كل ما عليك حتى تبتكر «تقليعا» جديدا يسري بين أوساط الشباب المتلهف لأحدث التقليعات العصرية، أن تقوم بالتالي فقط: قبل النوم – حيث يصبح العقل في أسوأ حالاته – ولمدة أسبوعين متتاليين حاول أن تستنفر جميع خلايا مخك للبحث في أرشيفه عن أسوأ ما يحتفظ به من صور ومعلومات وتقاليع غريبة، استحضر عادات شعوب «الناغا» الآسيوية مثلا، ابحث في الإنترنت – في المواقع المعنية باحتضان المرضى النفسيين وذوي الشخصيات المنفصمة! من الممكن – أن تتابع عن كثب بعض قنواتنا العربية ذات القدرة الفائقة على إقناع شاب في مقتبل العمر بارتداء ملابس أخته! ومن المجدي أيضا أن تراقب سلوك إحدى الأبقار في إحدى الحظائر! هل فعلت كل ما سبق؟
إذن – أظنك الآن قادرا على ابتكار – ليس «تقليعا» واحدا – بل جملة من التقليعات التي سيتلقفها بعض الشباب هنا أو هناك لتصبح زيا رسميا له في الأيام القادمة!
أقول ما سبق لأنه أصبح من المعتاد جدا أن تصادف في بعض المطاعم المنتشرة هنا مثلا، أحد الكائنات الذي يتبين لاحقا ومن بين كومة الشعر التي تحيط بوجهه أنه شاب في العشرين من عمره أو أقل! مرتديا «بنطالا» لن تستطيع التنبؤ إن كان سيصمد في وجه السقوط حتى نهاية ذلك اليوم أم لا! ويبرز بشكل واضح في كتفه اليمنى «وشم» لجمجمة تبدو كإحدى لوحات «ممنوع الاقتراب»! أما السلاسل التي تتدلى من جانبيه ومن رقبة رأسه فقد جعلته وكأنه خارج للتو من أحد أفلام ال- «أكشن»!
على من ستلقي باللائمة هنا؟! هل على الشاب الإسفنجي الذي امتص كل إفرازات وسائل الإعلام الرديء، أم على وسائل الإعلام التي تظهر أبطالها بتلك الكيفية، أم على الوالدين والمجتمع الذين قصروا في توعية ذلك الشاب، أم على نفسك حين قصدت ذلك المطعم؟!… أفيدوني، أفادكم الله!
بقلم: ماجد بن رائف
وأدعوك لتقرأ: كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك! خطوات ونصائح جوهريَّة