وكل ما يحيط بك الآن عزيزي القارئ هو مجموعة من الاختبارات لقياس درجة الصبر لديك! وستخوض التجربة عزيزي القارئ إما بطوعك أو بدونه! هل أنت جاهز للبدء؟ إذن حاول مثلا أن تعبر طريق «خريص» بسيارتك المجردة في تمام الواحدة والنصف ظهرا ذلك الطريق الذي يتوقف 5 مرات في الدقيقة الواحدة! حاول فعل ذلك دون أن تكيل التهم لمجموعة المتخلفين «في نظرك فقط» الذين يحاولون تعطيلك عن الوصول لمنزلك!
وفي المقابل يجب أن تتغاضى عن سيل الشتائم التي ستنهال عليك من قبل قائدي السيارات المجاورة ابتداء باتهامك بأنك أعمى و«غشيم» وتحتاج لنظارة طبية وانتهاء بلعن الواسطة التي منحتك رخصة قيادة دون استحقاق!
هل تجاوزت الاختبار السابق؟ إذا كان الجواب نعم فيمكنك الاستمرار في هذا الاختبار. أما إذا كان الجواب لا فينصح بالانتقال إلى موضوع آخر، جميل.. يبدو أنك من النوع الصبور عزيزي القارئ! إذن فلنتابع.
الآن توجه عصرا إلى مكتب الخطوط السعودية في حي المروج بالرياض، ومن بين الحشد المكتظ هناك حاول أن تتسلل لحجز رقم انتظارك. وفي حال نجاحك في المهمة السابقة، يجب عليك عدم التفكير في الجلوس على المقاعد المخصصة للانتظار فهي ممتلئة حد التخمة بزبائن الصباح!
اختبر صبرك في البقاء في ذلك المكان ليومين متتاليين! وستكتشف أن الدور لم يصلك، وأن الذي وصل فعلا هو موعد إقلاع الرحلة التي تنوي السفر عليها! «اختبر صبرك» في ذلك الموقف أو اخرج من هذه التجربة واسلك الطرق البرية!
«اختبر صبرك» أخيرا بحضور مناسبة للاحتفال بتنصيب مدير جديد في دائرة حكومية ثم ادع الله أن يلهمك مزيدا من الصبر للاستماع لجميع المعلقات التي ستلقى في ذلك الحفل البهيج، فكلمة المدير السابق للإدارة وكلمة المدير قبل السابق وكلمة المدير الحالي ثم كلمة المرشح لخلافة المدير الحالي وكلمة الموظف المثالي وكلمة منظم الحفل.. هل انتهى الحفل؟ إذن وكمبادرة إنسانية منك حاول أن توقظ النائمين عن يمينك وعن يسارك ولك جزيل الشكر!
بقلم: ماجد بن رائف