تفاصيل الإستشارة: لديّ طفل عمره ثلاث سنوات وتسعة أشهر في الفترة الأخيرة (حوالي شهر ونصف) بدأت ألاحظ أن سمعه ثقيل نوعا ما، وذلك حين أتحدث معه أو أناديه لا يسمعني من الوهلة الأولى بقول “آه… آه..”، ويطلب مني أن أرفع صوتي، ولوحظ ذلك في المدرسة التحضيرية عندما سألت المعلمة؛ فأخذته إلى طبيب العائلة فقال لي بعد الكشف عليه بأن داخل أذنيه يوجد مادة تمنعه من السماع جيدا، مع العلم أن أذنيه لا يخرج منها أي نوع من الأوساخ.
وقد أعطاني الطبيب قطرة بالأنف لتحليل هذه المادة التي تسببت في هذا الضعف السمعي حسب قول الطبيب.
ولكن لم نلاحظ أي تغيير منذ أسبوعين إلى الآن.
أرجو منكم الإفادة مع العلم أن ابني سيدخل المدرسة بعد ثلاثة أشهر، وجزاكم الله خيرا.
الإجـابة
يقول د. إسلام الشبراوي -إخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة-: الأخت العزيزة.. وأود أن أطمئنك بأن حالته هي حالة طبية شائعة في الأطفال وتسمى ارتشاح الأذن الوسطى، حيث تتجمع بعض السوائل المصلية أو الصمغية في الأذن نتيجة لأسباب متعددة ومختلفة، منها:
- تضخم الغدائيات (اللحمية) الموجودة في البلعوم الأنفي والتي تقوم بسد فتحة قناة تهوية الأذن الوسطى المسماة قناة ستاكيوس.
- كما قد تعزى أيضا للإصابة ببعض أنواع الفيروسات أو البكتريا قليلة الشراسة HYPOVIRULANT.
- أو للحساسية تجاه بعض الأطعمة.
والحل عزيزتي يكمن في اتباع علاج طبي أولا يتكون من استعمال المضادات الحيوية من نوع معين يمكن أن يصفه لك الطبيب المعالج، مصحوبا باستعمال نقاط للأنف المعدة للأطفال، وكذلك مضادات الحساسية والاحتقان والمتوفرة على هيئة شراب للأطفال، ويمكن أن يصف لك الطبيب إحداها.
ويفضل أن يصاحب هذا العلاج تمرينات تهوية الأذن كتمرين “فالسلفا” “VALSALVA” ويكون بإغلاق فتحة الأنف مع نفخ الخدين كما في وضع نفخ البالون، وذلك محاولة لفتح قناة ستاكيوس المسدودة.
ويستمر هذا البرنامج العلاجي لمدة أسبوعين ويكرر مرة أخرى لنفس المدة في حالة حدوث استجابة جزئية؛ فإن لم يتحسن الطفل بعد ذلك تجرى أشعة لتقييم حجم اللحمية لديه، وإن ثبت تضخمها فيستحسن إجراء عملية لاستئصال اللوزتين واللحمية مصحوب بعملية بسيطة بالأذن وهي عبارة عن شق طبلة الأذن ووضع أنبوب تهوية بها، وذلك الأنبوب يسقط من تلقاء نفسه في مدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة.
ولا داعي للقلق من هذه العملية، حيث إنها عملية بسيطة جدّا ونتائجها ممتازة إن شاء الله ﷻ.