قد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى استئصال الغدة الدرقية من أحد المرضى. فبرغم كونها تنتج العديد من الهرمونات التي تتحكم في عملية الأيض. لكن يُمكن أن تحدث بعض الاضطرابات لهذه الغدة، مما يمنعها من القيام بوظائفها بشكل كامل. بالتالي: يلجأ الأطباء إلى استئصالها.
هل يرجع تشخيص الأمراض مجهولة سبب إلى الغدة الدرقية؟
يقول “الدكتور إباء سمان” استشاري غدد صماء وأورام الغدة الدرقية: لا يُمكن أن نضع اللوم كله على الغدة الدرقية في الإصابة بالأمراض مجهولة السبب. فالمشاكل التي تُصيب الغدة الدرقية، سواء النشاط أو الكسل يُمكن أن تُسبب بعض الأعراض.
ومن ضمنها الخمول والتعب، وبعض الأعراض الأخرى التي يعجز الطب عن تفسيرها. أو أعراض تتداخل مع أمراض أخرى.
ولا توجد علاقة بين أورام الغدة الدرقية والتدخلات الجراحية التي يُضطر اللجوء إليها في وظائف الغدة الدرقية. فوظائف الغدة الدرقية موضوع والتدخلات الجراحية موضوعاً آخر.
متى يُقرر الطبيب استئصال الغدة الدرقية؟
التدخلات الجراحية التي يضطر الطبيب اللجوء إليها في الغدة الدرقية. إما أن تكون استئصال جزئي، أو شبه كامل، او استئصال كامل للغدة.
فحوالي 60% من السيدات لديهن عقد طبيعية في الغدة الدرقية، وحوالي 30 إلى 40% عند الرجال. وأسباب تواجد هذه العقد مُختلفة من ناحية تعرض الجسم للمواد الغريبة والدخيلة عليه، مثل الفيروسات، أو تكون جهاز المناعة لمضادات تُهاجم هذه الأجسام الغريبة، وتُهاجم خلايا الغدة في نفس الوقت. مما ينتج عنه تكون هذه العقد.
ويُمكن الكشف عن عقد الغدة الدرقية من خلال الفحوصات الطبية العامة، أو فحوصات أخرى يشتكي منها المريض. وبذلك تظهر عقد الغدة الدرقية، عن طريق الإشاعات والفحوصات.
كما يُمكن للمريض اكتشاف عقد الغدة الدرقية من خلال ظهور تضخم في الغدة، أو ظهور بعض الكتل في الرقبة، فيتم عمل التحاليل والإشاعات التي توضح سبب وجود هذه العقد.
فبدايات أي تورم في الغدة الدرقية يكون ناتجاً عن عقد، حيث تتراوح العقدة ما بين 2 أو 4 ملي إلى 6 أو 7 سم. ولكن زيادة حجم العقدة لا يُعني خطورتها، فحجم 4 ملي خطورتها كحجم العقدة 7 ملي. وبصفة عامة تكون نسبة الخطورة في العقد أقل من 95%.
ويضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي في العقد، سواء كان استئصال الغدة الدرقية الجزئي أو الكامل، على حسب شدة المرض. حيث يربط الطبيب بين تضخم الغدة والأعراض التي يشعر بها المريض. مثل شعوره بالاختناق عند تناول الطعام، أو عند التنفس. فهذه الأعراض لا تدل على خطورة التضخم.
وبالتالي: يتوقف استئصال الغدة الدرقية على حسب طبيعة المريض وشكواه. بجانب تقييم العقد من خلال الأشعة التلفزيونية. حتى يتسنى للطبيب معرفة ما إذا كانت العقدة تحتاج إلى استئصال أم لا.
ماذا يحدث للمريض بعد استئصال الغدة الدرقية؟
يستطيع الإنسان العيش بربع الغدة أو نصفها. ولكن يتوقف ذلك على عمل الغدة قبل استئصالها، هل كانت تعمل بكفاءة عالية أم لا، فإذا كانت تعمل بكفاءة عالية قبل استئصالها، تستطيع انتاج هرمونات كافية. أما إذا كانت الغدة لا تعمل بكفاءة، فالخلايا المتبقية من الاستئصال لا تعد كافية لإنتاج الهرمونات.
وفي حال الاستئصال الكامل للغدة، يحتاج المريض إلى الهرمون التعويضي وليس العلاجي. فيتم تعويض المريض عن نقص الهرمون الناتج عن الجراحة.
ويتم إعطاء المريض جرعات محددة من الهرمون التعويضي، مع مُتابعة المريض بعناية، كما يجب التأكد من الجرعة المناسبة للمريض. فإذا تم تعويض المريض بالهرمون التعويضي والجرعة المناسبة له، لا يشعر المريض بأي أعراض جانبية.
ويجب الوضع في الاعتبار بأن معرفة وظائف الغدة والهرمونات التي تم اكتشافها، لا يُعني معرفة كل شيء عن عمل الغدة. فأي إنسان يلجأ إلى التدخل الجراحي لا ترجع صحته بنسبة 100%. ولكن يعود بنسبة 85 إلى 90%.