تفسير مسمى الذكاء العاطفي
يقول الدكتور نعيم الزين “أخصائي في التطوير الوظيفي”، في البداية يمكننا القول أننا كبشر في النهار الواحد نمر بمعدل 400 تجربة مشاعرية أو أحاسيس مما يستدعي منا السؤال عن ماهية من يقومون بقيادة حياتنا سواء عقلنا أو هذه المشاعر.
يمكننا ملاحظة ذلك عن إرسال Email معين ولكن بعد 5 دقائق نرجع لمضمون هذا البريد الاليكتروني أو كم مرة أخذنا قرار معين وبعد دقيقة أو ساعة واحدة قمنا بالندم على هذا التصرف، فما هو سبب هذا التغير على الرغم من عدم تغير الموقف ذاته؟.
هنا تكمن أهمية الذكاء العاطفي خاصة الذكاء المتعلق بالوظيفة أو العمل حيث يعني هذا النوع من الذكاء مدى إدراك الشخص ذاته والقرارات التي يأخذها ومدى التحكم في إدارة هذه المشاكل التي يتعرض لها بشكل إيجابي لتكون أساس لأخذ القرار بشكل سليم ومحفز ذاتي إيجابي مع أهمية التعاطف مع الآخرين للوصول إلى العنصر الرابع من الذكاء العاطفي وبناء علاقات فعالة مع الأشخاص الآخرين حيث يعتبر بناء علاقات قوية وفعالة مع أصدقاء بيئة العمل شيء مهم جداً، لذلك فإن العديد من الشركات تلجأ إلى تقديم دورات في الذكاء العاطفي لبعض موظفيها والتي لها الأثر الإيجابي في تهذيب ردة فعلنا وتعاملنا داخل بيئة العمل.
أهمية الذكاء العاطفي في مؤسسات العمل
يجدر الإشارة إلى أن الإنسان إذا لم يكن قائداً لنفسه ومشاعره فلن يكون قائداً لغيره، لذلك فإن الذكاء العاطفي ميزة وسمة مهمة يجب أن يتحلى بها المدراء بشكل خاص وجميع الموظفين بشكل عام.
وتابع ” نعيم الزين “: من المهم كذلك ألا نعتبر مشاعرنا هي ما تقوم بقيادة قراراتنا وتعاملاتنا مع الناس حيث أننا اليوم قد نكون في مزاج سيء ومن ثم سنؤثر سلباً على ما حولنا، ومن هنا تأتي أهمية أخذ دورات تدريبية في الذكاء العاطفي لكافة أفراد المؤسسة وليس على صعيد بعض الأفراد دون غيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا القول أيضاً أن 90% من الناجحين في العمل هم أصحاب الذكاء العاطفي العالي وليس فقط أصحاب الذكاء الذهني العالي على الرغم من وجود نسبة مشتركة لا تتعدى 20% بين هذين النوعين من الذكاء، لذلك فإن المشاعر تعتبر عامل أساسي يقوم بالتحكم في مدى نجاح أو فشل الشخص داخل مكان العمل.
كيف نهذب مشاعرنا ونتحلى بالذكاء العاطفي
بالدرجة الأولى هناك أبحاث جديدة من جامعة هارفرد وبيركلي والتي أثبتت أن العائق الأساسي أمام الذكاء العاطفي هو مدى قدرتنا على إدارة التوتر والضغوطات الداخلية عند الإنسان، لذلك يجب علينا التدرب على تخفيف التوتر ونقوم بامتصاص هذه المشاعر السلبية حتى يمكن إدارتها بشكل سليم.
بعد ذلك، يتطلب منا تنمية الوعي الذاتي من خلال الحكم على الذات قبل الحكم على الآخرين مع أهمية استعمال المشاعر السلبية بشكل إيجابي للوصول إلى الهدف المراد الوصول إليه دون التعرض لشعور التوتر والخوف.
على الجانب الآخر، هناك شعور إيجابي يُستخدم سلبياً حيث أننا في حالة الانجراف نحو شعور السعادة بشكل غير واعي فإن ذلك قد يتسبب في عدم شعورنا بالمسئولية تجاه الغير كما يجب الاهتمام بلغة الجسد لأنها هي ما تخبرنا بما يشعر به الإنسان أو غيره وتعطينا القدرة على خلق نوع معين من المشاعر الإيجابية.
وأخيراً، يجب علينا الانتباه إلى أن ما يوجد بداخلنا من مشاعر حتماً سيخرج للخارج وهنا تصح مقولة أحد القائلين بأن عصر البرتقالة حتماً سيقدم لنا عصير البرتقال وليس عصير العنب.