير، وهى تقع أسفل المفصل مباشرة، على سبيل المثال : رئيس الجامعة عند تخريج دفعة ثلاثة ألف طالب مثلا يأتي يعانى من الإصابة، أو أي شيء فيه تكرار عمل.أما بالنسبة لعلاجها فنعطى مضادات الالتهاب غير الكورتيزون وتخفيف الجهد، ونعطيه بعض الأجهزة التي تساعد في بعض الحالات، أما إذا لم يشفى فالحل الأمثل هو الموجات الصادمة، كما أضاف أن الموجات الصادمة عبارة عن طريقة تستعمل فى كثير من الحالات عندما تفشل باقي الطرق الأخرى الأكثر سهولة.
ما هى موانع استخدام الموجات الصادمة ؟
لكونه جهاز يزيد كمية الدم ويزيد التروقة الدموية، فأي مرض عنده قابلية لنزيف لا يستعملها مثل : الهيموفيليا، أيضا المرضى الذين يأخذون أدوية مميعة مثل الاسبرين، المورفين بعد الجلطات، ايضا الالتهاب الجرثومي في المنطقة، وفى حالة الورم السرطاني، أيضا المناطق التي يوجد بها هواء مثل : الرئتين، او البطن لأن هذا يؤثر على الأنسجة، وفى الأطفال الصغار فى مرحلة النمو وحديثا صارت تستعمل في الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي، أيضا بديلة عن حقن البوتكس التي تستعمل لإرخاء العضلات، فالأجهزة تجعل العضلات ترتخى وتستغنى بذلك عن البوتكس لفترة طويلة.
وقد أضاف ” د. يوسف ” أن سبب شهرته العالمية هي استخدامه في الاصابات الرياضية الحادة، فكنا نستعمله في الاشياء المزمنة ولكن وجدنا أنه في العضلات في الحالات الحادة يعطى تأثير فورى، فأغلب النوادي العالمية المشهورة مثل ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا لكل فريق جهاز خاص به بحوزة طبيبه دائما يوجد معهم فى حيث ان نتيجته فورية فيعود اللاعب للعب مباشرة وهذا يوفر الملايين.
ما هى نسب النجاح ؟ وهل تختلف من مرض لمرض ؟
بالتأكيد تختلف من مرض لمرض، أي نسبة نجاح تعتمد على التشخيص وعلى مدة المرض وصعوبته، ولكن بصفة عامة أغلب هذه الحالات بين سبعين و تسعين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدا لمرض فشلت فيه الطرق الأخرى التى تمت تجربتها وباءت بالفشل، ولكن عند تجربة بالتقنية الجديدة نتجت نسبة نجاح تتراوح ما بين ثمانين أو خمسة وثمانين بالمائة، وفى كثير من الحالات يعطى نتيجة أفضل بكثير من التدخل الجراحي.
ما هى أكثر الحالات والأمراض التى تفيد فيها الموجات الصادمة ؟
قال ” د. يوسف ” أن الطب المرتكز على الإثبات رجح استعمالها لمسمار العظام، التهاب لفافة القدم، وتر إخيل ولاعبو التنس، التكلسات بالكتف، إصابات على منطقة الحوض ومنطقة الركبة وأيضا أي منطقة فيها اتصال عضلة مع وتر على عظام، فهو علاج ناجح وحديثا طبق على أمراض الديسك وعرق النساء وقد أعطى نتائج فورية، فالعلاج يحتاج إلى تكرار ويخفف الألم فوريا ويعطى نتائج جيدة جدا، فالموجات الصادمة مع الوقت نكتشف لها استعمال جديد وبناء عليه تظهر أجهزة جديدة وتقنيات جديدة.
هل العلاج بالموجات الصادمة مؤلم خلال الجلسات أو حتى بعد العلاج ؟
معظم الناس تقارنه بألم تفتيت الحصى، فالكلمة صادمة فهو حقيقة فى الأجهزة القديمة كانت شدته عالية، فكنا نضع مخدر للمنطقة، ولكن الأجهزة الحديثة ليست مؤلمة فأقصى ما يكون عند تطبيقها يشعر المريض بانزعاج لأنه عبارة عن طرق فهو لا يصل ابدا إلى مرحلة الألم، لكن محتمل بالنسبة ٥% من الحالات بعد الجلسة بساعتين او ثلاثة الألم يزيد ولكن ليس كثيرا عندها يأخذ المريض حبتين بانادول عند الحاجة وعلى الأغلب لا يحتاج، وعندها نحذر المريض من وضع الثلج على المنطقة لتخفيف الألم لأننا نريد أن نزيد كمية الدم وأيضا لا يأخذ مضادات الالتهاب مثل : البروفين والفولتارين، هذا لأن المطلوب أن يقوم الجسم بالإلتئام وعلى الأغلب لا يشعر بالألم نهائيا سواء خلال أو بعد العلاج.
هل تقوموا فى المركز بتشخيص المرض أم لابد أن يكون مشخص من قبل طبيب مسبقا؟
أردف ” د. يوسف ” نحن بالمركز الدولى للطب الطبيعى والتأهيل نعتقد ان من مميزاتنا أنه لا يأتي مريض عندنا إلا ويتم تشخيصه حتى لو معه تشخيص من دكتور آخر، أنا كطبيب أقوم بفحصه باعتباري استشاري طب طبيعي وتأهيل واستشاري جراحة عظام، فإذا أتى المريض من دكتور آخر مشخص، نطلع عليه لكى نعطيه الجرعات المناسبة، لكن عادة كل المرضى عندنا أنا كطبيب أفحصهم.
هل تكلفة العلاج مرتفعة ؟
هي بالتأكيد حسب الإمكانيات، لكن عند مقارنة سعره فى أمريكا تتكلف الجلسة الواحدة من ٣٠٠ إلى ٤٠٠ دولار، أما الجلسة عندنا فى المركز تتكلف خمسة وعشرين دينار ففي ٤ أو ٦ جلسات ١٠٠ إلى ١٥٠ دينار في ٦ أسابيع، فالتكلفة لا تقارن ابدا حتى في الأدوية أو في حالة تدخل جراحي أو حقن موضعي، فالمشكلة أن سعره عالميا مرتفع ولكن عندما طبق في الأردن تم مراعاة الإمكانيات بأسعار معتدلة.
وأردف ” د. يوسف ” أن المفعول نسبته مرتفعة ولكن ليست ١٠٠% هو في الطب ٨٠% لكن مقارنة بالطرق الأخرى بما فيها الجراحة فى اغلب الاحيان هو أكثر فاعلية من الجراحة او الطرق الأخرى.